الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ألمانيا تعاني اقتصاديا.. عجز بالميزان التجاري وارتفاع أسعار وركود..العقوبات تنقلب على أصحابها

ألمانيا
ألمانيا

مازالت تلقي الأزمة الروسية الأوكرانية بظلالها على اقتصاديات العالم خاصة الاقتصاديات الأوروبي التي تضررت كثيرا من وقف الإمدادات الروسية من الغاز الطبيعي وتقليلها على دول أخرى، مما خلق حالة من الاضطرابات والأزمات الاقتصادية في أوروبا أدت إلى ارتفاع كبير في الأسعار والركود الاقتصادي وعجز الميزان التجاري لبعض الدول.

ومن الدول التي تضررت جراء هذه الإجراءات الروسية التي كانت ردا على العقوبات الغربية المفروضة عليها، كانت ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في القارة الأوروبي، حيث أدي نقص الإمدادات الروسية من الغاز إلى غلاء الأسعار بشكل كبير وعجز الميزان التجاري للدولة للمرة الأولى منذ عام 1991.

عجز الميزان التجاري في ألمانيا

وكانت قد كشفت بيانات مكتب الإحصاء الألماني الصادرة، اليوم الإثنين، انخفاض صادرات البلاد بنسبة 0.5% إلى 125.8 مليار يورو خلال مايو، مقابل توقعات زيادتها 0.9%، بينما ارتفعت الواردات بنسبة 2.7% إلى 126.7 مليار يورو، بأعلى من التوقعات البالغة 0.2%.

وأدى ذلك إلى تسجيل عجز في الميزان التجاري في ألمانيا بلغ مليار يورو (1.04 مليار دولار) خلال مايو، مقارنة بتوقعات تحقيق فائض قدره 3.0 مليار يورو، ليسجل الميزان التجاري أول عجز شهري منذ عام 1991، بعدما سجل فائضاً بلغ 3.1 مليار يورو في أبريل، ووفقاً لبيانات المكتب الاتحادي للإحصاء، انخفضت صادرات ألمانيا في مايو بنسبة 0.5% مقارنة مع أبريل السابق، لتصل إلى 125.8 مليار يورو.

ارتفاع الأسعار وركود اقتصادي

وفي أزمة أخري للاقتصاد الألماني، حذر وزير الاقتصاد، روبرت هابيك، من خطر الفشل المتتالي في تشغيل مؤسسات الطاقة، وسط انخفاض كبير في إمدادات الغاز الروسي. 

قال هابيك إنه بعد الانخفاض الأخير في ضخ الغاز عبر خط نقل الغاز نورد ستريم بنسبة 60%، تحتاج برلين إلى الاستعداد لتخفيض أكبر في الإمدادات، لأن هذا يتوافق مع استراتيجية موسكو لتقويض الوحدة الأوروبية.، مشيرا أن نقص الغاز من المرجح أن يؤدي إلى ركود عميق في البلاد.

وتابع: "إذا فشلت شركة واحدة أو عدة شركات، سيؤدي ذلك إلى ركود عميق بسرعة كبيرة".

وبحسب قوله، فإنه يمكن لموردي الكهرباء استخدام الحق في رفع الأسعار، على الرغم من الالتزامات التعاقدية الأولية.

ألمانيا في وضع اقتصادي حرج

قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن المتوسط العام لاعتماد ألمانيا  على روسيا بنسبة ٣٠ - ٤٠ في المئة في الغاز الطبيعي.

وأضاف الإدريسي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ألمانيا في وضع اقتصادي حرج لذلك تحركت لوجود بديل لنقص الغاز من خلال الاعتماد على دول أخرى غير روسيا كبعض الدول الأفريقية والآسيوية وغيرها.

وتابع: "تبحث ألمانيا أيضا عن الجزء المرتبط بالغاز المسال، حيث تتحرك ألمانيا في اتجاهات عدة وذلك لكي تنفذ خطة الاتحاد الأوروبي بتقليل حجم الواردات بحجم 90 في المئة في العام الحالي".

الاعتماد على بدائل أخرى

وأشار الخبير الاقتصادي أن كل دول الاتحاد الأوروبي تتجه للاعتماد علي أوجه أخري بدلا من روسيا لتنفيذ العقوبات وتزيد من الحصار على الاقتصاد الروسي، وبالتالي سيزيد معدلات التضخم ليس في ألمانيا فقط بل في دول العالم أجمع وذلك نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة.

وأوضح الإدريسي أن ألمانيا متأثرة بارتفاع أسعار النفط ومشاكل واللوجستيات والتجارة وحجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وهناك شكل من أشكال التراجع الاقتصادي وذلك نتيجة لتوتر الاقتصاد العالمي بأكمله. 

ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي يتجه نحو الاستثمارات المشتركة والسعي نحو زيادة معدلات التبادل التجاري بين الدول الأوروبية وبين شركائهم ساء كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو بعض الدول الأفريقية.

تقليل عجز الميزان التجاري الألماني

وأضاف الإدريسي أن ألمانيا لديها علاقة طيبة بالدول النامية وبالتالي سوف تعمل في الفترة القادمة على تسويق منتجاتها وتقلل من العجز التجاري لديها، موضحا أن السبب الرئيسي في ارتفاع عجز الميزان التجاري مرتبط بفكرة تكلفة الحصول على الطاقة، وبالتالي مع تزايد نسبة التبادل التجاري والعمل المشترك سوف تحاول ألمانيا الخروج من الأزمة تدريجيا.

وتابع: "لذلك لا يمكن أن نصب الاتهام علي الاقتصاد الألماني، لأن المشكلة ليست عليه فقط بل على العالم ككل"، مشيرا أن الاقتصاد الألماني من أكبر الاقتصادات على مستوى العالم وأكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي وما يحدث الآن ما هو إلا صدمة اقتصادية، وهذا لا يقلل نهائيا من هيمنة الاقتصاد الألماني وتأثيره على الاقتصاد العالمي.