الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الهلالي يشرعن لداعش والإلحاد معا

د.صابر حارص
د.صابر حارص

كل ما قاله وسيقوله الدكتور سعد الدين الهلالي من خروج على الإجماع والجمهور وشواذ الآراء في كفة، وقوله: (نود أن يكون كل انسان فقيه على نفسه، لا داعي ان يكون هناك أوصياء في الدين، كل واحد يفهم الدين براحته) في كفة أخرى.

هذا الكلام يحتاج إلى مراجعة ولا يقبله  العقل الذي يجعله الهلالي معيارا للفهم والقبول، كما أن مقدمي البرامج الحوارية الذين سمعوه أكثر من مرة مثل عمرو أديب لا يمكن أن يكونوا منتبهين ما داموا  صمتوا على ذلك  ولم يناقشوه.

هذا الكلام يستهدف مباشرة تحويل الإسلام  من دين وشريعة  إلى أهواء وأمزجة  شخصية يضيع فيها الحلال من الحرام.

كما أن أزهرنا الشريف في بداية الأمر اكتفى في رده على موضوع الحجاب بأنه فرض عين على كل مسلمة بالغة،  وأصدر مجمع البحوث  الإسلامية بيانا أوضح  فيه خطورة أن يعتمد  المسلم على نفسه في فهم القرآن والسنة، واعتبر هذا كذبا ودعوة إلى الكذب.

كيف يكون الانسان فقيها على نفسه، وأنا شخصيا أستاذ جامعي متفرغ أقرأ في الإسلام منذ 37 عاما غير ما درسته في مراحل التعليم وسمعته من دروس المساجد، وحتى الآن أحتاج إلى فقيه  استشيره في أمور ديني وموقفه من الأمور والمسائل الحياتية.

كيف يكون الانسان فقيها على نفسه ويفهم الإسلام بعقله  وشبابنا في الجامعات بل وتلاميذي من حملة الماجستير والدكتوراة يجهلون كثيرا من  أمور  دينهم  ولا يعرفون الصلاة ولا يصلون من أصله رغم أن الصلاة عماد الدين؟

كيف يكون الانسان فقيها على نفسه ولا وصاية في الدين لأحد والدكتور سعد نفسه شغال وصاية  على كل جماعات ما يسمى بالإسلام السياسي؟

ولو صح كلام الهلالي أن يكون الإنسان فقيها على نفسه وحرا  في فهمه  لمنح الإخوان والجماعة والسلفيين وداعش حرية الفهم الذي أودى إلى القتل والعنف والتكفير والإرهاب.. فهل يروج الهلالي لفكر يساعد على الإرهاب والفوضى وغياب المعايير السليمة التي تحكم حركة المجتمعات؟!

أم يود الدكتور سعد أن ينصب نفسه  وصيا على الدين ويلغي غيره من العلماء والمؤسسات الدينية؟!   ولماذا تطل علينا في برنامجك وبرامج الآخرين تحدثنا في الدين؟! وتطالب في الوقت ذاته أن يكون كل انسان فقيها على نفسه؟!

هل يود  الهلالي أن يمنح البحيري وعيسى وشلتهم غطاء شرعيا في فهم القرآن والسنة بما يحقق إنتاج فهم جديد  مغاير ومغلوط للإسلام ؟ 

إن فتوى الهلالي  بأن الحجاب لم يكن فرضا في عهد  رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعد اجتهادا، لأن الاجتهاد غالبا يكون في أمور مستحدثة أو مسائل تأثرت بالزمان والمكان، ففريضة الحجاب من المسلمات التي لا تقبل الجدل بين العلماء إلا في مواصفات الحجاب، ما إذا كان يسمح بالوجه أم لا... وحتى المتبرجات يؤمنّ بفريضة الحجاب ويعترفن بالتقصير والتسويف.

 إن الحجاب  فرض عين شأنه شأن الصلاة  والصيام على كل  مسلمة بالغة بنص القرآن والسنة والإجماع، وإن دار الإفتاء والأزهر وكل الهيئات الإسلامية في العالم  تجمع على ذلك.

أما  العديد من مقدمي البرامج فقد ثبت لنا مرارا أنهم غير مؤهلين في الموضوعات الدينية وهي الأهم في كافة مناحي الحياة.. فكيف يمر عليهم حتى من باب تسخين الحوار أن يقول أحدهم  للدكتور سعد: كيف يكون الإنسان فقيها على نفسه؟ هل يترك الطلاب دراستهم في الطب والهندسة والفيزياء ونظم المعلومات ويلتحقون بالأزهر؟ هل يترك السباك والكهربائي والفلاح أعمالهم ويتفرغون للدين؟؟ أم أنك تقصد يا دكتور سعد أن يفهم كل واحد منا دينه بهواه ومزاجه ومصلحته دون مراعاة مصالح الآخرين.

ألم يحن الوقت لأن يقوم مجلس النواب بدوره في مناقشة الموضوع، وسن تشريع يجرم ممارسة الفتوى بدون ترخيص من الأزهر، أو قصر الفتوى على مؤسساتها في دار الإفتاء والأزهر..

ألم يحن الوقت ان تقوم الهيئة الوطنية للإعلام بمراجعة مستوى مقدمي البرامج العامة وتأهيلهم؟

ألم يحن الوقت لنحمي المجتمع من هذه الفتن التي تثار بين الحين والآخر بلا داع ولا مناسبة؟