الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لوجانسيك بقبضة الروس.. ما خطط بوتين في أوكرانيا ومتى سينتهي القتال؟

روسيا تسيطر على لوجانسك
روسيا تسيطر على لوجانسك بالكامل

تشكل الحرب الروسية في أوكرانيا أزمات عالمية كثيرة سواء على المجال الاقتصادي أو الأمن الغذائي العام، وتطرح كثير من الأسئلة والتكهنات حول استمرارها وهل تكتفي روسيا بما حققته في أوكرانيا خاصة بعدما أعلنت روسيا أنها سيطرت على مدينة ليسيتشانسك الاستراتيجية ومنطقة لوجانسك بأكملها.

روسيا تسيطر على لوجانسك بالكامل

وتعد السيطرة على منطقة لوجانسك مؤشرا على تقدم روسي كبير في دونباس، وهو أمر تركز عليه موسكو منذ انسحبت من كييف، لأن ليسيتشانسك كانت آخر كبرى مدن مقاطعة لوجانسك التابعة لمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا بقيت في أيدي الأوكرانيين.

ويأتي ذلك في وقت أعلنت بيلاروس اعتراض صواريخ أطلقتها كييف بينما أفادت روسيا بأن أوكرانيا أطلقت ثلاثة صواريخ عنقودية على بيلغورود في هجوم أسفر عن سقوط أربعة قتلى.

وعقب إعلان وزارة الدفاع الروسية السيطرة على المنطقة كاملة، انسحبت قوات الجيش الأوكراني من مدينة ليسيتشانسك في مقاطعة لوجانسك الشعبية.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية في بيان لها: "حفاظا على أرواح المدافعين الأوكرانيين، قررنا الانسحاب" من المدينة، مضيفة "في ظل تفوق القوات الروسية في المدفعية والقوات الجوية وأنظمة الصواريخ والذخيرة وغيرها من الأسلحة، فإن استمرار الدفاع عن المدينة كان سيترتب عليه عواقب وخيمة" على الجيش الأوكراني.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق، أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ القائد العام الأعلى للجيش الروسي فلاديمير بوتين بتحرير كامل تراب جمهورية لوغانسك الشعبية من القوات الأوكرانية.

وأشار شويغو إلى أنه نتيجة للعمليات العسكرية الناجحة، فرضت وحدات الجيش الروسي مدعومة بفصائل قوات جمهورية لوغانسك الشعبية سيطرتها الكاملة على مدينة ليسيتشانسك، وعدد من المناطق والمراكز السكنية المجاورة.

واتهمت موسكو كييف في السابق بتنفيذ ضربات على الأراضي الروسية، تحديدا في منطقة بيلغورود. 

مستقبل الحرب الروسية في أوكرانيا

وحول ما سيترتب على سقوط لوجانسك، وإذا كان سيتوقف الجيش الروسي أم سيستمر، ومستقبل العمليات في أوكرانيا، قال أحمد العناني، الباحث في العلاقات الدولية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن فلاديمير بوتين لديه استراتيجية فيما يخص الأزمة الأوكرانية، فهو يرى أن التقدم العسكري الأن يأتي لحصد المزيد من المكاسب، وللضغط على الناتو.

وأضاف العناني في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن بوتين يريد أيضا اعتراف رسمي  من الرئيس الأوكراني بالمناطق التي تمت السيطرة عليها سابقا.

وأشار إلى أن الاستراتيجية الروسية لم تتحقق بعد وستظل العمليات العسكرية في بعض المناطق التي ستمكن روسيا من الضغط على الجانب الأوروبي وعلى حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى جاهدا لضم أوكرانيا للحلف وللاتحاد الأوروبي.

ولفت خبير العلاقات الدولية، أن هناك بعض الدول التي تأخذ الأمر بحيادية مثل فرنسا، ولكن هناك بعض دول أوروبية أخرى داعمة لانضمام أوكرانيا لحف الناتو أهمهم بريطانيا.

وأوضح العناني أن الهدف من العملية العسكرية الروسية هو الضغط على الدول الأوروبية من ناحية ومن ناحية أخرى تحقيق الاستراتيجية فيما يخص التوسع الروسي في الداخل الأوكراني. 

وتابع: "لأنه حينما أعلن فلاديمير بوتين عن العملية العسكرية كانت لديه استراتيجية واضحة، ويرى أن هناك تهديد مباشر عليه وعلى الأمن القومي الروسي في ظل العلاقات الأوكرانية مع الولايات المتحدة والناتو الذين يسعوا لإقامة قواعد عسكرية بالقرب من الحدود الروسية في أوكرانيا.

وعن استمرار العمليات العسكرية، أضاف العناني أن العميات العسكرية ستستمر إلى أن يحقق فلاديمير بوتين المكاسب الاستراتيجية والعسكرية، ومن الناحية الأخرى الضغط على الناتو والغرب في عدم دعم أوكرانيا عسكريا وعدم ضمها للناتو والاعتراف جزيرة القرم.

روسيا تحقق أهداف الحرب بأوكرانيا 

ومن جانبه، قال رامي إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية، إن سيطرة القوات الروسية بشكل كامل على منطقة لوجانسك، من المكاسب الاستراتيجية التي حققتها منذ بداية العملية العسكرية بأوكرانيا، وأن بذلك يتبقى أمام موسكو السيطرة على منطقة دونيتسك لإعلان السيطرة الكاملة علي إقليم دونباس.

 وأضاف إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الاستيلاء على لوجانسك يجعل موسكو أقرب إلى هدفها المعلن المتمثل في الاستيلاء على إقليم دونباس، لكنه قد يكون دافع لأهداف أخرى تتمثل في سقوط العاصمة كييف وتغيير نظام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بآخر موالِ لروسيا.

وأوضح أن إقليم دونباس الغني بالفحم والصلب، يمثل أهمية استراتيجية لروسيا خاصة وأن غالبية السكان هناك يتحدثون اللغة الروسية، وهذا الإقليم مرشح للانضمام إلى الاتحاد الروسي، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يسعى لضم دونباس إلى الأراضي الروسية على غرار عملية ضم شبه جزيرة القرم في 2014 بناء على استفتاء قد يجريه بالمناطق التي تسيطر عليها القوات الروسية.

وأضاف إبراهيم، أن روسيا لديها أهداف أو أطماع أخرى في بعض مناطق الجنوب الأوكراني، خاصة منطقة خيرسون التي تقع في شمال وغرب شبه جزيرة القرم، بهدف إيجاد جسرا بريا على طول الساحل الجنوبي إلى الحدود الروسية والسيطرة على إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم.

ولفت الباحث في الشؤون الدولية أن التقدم الروسي والإصرار على فرض السيطرة الكاملة على إقليم دونباس وبعض المناطق الأخرى يؤكد أن موسكو لديها خطط طويلة المدى، وقد يكون هدف السيطرة على لوغانسك ودونيتسك، فقط أصبح من الماضي، خاصة بعد انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي الناتو، ما يجعل روسيا مضطرة إلى استمرار الحرب وتحقيق انتصارات أخرى تمكنها من فرض شروطها لتحجيم دور هذه الدول مستقبلا.

وتابع: "كما أن الغرب لن يقبل بالانتصارات الروسية والتي تمثل خطر كبير جدا على نفوذه في العالم، لذلك سيسعى إلى تقديم كافة أشكال الدعم الممكنة لأوكرانيا حتى يطيل أمد الحرب لأطول فترة ممكنه يتمكن خلالها من استنزاف روسيا اقتصاديا وعسكريا وتغيير استراتيجية في التعامل مع بعض الدول التي قد تدعم موسكو في حربها ضد أوكرانيا".

بداية الحرب الروسية -  الأوكرانية

يذكر أن حرب روسيا وأوكرانيا بدأت في الـ 24 فبراير الماضي، بإعلان موسكو عن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، وحذرت الغرب والناتو من أي تدخل عسكري، في الشئون الداخلية أو في مسار القتال، وهو ما التزم به الناتو، ولكن من ناحية أخرى قامت الدول الغربية بفرض 6 حزم من العقوبات على روسيا على قطاعات البنوك والطاقة والذهب، إلى جانب تجميد الأصول الروسية.

وهذه العقوبات لم تؤثر بشكل كبير على روسيا، التي لا تحتاج فعليا إلى العالم، نظرا لاحتكارها الكميات الأكبر من جميع المنتجات الغذائية والصناعية والطاقة، وإنما تضرر الغرب من قرار روسيا، بمنع بيع الغاز للدول غير الصديقة "دول الغرب"، إلا مقابل الروبل، وهو ما تسبب في انتعاش العملة الروسية لتصل إلى أعلى مستويات قوتها أمام الدولار واليورو، حيث وصل إلى مستوى 54 روبل مقابل الدولار، في حين كان قد كسر 110 روبل مقابل الدولار الواحد في بداية الحرب.

وباتت روسيا الأن تسيطر على 20% من أراضي، أوكرانيا، وذلك حسبما أعلنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، أما روسيا فكانت قد أعلنت يوم الجمعة 25 مارس الماضي، أنها تريد تركيز جهودها على تحرير شرق أوكرانيا بعد 30 يوما من قتال واسع النطاق.