الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وضع مثير للبلبلة.. كورونا يعود بقوة إلى بريطانيا والإصابات تتضاعف

صدى البلد

ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن فيروس كورونا أطل برأسه من جديد بعد خفوت خلال الفترة الماضية، حيث تشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن عدد الأشخاص المصابين بالفيروس في المملكة المتحدة ارتفع إلى أكثر من الضعف منذ بداية يونيو الماضي في ظل وجود حوالي 2.3 مليون شخص جاءت نتائج اختباراتهم إيجابية.

وقالت ليندا بولد، أستاذة الصحة العامة في جامعة أدنبرة: "نحن في مستنقع سيء خلال الوقت الراهن".

وأضافت: "وضع مثير للبلبلة في المجتمع والبعض يعاني من آثار شديدة، لكن ذلك ما يزال يعتبر نقطة في بحر ما كنا عليه".

وأوضحت "بي بي سي" أن القوة الدافعة وراء الارتفاع المفاجئ في عدد الإصابات هو الفعل المزدوج لما يُسمى "بي إيه 4" و "بي إيه 5". وهذان الشكلان المتحوران من الفيروس يعتبران من الناحية الفنية نسختين فرعيتين من المتحور أوميكرون. فالنسخة الأصلية من أوميكرون تتمتع بقدرة كبيرة على الانتشار وتخطي الدفاعات المناعية التي بناها الجسم لإبعاد الفيروس. بل إن المتحورين "بي إيه 4" و "بي إيه 5" يتمتعان بقدرة أفضل من أوميكرون. فصعودهما بدأ قبل الفعاليات الصيفية الكبيرة على غرار احتفالات البلاد باليوبيل البلاتيني للملكة أو مهرجان "غلاستونبيري" الموسيقي، فالأمر ليس وكأننا دخلنا موجة جديدة من خلال الحفلات.

وقال  داني ألتمان، الأستاذ في علم المناعة بجامعة "إمبريال كوليج لندن" إن الأمر "صادم" إلى أي درجة يستطيع الفيروس التغير لمواصلة إصابتنا. ويستعيد من الذاكرة رؤيته تحليلاً علمياً للمرة الأولى لأوميكرون الشتاء الماضي قائلاً: "شعرت وكأنني رأيت للتو أسوأ فيلم رعب على وجه الأرض ومع ذلك لا يزال يواصل إلقاء أسوأ ما عنده من المتحورات".

والنتيجة هي أن بريطانيا تدخل الآن- ربما ثالث - موجة أوميكرون لهذا العام وما زلنا فقط في شهر يوليو.

وأظهر بحث نُشر في مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن" الطبية أن المتحورين "بي إيه 4" و "بي إيه 5" يمكنهما "التملص بشكل كبير" من الحماية التي يوفرها التطعيم أو الإصابة السابقة بالفيروس. وأظهرت دراسة أخرى نشرت في مجلة "ساينس" العلمية أن المتحور أوميكرون الأصلي كان بمثابة "فيروس شبح" يترك حماية محدودة من الإصابة به مرة ثانية.

وتعني مهارات التملص لدى المتحورين الجديدين مع ضعف مناعتنا أن القصص حول من أصيبوا بكوفيد مرات عديدة باتت أكثر شيوعاً. إضافة إلى ذلك هناك عدد مفاجئ- واحد من بين كل خمسة أشخاص- تمكنوا بطريقة ما من التهرب من كوفيد طوال فترة الجائحة.

وقال البروفيسور مارك وولهاوس، الذي يدرس حالات انتشار المرض في جامعة إدنبرة إن "هذا الفيروس يستمر في مفاجأتنا بطريقة غير محببة، فربما كانت الآمال معقودة على أنه ستكون هناك حماية أكبر مع انتقالنا من متحور لأوميكرون إلى آخر".