الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفراعنة دائما سباقون.. مومياء مصرية تفاجئ العالم باستخدام طبي متقدم

مومياء مصرية
مومياء مصرية

من بين إجراءات التأهيل التي ينصح بها الأطباء بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، هو إجراء تمارين الحركة التي قد يحتاج تنفيذها إلى استخدام مشاية أو عكاز، بالإضافة إلى دعامات للساق، حتى تساعد على الثبات وتثبيت وزن الجسم أثناء إعادة تعلم المشي.


وبحسب ما ذكره احد المواقع، وجد فريق بحثي مشترك من جامعات: «ألكالا» الإسبانية، و«نيوجيرسي» الأميركية، و«الأميركية» في القاهرة، أن المصري القديم عرف هذه الإجراءات لتأهيل مرضى السكتة الدماغية، وهو ما كشفت عنه حالة مومياء مصرية تنتمي للأسرة الخامسة والعشرين، عثرت عليها البعثة الإسبانية المصرية المشتركة، العاملة في مقابر ذراع أبو النجا التي تقع في البر الغربي لنهر النيل بمدينة الأقصر (جنوب مصر).


وعثر على المومياء التي أخذت الرقم «Ind-6833»، ضمن 17 جثة محنطة في مقبرة حيري (TT 12) التي تنتمي إلى أوائل الأسرة الثامنة عشرة (1550-1292 قبل الميلاد). ووجد الباحثون بعد إجراء الأشعة والفحوصات، أنها فريدة من نوعها، كونها تسجل أقدم إصابة في الأدبيات العلمية بمرض السكتة الدماغية، وليس ذلك فحسب؛ بل إنها أيضاً تسجل إجراءات فريدة اتُّخذت للتعامل مع تبعات الإصابة التي تسببت في شلل نصفي بالجانب الأيسر من الجسم.


وخلال دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «ورلد نيروسيرجري»، وصف الباحثون هذه الإجراءات التي كانت مشابهة تماماً لما ينصح به الأطباء حالياً؛ حيث عثروا على عِصِيّ استخدمت كداعمات للقدم، كما وجدوا عكازاً مع المومياء.


وأوضح الباحثون أن المومياء كانت لامرأة يتراوح عمرها بين 25 و40 عاماً، وكان نوع التحنيط المستخدم معها على مستوى عالٍ؛ حيث تم إجراء عملية التحنيط ونزع الأحشاء بعناية، وأصيبت بالسكتة الدماغية في وقت متأخر من حياتها، وعاشت بعد الإصابة لعدة سنوات.


من جانبه، يعلق المؤرخ وكاتب علم المصريات بسام الشماع على هذا الاكتشاف، بأنه تأكيد على أن «المصري القديم كان سباقاً في تنفيذ بعض التدخلات الطبية، وليس هذا غريباً وهو أول من قدم وصفاً دقيقاً للمخ، كما جاء في بردية (إدوين سميث) الطبية».


وجاء الوصف في إطار نصيحة توجّه للمعالجين، جاء فيها: «إذا فحصت رجلاً يعاني من جرح منفرج في رأسه، ويصل لعظام الجمجمة ويسحقها ويظهر أحشاء جمجمته (المخ)، فعليك أن تتحسس الجرح بيدك، وستجد أن سطح المخ في قاع الجرح يشبه الخبث على سطح النحاس المنصهر داخل بوتقة، وستشعر بنبضات تحت أناملك، تشبه النبضات التي تحسها لو وضعت يدك فوق رأس طفل حديث الولادة لم تلتئم عظام جمجمته بعد».


ويشير الشماع أيضاً في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هذا الاكتشاف ينفي ما ذهب إليه البعض من أن مصر القديمة شهدت تراجعاً في عصر الأسرة الخامسة والعشرين إبان الاحتلال النوبي للبلاد، وذلك لكون هذا الاكتشاف ينتمي لتلك الفترة، كما أنه يمثل حافزاً مهماً لإعادة دراسة تاريخ العِصِي في مصر القديمة، والتي عادة ما كانت تأخذ تفسيرات دينية وعقائدية عند العثور عليها في المقابر، بينما هذا الاكتشاف يشير إلى أنه ربما يكون لها وظائف طبية.