دعا الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، اليوم الأحد، الجزائريين إلى لمّ الشمل، ورص الصفوف، وتوحيد الجبهة الداخلية، لكسب معركة التجديد، في إشارة صريحة إلى مبادرة لم الشمل التي يقودها والتي لا تزال تراوح مكانها.
وقال الرئيس تبون، في كلمته التي جاءت في افتتاحية العدد الأخير لمجلة الجيش، التي صدرت، اليوم الأحد، بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال: ”أنا على قناعة بأن الشعب الجزائري الذي تمكن، بالأمس، من دحر أعتى قوة استعمارية، قادر، اليوم، على مواجهة كل التحديات وتجسيد الجزائر الجديدة على أرض الواقع“.
وأكد في كلمته أنه ”وبهدف بلوغ الأهداف المسطرة في الشق المتعلق بإعطاء الصناعة الوطنية مكانة مهمة ضمن الاقتصاد الوطني سيتم التركيز في المرحلة المقبلة على تعزيز النسيج الصناعي الوطني، وتطوير الصناعات العسكرية على نحو يمكن من استحداث مناصب شغل لشبابنا، والتوجه للتصدير بعد تلبية احتياجات السوق“.
كما حيّا الرئيس تبون في كلمته “الجيش الشعبي الجزائري والقوات المسلحة التي تسهر على حماية حدودنا، ومكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة“.
وتعهد الرئيس تبون بممواصلة مسار تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي على كل الأصعدة، من خلال مواصلة تطوير القوات، والرفع من قدراتها القتالية وجاهزيتها العملياتية لمواكبة المستجدات.
ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه الجزائر للاحتفال بعيد الاستقلال الستين بعد 132 عامًا قضتها البلاد خاضعة للاستعمار الفرنسي، لكن 60 عامًا من الاستقلال لم تنهِ الخلافات بين البلدين حول عدة ملفات.
لكن التكهنات تركزت في الجزائر حول إمكانية قيام الرئيس تبون بتهدئة مع المعارضة باستغلال هذه المناسبة الوطنية لإطلاق سراح المعارضين، وفتح المجال الإعلامي والسياسي أمام الأحزاب السياسية المعارضة للانخراط في مبادرة لم الشمل.
ويثير تعثر مساعي الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لإطلاق مبادرة ”لم الشمل“ التي تحدثت عنها وكالة الأنباء الرسمية قبل نحو شهرين من الآن تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المبادرة ولدت ميتة، لاسيمًا مع استمرار التجاذب الحاد بين السلطة والنشطاء المعارضين ما يوحي بأنّ مناخ التفرقة يطغى على فرص التجميع.
ويعتبر سياسيون ومتابعون للشأن الجزائري أن الظروف ربما لم تنضج لطرح المبادرة التي تتطلب جملة من الاستحقاقات لضمان نجاحها، من بينها وقف ملاحقة المعارضين والزج بهم في السجون، وهو ما لا يحصل إلى حد الآن.