الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلة دامية في كوبنهاجن.. هل يعاود الإرهاب ضرب أوروبا مرة أخرى؟| قراءة

الشرطة الدنماركية
الشرطة الدنماركية

أعلنت الشرطة الدنماركية، صباح اليوم الإثنين، مقتل 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين في إطلاق النار داخل مركز تسوق بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن.

وفي هذا الصدد، قالت الشرطة الدنماركية، إنها ألقت القبض على رجل دنماركى يبلغ من العمر 22 عاما ولا يمكنها استبعاد أن يكون ذلك "عملا إرهابيا".

تفاصيل حادث العاصمة كوبنهاجن 

ورفض كبير مفتشى الشرطة سورين توماسن الحديث عن الدوافع المحتملة للمشتبه به وما إذا كان معروفا للشرطة.

وقالت شرطة العاصمة كوبنهاجن، إنها أرسلت عددا من رجال الأمن إلى مركز فيلدز التجاري بعد تقارير عن إطلاق النار، وطلبوا من الناس البقاء فى أماكنهم وانتظار المساعدة، خاصة إنه "لا يوجد ما يشير إلى وجود شركاء فى واقعة إطلاق النار".

وقال متحدث لـ"رويترز"، إن المستشفى الرئيسى بالعاصمة كوبنهاجن استقبل "مجموعة محدودة العدد من المصابين" للعلاج، مضيفا أن المستشفى استدعى جراحين وممرضات وموظفين آخرين.

ويقول الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، منير أديب، إن الشرطة الدنماركية صرحت فرضية أن يكون العمل الإرهابي قائمة، وبالتالي هناك احتمالات كبيرة إلى أن يكون المنفذ قد تأثر بصورة أو بأخرى، بالأفكار المتطرفة، خاصة وأن تنظيم داعش ربما توغل في أوروبا بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف أديب- خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن بعد إعلان سقوط داعش في 22 مارس من العام 2019، كانت ومازالت تعاني أوروبا من موجة الإرهاب، ربما لموقفها من تنظيم داعش حيث كانت بمثابة العصب الرئيسي للتحالف الدولي لمواجهة داعش، الذي انشأته الولايات المتحدة الأمريكية عام 2014.

استراتيجية أمريكيا لمواجهة داعش

وأشار أديب، إلى أن أوروبا لم تضع استراتيجية حقيقية، لمواجهة تنظيمات العنف والتطرف في العالم أو في منطقة الشرق الأوسط، بل فوجئنا بأنها تقوم بترويج واستثمار هذه التنظيمات، حتى عندما واجهت داعش في الرقة والموصل، فكانت مواجهة دون المستوى مقارنة بخطر داعش.

وتابع: "قامت الولايات المتحدة بإنشاء التحالف الدولي عام 2014، ولكن لم تقض على داعش إلا في عام 2019، أي بعد 5 سنوات، مما يعني أن التحالف الدولي المشكل من أكثر 80 دولة فشل في أن يقضي على داعش، إلا بعد 5 سنوات".

وأردف: "تلك الأزمة تترجم أن الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة داعش استراتيجية دون المستوى، مما أدى إلى انتشار الإرهاب بالصورة التي عليه الآن في أوروبا، وربما تحصد الدينمارك هذه المساوئ والسلبيات، ولعل فرنسا كانت العاصمة الأوروبية الأكبر في العمليات الإرهابية، والتي بدأت عام 2015".

واختتم: "أتوقع المزيد من العمليات الإرهابية في أوروبا، وسوف تكون تلك العمليات القادمة أشد قوة وأكثر كثافة خلال الفترة القادمة، وبدأت بدولة الدنمارك موجة جديدة، وربما تشمل دول أخرى مثل لفرنسا وإنجلترا وإسبانيا وألمانيا وغيرها من دول أوروبا".

ومن ناحية أخرى، قالت رئيسة الوزراء ميت فريدريكسن، إنَّ الدنمارك تعرضت لهجوم عنيف، مؤكدة إنَّها "أرادت تشجيع الدنماركيين على الوقوف معًا ودعم بعضهم البعض في هذا الوقت الصعب".

قرارات حاسمة إثر حادث كوبنهاجن

وأضافت رئيسة الوزراء أنَّه "تمّ تغيير عاصمتنا الجميلة والآمنة للغاية في جزء من الثانية".

ووقع الهجوم المميت على مركز التسوق في الوقت الذي احتفلت فيه الدنمارك باستضافة المراحل الثلاث الأولى من سباق فرنسا للدراجات لأول مرة، ويقع المركز التجاري متعدد الطوابق في ضواحي كوبنهاجن، مقابل خط مترو أنفاق يتصل بوسط المدينة.وقالت الشرطة إنَّ المشتبه به كان يحمل بندقية وذخيرة عندما ألقي القبض عليه.

وبعد وقت قصير من إطلاق النار، أعلنت العائلة المالكة الدنماركية أنَّه تمّ إلغاء حفل استقبال كان من المقرر أن يستضيفه ولي العهد فريدريك للاحتفال باستضافة المراحل الثلاث الأولى من سباق فرنسا للدراجات، وأعرب عدد من قادة الجوار عن رعبهم من إطلاق النار وقدموا تعازيهم لأسر المتضررين.

وأدانت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين، ما وصفته بأنه "عمل عنيف صادم"، وقال الزعيم النرويجي جوناس جار ستور إن "أفكاره تذهب إلى الضحايا وأقاربهم وإلى طواقم الإغاثة التي تعمل حاليًا لإنقاذ الأرواح".

والجدير بالذكر، أن الدنمارك شهدت آخر حدثًا إرهابيًا كبيرًا في عام 2015، عندما قُتل شخصان وأصيب 6 من ضباط الشرطة خلال هجوم على مركز ثقافي ومعبد يهودي في كوبنهاجن، وقتل المسلح في وقت لاحق في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.

حوادث الذئاب المنفردة في أوروبا 

وتعرضت فرنسا خلال عام 2020 لحادث تسبب فى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين، فى هجوم بالسكين داخل كنيسة بمدينة نيس، بعد فقط أيام من قطع رأس مدرس فرنسى بعد عرض المدرس رسوما كاريكاتورية للنبى محمد.

وكان شاب يدعى عبد الله أنزوروف، 18  عاما، من أصول شيشانية يعيش فى فرنسا قطع رأس مدرس التاريخ، صموئيل باتي، الذي يعمل في أحد أحياء باريس، لعرض المدرس صورا للرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، ونشر صورة لجسد المدرس على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر".

وتعد الذئاب المنفردة لـ"داعش" بعبع يهدد الدول الأوروبية، ورغم انهيار التنظيم بشكل شبه كلي إلا أن هناك مخاوف كبيرة جدا من الأفراد الذين يحملون أفكار التنظيم وبداخلهم استعدادات لتنفيذ عمليات إرهابية بشكل منفرد وبأقل الإمكانات.