الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جدري القرود يناور بالأعراض.. الصحة تراقب الفيروس وخطورته بعيدة عن مصر

الجدري
الجدري

أصبح العالم متخوفا من تحول جدري القرود لوباء عالمي، خاصة أنه ليس هناك علاج معلن له حتى الآن، ومازال العالم يجهل إلى أي مدى قد تصل خطورة الأمر وتطوراته. 

وقال باحثون في لندن إن الأعراض التي ظهرت على مرضى جدري القردة في المملكة المتحدة تختلف بشكل ملحوظ عن تلك التي شوهدت في تفشيات سابقة، مما أثار المخاوف من عدم التعرف على بعض الحالات.

ووجدت الدراسة التي أجريت على 54 مريضا في عيادات الصحة الجنسية بلندن في مايو هذا العام، أن الأعراض اختلفت عما هو معتاد في جدري القردة، حيث كانت أعراض الحمى والإرهاق أقل، والآفات الجلدية في مناطقهم التناسلية والشرجية أكبر.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، عن تسجيل 1285 حالة مؤكدة مصابة بجدري القرود في 28 دولة، لم يكن المرض متوطنا بها، وتم تسجيل أكبر أعداد الإصابة بعد المملكة المتحدة، في إسبانيا وألمانيا وكندا، ولم يتم تسجيل حالات وفاة خارج أفريقيا حتى الآن.

الصحة تراقب الوضع

وعلى الجانب المحلي، أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والقائم بأعمال وزير الصحة، أنه لا توجد أي مشكلة أو حالة في مصر خاصة بجدري القرود وليس له أي ضرر لأنه فيروس معروف من خمسينيات القرن الماضي، فهو لا يشكل تهديدات الآن.

وقال الدكتور خالد عبد الغفار، خلال لقاء تليفزيوني على “صدى البلد”، إن وزارة الصحة تراقب الفيروس من خلال الحصول على أجهزة تشخيصية وتوزيع ضوابط ولوائح تم توزيعها على كل المحافظات للتعامل مع المرض عند اكتشافه.

ويذكر أن مرض جدري القردة تسبب في حدوث أكثر من 5000 حالة إصابة، بالإضافة إلى وفاة واحدة في أوروبا منذ أوائل مايو، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وارتفعت الحالات أيضا في البلدان التي ينتشر فيها المرض بشكل أكبر.

مصر بعيدة عن الإصابة بجدري القرود

من جانبها، قالت الدكتورة وجيدة أنور، عضو اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي، إن مرض جدري القرود ليس موجودا في مصر وبعيد كل البعد عن مصر.

وأضافت الدكتورة وجيدة أنور، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن هذا المرض يحتاج اتصالا مباشرا بالمريض لينتقل، كما أنه يوجد في أفريقيا أكثر ثم انتقل لأوروبا.

وأوضحت أن هذا الفيروس لا ينتقل عن طريق التنفس ولا يشبه الكوفيد في طريقة انتقاله، وطريقة انتقاله صعبة، فيجب أن يكون هناك مريض، واتصال مباشر مع المريض بالتلامس والشذوذ الجنسي.

وذكرت أن العلاج المستخدم لجدري القرود حتى الأن هو الأنتي فيروس مثل المستخدم في حالات الجدري والجديري، وأنه لايوجد له مضاد مباشر حتى الآن، مثل بداية انتشار كورونا فلم يكن لها علاج مباشر، ولكن يتم تناول مضادات الفيروسات للمساعدة في تحسن حالة المريض وزيادة مناعته ليقاوم المرض. 

ولفتت إلى أن هناك بعض العلاجات الموضعية لأن من أعراض المرض أن يظهر على المريض طفح جلدي.

طرق انتقال جدري القرود

يذكر أن جدري القرود ينتشر من خلال الاختلاط الوثيق، ويعمل الباحثون على تحديد ما إذا كان يمكن أيضا أن ينتقل عن طريق السائل المنوي، وهو التعريف التقليدي للانتقال الجنسي.

وقال ديفيد هيمان، عالم أوبئة الأمراض المعدية ومستشار منظمة الصحة العالمية بشأن تفشي المرض، إنه من المهم السيطرة على الانتشار دون وصم المصابين. 

وأضاف: ”يشمل ذلك العمل مع الناس الأكثر عرضة للخطر لمحاولة مساعدتهم على فهم مدى سهولة منع هذه العدوى، فقط عن طريق تجنب الاتصال الجسدي في منطقة الأعضاء التناسلية (عند وجود طفح جلدي)“.

وكانت  وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA)، كشفت عن تسجيل 104 حالات إضافية من جدري القرود في إنجلترا.

وقالت وكالة الأمن الصحي في بيان، إن الإصابات وصلت لـ 470 إصابة بجدري القرود في المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن معظم الحالات بين الرجال.

وحذر العلماء من أن أي شخص عرضة للإصابة بجدري القرود، خاصة إذا كان لديه اتصال وثيق، بما في ذلك الاتصال الجنسي، مع فرد يعاني من الأعراض.

وأشارت البيانات البريطانية إلى أن 81% من المصابين من سكان لندن، وأن 99% كانوا من الذكور، وكان متوسط عمر الحالات المؤكدة في المملكة المتحدة بعمر 38 عامًا.

أول حالة إصابة بـ "جدري القرود"

يذكر أن مرض جدري القرود  تم اكتشافه لأول مرة في عام 1958 بعد تفشٍ لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات للقرود المحفوظة للبحث، ومن هنا جاءت تسميته بـ«جدرى القرود»، وسُجلت أول حالة إصابة بالمرض بين البشر، في جمهورية الكونجو الديمقراطية عام 1970، أثناء فترة من الجهود المكثفة للقضاء على الجدري، ومنذ ذلك الحين أُبلغ عن إصابات بشرية بالمرض في بلدان وسط وغرب أفريقيا، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها المعروفة باسم «سي. دي. سي».

وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن المرض اكتشف بين البشر لأول مرة في طفل في الكونجو الديمقراطية، يبلغ 9 أشهر في منطقة تم فيها القضاء على الجدري عام 1968، ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن معظم الحالات من المناطق الريفية والغابات المطيرة في حوض الكونجو، خاصة جمهورية الكونجو الديمقراطية، وزاد الإبلاغ عن حالات إصابة بشرية في جميع أنحاء وسط وغرب أفريقيا.

وأضافت المنظمة، أنه منذ عام 1970، أبلغ عن إصابات بشرية بجدري القرود في 11 دولة أفريقية وهى: بنين، والكاميرون، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونجو الديمقراطية، والغابون، وكوت ديفوار، وليبيريا، ونيجيريا، جمهورية الكونجو، سيراليون، وجنوب السودان.

وفى عام 2003، كان أول انتشار للفيروس خارج أفريقيا في الولايات المتحدة، وكان مرتبطًا بالاتصال بكلاب البرارى الأليفة المصابة. تم إيواء الحيوانات الأليفة مع فئران من جامبيا، وخلف التفشى أكثر من 70 حالة إصابة بالجدرى في الولايات المتحدة.

وعانت نيجيريا من تفشٍ كبير للفيروس منذ 2017، مع الاشتباه في 500 حالة إصابة وتأكيد 200 حالة إصابة مع نسبة إصابات قاتلة بلغت 3% ويستمر الإبلاغ عن الحالات حتى اليوم.

وتم الإبلاغ عن جدرى القرود في المسافرين من نيجيريا إلى إسرائيل في سبتمبر 2018، وإلى المملكة المتحدة في سبتمبر 2018، وديسمبر 2019، ومايو 2021، ومايو 2022، وإلى سنغافورة في مايو 2019، وإلى الولايات المتحدة في يوليو ونوفمبر 2021، وفى مايو 2022، رصدت حالات متعددة من جدرى القرود في العديد من البلدان غير الموبوءة.

نيويورك تطرح 6000 جرعة من لقاح جدري القرود

من جانبها، قررت مدينة نيويورك طرح 6000 جرعة أخرى من لقاح جدري القرود “قريبًا”، كما يقول مسئولو الصحة في الولاية في الوقت الذي تطلب فيه أمريكا ملايين أخرى من اللقاحات وترتفع الحصيلة الوطنية إلى 396.

وتم إعلان المنطقة الساخنة في الولاية الأسبوع الماضي بعد أن قدمت بالكاد ألف جرعة قبل أيام فقط من عطلة نهاية الأسبوع في برايد، مع ضآلة الإمداد لدرجة أنه تم تعليق السير بعد 90 دقيقة فقط من افتتاح العيادة.

وسجلت مدينة نيويورك 78 حالة إصابة بالفيروس الاستوائي ، وهو أكبر عدد من أي مدينة في الولايات المتحدة و 20 في المائة من العدد الوطني.

وجاء ذلك في الوقت الذي طلبت فيه الولايات المتحدة اليوم 2.5 مليون جرعة أخرى من جينوس جاب ضد المرض المداري، ليصل إجماليها إلى 4.4 مليون.