الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اضطرابات وعدم استقرار والشعب يخرج عن صمته.. ماذا يحدث في ليبيا؟

ليبيا
ليبيا

تعيش ليبيا حالة من عدم الاستقرار منذ الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس معمر القذافي، وحتي الآن تتعاقب الحكومات على ليبيا ولكن بدون أي جدوي حتي يأس الشعب من الطبقة السياسية التي تحكمه وخرج خلال اليومين الماضيين مطالبا برحيل النخبة السياسية في البلاد وتوحيد الدولة الليبية تحت راية واحدة.

الدعم المصري لاستقرار ليبيا

وفي هذا الإطار، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ،أمس، اتصالاً هاتفياً من محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي.

وخلال الاتصال، عبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي عن خالص التقدير لمساندة مصر الصادقة لبلاده امتداداً للعلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، مثمناً في هذا الخصوص الجهود الحثيثة بقيادة الرئيس في دعم ليبيا، خاصةً عن طريق المساهمة في استعادة المؤسسات الوطنية، وتوحيد الجيش الوطني الليبي، فضلاً عن الدور الحيوي لنقل التجربة المصرية التنموية إلى ليبيا.

كما أكد الرئيس السيسي أن مصر لم ولن تدخر جهداً في دعم الشقيقة ليبيا بهدف إجراء المصالحة الوطنية ولم الشمل مع البعد عن أي تجاذبات سياسية واستعداد مصر لتقديم أوجه الدعم اللازم في هذا الصدد.

وشهد الاتصال التوافق بشأن ضرورة أن يكون حل الأزمة الليبية نابعاً من الليبيين أنفسهم، مع التشديد على أن إجراء الانتخابات هي السبيل الوحيد لتسوية الوضع الحالي، بالتوازي مع إخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضـي الليبية لضمان تنفيذ أية تسوية سياسية.

خارطة طريق لإنقاذ ليبيا

وقد أعلن المجلس الرئاسي الليبي، اليوم الثلاثاء، خطة لحل أزمة الانسداد السياسي في البلاد، حيث أفاد المجلس في بيان نشره مكتبه الإعلامي، بأنه أجرى عددًا من الاجتماعات بين أعضائه بالخصوص وخلصت إلى التوافق حول إطارٍ عام لخطة عمل تعالج الانسداد السياسي في البلاد.

وأضاف أنه جرى تكليف عبدالله اللافي النائب بالمجلس الرئاسي، بإجراء المشاورات العاجلة مع الأطراف السياسية لتحقيق التوافق على تفاصيلها، وإطلاقها فيما بعد في شكل خارطة طريق واضحة المسارات والمعالم تُنهي المراحل الانتقالية عبر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في إطار زمني محدد.

وبين أن أبرز العناصر الحاكمة لخطة الحل هي: الحفاظ على وحدة البلاد، وإنهاء شبح الحرب، وإنهاء الانقسام، وتعزيز حالة السلام القائم، وتجنب الفوضى، والحد من التدخل الأجنبي، والدفع في اتجاه حل وطني يقدم على ما سواه.

مخاوف من صعود الإخوان للتظاهرات

ومن جانبه، وحذر الجيش الوطني الليبي من أن تنظيم الإخوان قد يسعى لركوب موجة التظاهرات وتحويرها، فيما كان محتجون قد تجمعوا بالعاصمة طرابلس ومدن أخرى للتعبير عن استيائهم من تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء.

وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن المؤسسة العسكرية تدعم الشعب الليبي في أي حراك سلمي وما ينادي به من مطالب مشروعة، مضيفا: "سنحميه وسنلبي مطالب الشعب مثلما قمنا بذلك في 2014 عندما خرجوا إلى الساحات والميادين للمطالبة بإنهاء تواجد الميليشيات والأجسام الموازية للجيش والشرطة".

وأوضح المسماري، أن الجيش يدعم الحراك، شريطة أن يكون سلميا ومنظما بشكل جيد، وعلى نحو لا يسمح باختراق جهة ما تسعى لتحقيق أهداف حزبية أو طائفية.

وشدد المتحدث العسكري على أن الجيش الليبي يحمي تطلعات الشعب، بما في ذلك الوصول إلى انتخابات نزيهة في البلاد.

ولدى سؤاله عن الخشية من ركوب الإخوان موجة الاحتجاجات، أكد المسماري أن المخاوف مبنية على تقارير ومتابعة من الأجهزة الأمنية لكل من تحدث عن الحراك قبل قيامه.

وأشار المسماري إلى محاولة دؤوبة من تنظيم الإخوان لاستغلال الاحتجاجات، قائلا إن الليبيين فوجئوا اليوم بصدور بيان عن منظمة تابعة للإخوان في الولايات المتحدة سمت نفسها "حراك ليبيا الحديثة".

وذكر المسماري أن هذه المنظم" قدمت طلبا إلى بعثة منظمة الأمم المتحدة في ليبيا كما أصدرت ما وصفه بالبيان رقم واحد.

وأردف المتحدث باسم الجيش الليبي أن هناك من يريد توجيه الشارع وفق رغباته، مثل السعي إلى استهداف القوات المسلحة في ليبيا.

عودة الاستقرار للدولة الليبية

ومن جانبه قال أحمد العناني، الباحث في العلاقات الدولية، إن مصر تقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف في الداخل الليبي، وأن مصر تدعم كافة الأطراف، مضيفاً مصر تريد الاستقرار السياسي وهذا هو الموقف المصري والذي ندعمها به، وأن ومصر تريد إطلاق عمليات سياسية لإجراء حوار سياسي عن الانتخابات ولجمع الفرقاء الليبيين وفقاً لاتفاقية برلين.

وأضاف العناني في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هناك أزمة حقيقية في الوضع الليبي يتحملها الساسة في الداخل لعدم التوافق في الفترة الماضية، فقد أضاعوا العديد من الفرص سواء في الشرق أو الغرب لعدم الجلوس والتوافق مما نتج عنه أزمات اقتصادية. 

وتابع: "في النهاية أدت هذه الأزمات لهذا المشهد، بينما الأمر يحتاج لتطوير ومصالحة في الداخل الليبي وجلوس على طاولة مفاوضات وتنفيذ للمخرجات الأممية حتى يكون هناك استقرار سياسي، وحينما يكون هناك استقرار سياسي سينعكس هذا على الجانب الاقتصادي وكذلك على الأزمات التي تعيشها ليبيا ومع مرور الوقت ستمر ليبيا من هذا المأزق".

وأشار العناني أن عدم التوافق السياسي وإضاعة المزيد من الفرص وخاصة بالنسبة للفرقاء الليبيين سينعكس بشكل سلبي على الجانب الاقتصادي، وهذا ما أدي إلى عدم الاستقرار في الشارع الليبي مؤخراً من خلال المظاهرات التي شهدناها.