عشر من ذي الحجة 2022 ، هي أول عشرة أيام من شهر ذي الحجة آخر شهور السنة الهجرية، ولأن ختامها بعيد الأضحى المبارك، والذي يكون باليوم العاشر من الشهر الفضيل، كما أن عشر من ذي الحجة 2022 تتضمن يوم عرفة وهو تاسع أيامها ويوافق وقفة العيد، والمعرف بأنه يوم الدعاء المستجاب وأكبر أبواب الفرج، فضلاً عن وصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - باغتنام فضل عشر من ذي الحجة 2022 في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، بصيامها والإكثار من الأعمال الصالحة من أول أيام عشر من ذي الحجة 2022 حتى فجر يوم العيد، ولعل هذا ما يفسر بحث المسلمين في هذا الوقت من العام، وكثرة سؤالهم عن كل ما يتعلق بـ عشر من ذي الحجة 2022 بداية من وقتها والصيام فيها حتى موعد وقفة عرفات وكذلك موعد العيد الكبير 2022 .
عشر من ذي الحجة 2022
عشر من ذي الحجة 2022 ، استطلعت دار الإفتاء المصرية هلال شهر ذى الحجة لعام 1443 هجريا، بعد صلاة مغرب يوم الأربعاء الماضي الموافق 29 من شهر ذي القعدة الهجري ، و28 من يونيه لعام 2022 ميلاديًا، وبناء عليه تم تحديد عشر من ذي الحجة 2022 بأنها بدأت أول أمس الخميس حيث إنه 1 ذي الحجة وأول أيام عشر من ذي الحجة 2022 ، فإذا تبين أن شهر ذي القعدة ثلاون يومًا .
عشر من ذي الحجة 2022 ، وحيث إن هذه العشر المباركة بدأت وها نحن نشهد يومها الثالث ، من هنا نصحت دار الإفتاء المصرية، بتسعة أمور على المسلمين اتباعها والعمل بها خلال أيام عشر من ذي الحجة 2022 ، وهي : ( الصوم وكثرة الذكر والتهليل والتكبير والدعاء يوم عرفة وصيامه، وذبح الأضحية ولبس الحسن من الثياب).
1. كثرة الذكر: يُستحبُّ الإكثار من الذكر في العشر من ذي الحجة، قال الله عز وجل: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: 28]
2.التهليل والتكبير والتحميد: قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ» رواه الإمام أحمد.
3. الصوم: يُسن صوم أول تسعة أيام من ذي الحجة، «وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ» رواه أبو داود.
4. يُستحب لمن أراد أن يضحي، ألا يأخذ شيئًا من شعره أو أظفاره.
5. صيام يوم عرفة: قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» رواه مسلم.
6. الدعاء يوم عرفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، موطأ مالك.
7. لبس الثياب الحسن يوم العيد فهو من الأمور المستحبة: عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وَأَنْ نُضَحِّيَ بِأَسْمَنِ مَا نَجِدُ» مستدرك الحاكم.
8. ذبح الأضحية: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما عمل آدميٌّ من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إراق الدم، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها -أي: فتوضع في ميزانه - وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسًا» رواه الترمذي.
9. حافظ على نظافة الأماكن العامة والطرق والحدائق.
في عشر من ذي الحجة 2022
في عشر ذي الحجة 2022 ، المحرم والمعظم شرع الله فيه أعظم الطاعات والقربات وجعله من أعظم الأزمان والحرمات ، وهي موسم النفحات والهبات والبر والخير والطاعات فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، وحيث إننا في عشر من ذي الحجة 2022 أفضل أيام سائر العام جمع الله فيها من أنواع العبادة ما لم يجتمع في غيرها من الأيام ففيها الصلاة والحج والصدقة والصيام وغير ذلك من خصال المعروف، و قد أقسم الله بها في القرآن فقال عز وجل « وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ» ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى عليه وسلم « ما من أيام العمل الصالح أحب فيها إلى الله من هذه الأيام»، ويعني أيام العشر.
في عشر من ذي الحجة 2022 ، جاءت رواية ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء "، لما روي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أفضل أيام الدنيا أيام العشر عشر ذي الحجة».
وورد أن أعظم قربة وأفضل عبادة وأوجب طاعة في عشر من ذي الحجة 2022 ، هي أداء الفرائض والواجبات وأعظم الفرائض والواجبات أركان الإسلام وأمهات الأحكام الصلاة والزكاة والحج والصيام فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قال « وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر فيه ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه».
فقد بني الإسلامعلى أركان عليها عمادة فهي أساسه وعليها مداره وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " بني الإسلام على خمسة على أن يوحد الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان والحج " فهذه الأركان هي أبواب الإسلام وهي أمهات الأحكام وهي الأسس التي بني عليها الدين وهي الدعائم والركائز التي يرتكز عليها وهي أول الواجبات وأعظم الفروض وأفضل ما يتقرب به المتقربون وبها يبدأ الحساب وعليها مدار الثواب والعقاب فيها النجاة والفوز والسعادة وبها الخسران والهلاك ومن استمسك بها وحافظ عليها فقد استمسك بالعروة الوثقى ومن ضيعها فقد ظلم نفسه وضاع عمره وعمله وهو في الآخرة من الخاسرين.
أعمال عشر من ذي الحجة
أعمال عشر من ذي الحجة ، هناك عباداتٌ مُستحَبّةٌ في الأيّام العَشر من ذي الحِجّة يجدر بالمسلم استغلال الأيّام العَشر من ذي الحِجّة بالعديد من العبادات، والأعمال الصالحة، يُذكَر منها: أداء شعائر الحَجّ والعُمرة، وذلك أفضل ما يُؤدّى من العبادات في ذي الحِجّة؛ إذ ثبت في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).
أعمال عشر من ذي الحجة ، الصيام، ويُخَصّ منه صيام يوم عرفة، وقد ورد في فَضْل صيامه قَوْل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ). التكبير، والتحميد، والتهليل، والذِّكر؛ فهي الأيّام المعلومات التي ورد الحضّ فيها على ذلك. التوبة، والاستغفار، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي.
أعمال عشر من ذي الحجة ،التقرُّب إلى الله بالصلاة، والدعاء، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المُنكَر. الأُضحية؛ اقتداءً بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ ثبت أنّ أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا). الحرص على أداء صلاة العيد. أداء مختلف الأعمال الصالحة؛ من الصدقات، وقراءة القرآن، وإكرام الضيف، وصِلَة الرَّحِم، وحِفظ اللسان، وبِرّ الوالدين، والدعاء لهما، والحرص على صلاة السُّنَن الرواتب، وإدخال السرور على قلوب الآخرين، وغير ذلك من صالح الأعمال.
حكم صيام العشر من ذي الحجة
حكم صيام العشر من ذي الحجة ، ذهب الفقهاء إلى استحباب صيام الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة باستثناء يوم عيد الأضحى المبارك؛ أي يوم النحر؛ وهو اليوم العاشر من ذي الحجة؛ إذ يحرم على المسلم أن يصوم يوم العيد باتفاق الفقهاء، الذين استدلوا على ذلك بعموم أدلة استحباب الصوم وفَضله، وكون الصوم من الأعمال التي حث عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فضل عشر من ذي الحجة
فضل عشر من ذي الحجة ، فُضِّلت الأيّام العَشر من ذي الحِجّة على غيرها من أيّام السنة من عدّة وجوهٍ، وبيان هذه الوجوه فيما يأتي:
أقسم الله -عزّ وجلّ- بها في القرآن الكريم، والله -تعالى- لا يُقسم إلّا بشيءٍ عظيمٍ؛ قال الله -تعالى-: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، والمقصود بالليالي العَشر؛ العشر من ذي الحِجّة على الصحيح ممّا ورد عن المُفسِّرين والعلماء، و تشمل الأيّام العشر من ذي الحجّة أفضل الأيّام، مثل: يوم عرفة؛ وهو يوم الحَجّ الأكبر الذي تُغفَر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتَق فيه الرِّقاب من النار، ومنها أيضاً يوم النَّحر؛ لقَوْل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ).
فضل عشر من ذي الحجة ، تُؤدّى فيها فريضة الحجّ التي تُعَدّ من أعظم الفرائض. شَهِدَ لها رسول الله -عليه الصلاة واسلام- بأنّها أعظم أيّام الدُّنيا؛ إذ قال: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ)، و تجتمع فيها أمّهات العبادت فيها؛ كما أخرج الإمام البخاريّ عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).
فضل عشر من ذي الحجة ، تُعَدّ الأيّام العَشر من ذي الحِجّة الأيّامَ المعلومات الواردة في قَوْل الله -تعالى-: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ). فَضْل العمل في الأيّام العَشر من ذي الحِجّة وردت العديد من الأحاديث النبويّة التي تُبيّن فَضْل العمل في العَشر الأولى من ذي الحِجّة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ومنها: قَوْله: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)؛إذ دلّ الحديث على أنّ العَشر من ذي الحِجّة أفضل أيّام السنة، وأنّ العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من العمل في غيرها من أيّام السنة، وقوله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثٍ آخر: (ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى)، وقوله أيضاً: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).