الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دلالات العيد السعيد

صدى البلد

كل عام وأنتم بكل خير وسعادة، أيام قلائل تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك نسأل الله أن يجعل كل أيامكم أعيادا. 

وفي تلك الأيام ينبغي على الإنسان أن يشيع البهجة والفرح والسرور في بيته وفي محيط مجتمعه، اصطلحوا مع أنفسكم أولا ومع الناس ثانيا، وبين الاثنتين اصطلحوا مع أولادكم وزوجاتكم.

اجعلوها أيام بهجة وسرور، فلقد شرع الله الأعياد في الإسلام ليفرح الناس.

العيد في الإسلام هو شعيرة من الشعائر وله طابعه الديني والاجتماعي الخاص به والمميز له، والذي يكون في إحيائه ترسيخ للإيمان في النفوس. 

العيد نداء للمسلمين، اغتنموا الأوقات بالصلاة والأذكار والتلاوات.

العيد تآزر أفراد المجتمعات الإسلامية كبيرهم وصغيرهم، فقيرهم وغنيهم، الأمر الذي يربي أفراد هذا المجتمع على التعاون والتراحم، ويقوي شعور الفرد بالفخر والاعتزاز بالانتماء لهذه الأمة المباركة والانطواء تحت لوائها لما يشترك فيه أبناء الإسلام في كل مكان في سرائهم كما يشتركون في ضرائهم.

ومن دلالات العيد: التنبيه على إعطاء  الضعفاء والعاجزين من ذوي الاحتياجات، ومواساة أهل الفاقة والمحتاجين، وإغناؤهم عن ذل السؤال في هذا اليوم، حتى تشمل الفرحةُ والبهجة  والسرور كلَّ بيتٍ، وتعمَّ كل أسرة، صدقة الفطر.

ومن دلالات العيد، تغيير نمط الحياة المعتادة، وكسر رتابتها الثابتة، ذلك أن من طبيعة النفس البشرية حبها وتطلعها إلى تغيير ما اعتادت عليه من أعمال، فكان العيد مناسبة للتغيير، وفرصة للترويح، لتستريح بعد التعب، وتفرح بعد الجد والنصب، وتأخذ حظها من الاستجمام وما أباح الله، فتعود أكثر عملاً ونشاطاً، ولهذا – والله أعلم – جاء النهي عن صيام يوم العيد.

ليكن هذا العيد مختلفا عن سابقيه، حيث الألفة والمودة والتكافل بين كل أفراد المجتمع.

العيد وقت لمباسطة الأهل ومداعبتهم والتوسعة عليهم، والتخفف من ضغط العمل والمذاكرة والسفر والإرهاق.

ومن دلالات العيد التكافل الاجتماعي والسخاء والمودة في القربى والبشاشة والفرح في وجه من نلقاه من المسلمين، وذلك ببذل الصدقات وتبادل الهدايا، والتوسعة على الأهل والأولاد والجيران، وبث الوئام، والبدء بالصلح، ونبذ الخلافات، وتنقية القلوب من الضغائن والأحقاد، والعفو عن المسيء، وإفشاء السلام على مَن نعرف ومَن لا نعرف، وإطعام الطعام.

العيد هو  تربية على نشر القيم السامية والأخلاق الراقية كالمودة والمحبة.

ومن المقاصدالسامية التي ترتبط بعيد الأضحى، التربية على الإحسان في كل شيء وتتجلى في طريقة ذبح الأضحية ومعاملتها برفق ورحمة، كما علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم، بأن نحد شفرتنا، ونُرِيح ذبيحتنا، ولا نُرِيها المُدْيَة أي السكين حيث قَالَ: « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحسان عَلَى كُلِّ شيء، فإذا قَتَلْتُمْ فأحسنوا الْقِتْلَةَ، وإذا ذَبَحْتُمْ فأحسنوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أحدكم شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَه، عيد سعيد عليكم وعلى كل أحبابكم.