الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نهاية الإخوان الأبدية

غادة جابر
غادة جابر

نرجع بذاكرتنا الحاضرة ، المعاصرة ، إلى 2 يوليو لعام 2013 ، والتي لم يمض عليها سوى تسع سنوات ، شاهدنا جميعنا تسع سنوات فارقة ، في التاريخ المعاصر ، نرصد ونحصد يومياً بمعني كلمة يومياً ، حصاد ثورة الثلاثين من يونيو " 30 يونيو " من التنمية والتغيير للأفضل نحو " جمهورية جديدة " ، ولا نلاحق عليها كتابةً أو حديثاً .

ولكن دعنا نتحدث هنا في سطور عن طبيعة الإخوان ، هذه الجماعة الإرهابية ، التي سعت وعلي مدار أكثر من ثمانين عاماً ، جاهدة بكل السبل للوصول إلي سدة الحكم في مصر ، نحن نعلم طبيعة هذه الجماعة ، وكيف تكونت ، ومن أين أتت بمصادر تمويلها ، منذ عام 1928 ، وهي في حضن المحتل ، في محاولة لاغتصاب الهوية المصرية ، التي لم يستطع الاحتلال النيل منها ، علي مدار عدة عقود ، فما كان السبيل لهم ، إلا الحديث مع الجانب الفطرى ، للشعب المصرى ، فهو شعب متدين بطبعه ، كما وصف هيرودوت ، الفيلسوف والمؤرخ ، أن المصريين أشد الشعوب تديناً ، وكانت بذرة الإخوان من الإسماعيلية.

هذا التنظيم الذى أخذ في التمدد والتشعب ، كالعنكبوت من أجل النيل من الهوية المصرية ، وطمث الوطنية ، ولكن من يعلم هذا؟ من حاول البحث والقراءة عن تاريخ الإخوان ؟ الإجابة قلائل . وإن تخطي عددهم مئات الآلاف فهم قلائل أمام ملايين من الشعب ، الذى لا يكترث بقصد الإخوان الخسيس ،  فهم يتحدثون عفواً أقصد يتشدقون بالدين ، ويخفون الهدف الحقيقي ، وهو العنف والقتل والتشدد من أجل الباطل والهوى.

 ولا نذهب بعيداً أو إلي عالم ملئ بالخيالات ، بل نتحدث بالحقيقة ، وبالمصادر ، فهناك من خرج عن تنظيم الإخوان الإرهابي ، وراح يسطر قصته وحقيقة ما وصل إليه بعد انضمامه إليهم ، في كتب موثقة ومنشورة ، كتبت بأقلام أعضاء سابقين بالتنظيم الإرهابي ، فلنبدأ من كتاب الدكتور عبد الستار المليجي ، " تجربتي مع الإخوان من الدعوة إلى التنظيم " فهو أحد رواد جيل الوسط في الجماعة ، فكان انضمامه للتنظيم عام 1975 ، في العشرينيات من عمره ، فرأى كذباً وتملق مفرط بينهم علي مدار أعوام ، فسطر تجربته في كتابه ، وسطر أيضاً في كتابه ، " أختطاف ثورة أخر العمليات الفاشلة للتنظيم السرى " ، يحكي عن محاولة سرقة الإخوان لمكتسبات أحداث يناير ، وكتب " أسامة درة " " من داخل الإخوان أتكلم " ،" من الإخوان إلي ميدان التحرير" ، فانتقد التنظيم من الداخل ، وكان يخاطب الشريحة الأكبر في مصر وهي الشباب.

وغيرهم كثيرون ، علي سبيل المثال وليس الحصر " إخواني خارج الصندوق ، لأحمد العجوز " ، حكايتي مع الإخوان ، انتصار عبد المنعم ، وتطرقت لعالم النساء داخل الجماعة " ، " النقط فوق الحروف ، لأحمد عادل كمال " فأوضح أن السلاح هو السبيل الأول لنشر أفكارهم ، وما كان السلاح والدم ، إلا سبيلاً لنهايتهم ، وسطروا نهايتهم محفورة بالدماء ، في مذبحة بين السرايات ، في 2 يوليو 2013 ، بعد اندلاع ثورة 30 يونيو ، وكشف مخططاتهم الواهية للشعب المصرى ، وخروجهم ضد حكم المرشد ، فكان رد فعلهم ، بما تخفيه صدورهم ، عنف وقتل ودماء.

عقب المشهد المهيب لثورة الشعب في 30 يونيو ، استعدت جماعة الإخوان الإرهابية ، ما أعتادوا عليه ، " الشرعية بالدم" ، وكانت تلك شارة الإنطلاق ، من مرسي لأنصاره ، خلال خطابه الأخير ، في 2 يوليو 2013 ، دفاعاً عن شرعيته المهترئة ، أمام زحف ملايين المصريين ، في الميادين ، فكان البدء بالقتل ، في منطقة بين السرايات ، المجاورة لإعتصام النهضة الإرهابي ، اتجهوا الإخوان بالأسلحة النارية والبيضاء ، للانتقام من المواطنين الأبرياء العزل ، في مشهد دموى ، تحولت فيه المنطقة ، إلى ساحة قتال برائحة الدم ، كانت أحداث عنيفة رداً على التظاهرات الحاشدة التي خرجت في أنحاء الجمهورية ، تطالب برحيل مرسي وسقوط حكم المرشد ، أستمر القتال لأكثر من 9 ساعات ، قتل نحو 22 شخصاً بريئاً ،نحتسبهم شهداء ، وأصيب نحو 270 آخرين ، من بينهم الشهيد ساطع النعماني ، نائب مأمور قسم بولاق الدكرور ، الذى أصيب بطلق نارى ، توفي علي أثرها بعد رحلة علاج.

وكانت ساحة قتال بين السرايات التي أقامتها الجماعة الإرهابية ، بداية أفعالهم الحقيقية ، وأراد الله أن تكون بين البسطاء ، ليكونوا شهوداً ، على هذه الجماعة الإرهابية التي تتفوه بالدين ، بأفعال كاذبة لا علاقة لها إلا بالإرهاب و القتل والعنف والذعر.

 دائماً مصر في أمان إلي يوم الدين ، ولو كانوا خيراً لنا لبقوا ، لكن إرداة الله وإرادة شعب مصر ، وجيشه ، وشرطته ، وكل مؤسساته ، أقوى من أى مخطط لسرقة هذا الوطن وطمث هويته ، فخورة  بمصريتي ...