قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

حرفة فرعونية قتلتها التكنولوجيا الحديثة.. القلل القناوية تبحث عن أسواق جديدة

الفخار
الفخار
×

"مليحة قوي القلل القناوى..رخيصة قوي القلل القناوى..قرب حدانا وخد قلتين..خسارة قرشك وحياة ولادك..ع اللى ما هواش من طين بلادك" بهذه الكلمات تغزل الراحل سيد درويش، فى القلل القناوية التى تصارع الزمن من أجل البقاء وتتحدى صناعات حديثة لتظل باقية على قيد الحياة دون دعم أو سند، و القلل ضمن منتجات كثيرة تصنع من مادة الفخار، لكنها كانت ومازالت الأشهر من بينهم.

القلل القناوى التى تغزل فى حسنها ، الكثير من الفنانين، وكانت ضمن أهم الديكورات فى الأعمال الدرامية التى تحدثت عن حقب قديمة، باتت تعانى بشدة أمام المبردات و الأجهزة الحديثة، التى أزاحت القلل عن عرشها الذى تربعت عليه لقرون طويلة، دون دعم حقيقى من الأجهزة المعنية للحفاظ على حرفة تعود جذورها للفراعنة.


وكان لمحافظة قنا دون غيرها في النصيب الأكبر فى صناعة الفخار، فهى الوحيدة التى مازالت تعمل بها الفواخير حتى الآن، وارتبطت صناعة الفخار بعدد من القرى فى قنا أبرزها "المحروسة، الدير، الطويرات، الترامسة، الشيخ على "، حتى أن هناك قرى وعائلات تسمت بأسماء " الفخرانية، الفواخرية، البلاص، البلاليص"نسبة إلى هذه الصناعة العريقة.


قال محمد مصطفى، صانع فخار، منذ صغرى و أنا أعمل فى صناعة الفخار، لكن الوضع تغير تماماً عن ذى قبل، فقبل ثلاثون عاماً من الآن، كانت المنتجات تباع قبل صناعتها بأشهر، نتيجة الإقبال الكبير عليها، كان التجار يتنافسون على التعاقد مع صناع الفخار، وهو ما كان يجعلنا نعمل لفترات طويلة تبدأ من بعد الفجر و تستمر حتى غروب الشمس، و كان جميع أفراد الأسرة يعملون فى الحرفة بما فيهم السيدات.


و تابع مصطفى، وكنا نستعين بعمال آخرين بجانب أصحاب مصنع الفخار أو كما نسميها" فاخورة"، لتلبية المطالب المتزايدة، وهو ما كان سبباً فى تشغيل أعداد كبيرة من الشباب و الحد من نسبة البطالة، لكن حالياً الوضع تراجع كثيراً، و أصبحنا لا نعمل إلا إذا جاء طلب معين، و أكثر من يستخدمها حتى الآن أصحاب عصارات العسل الأسود، لاستخدامها فى تعبئة العسل.


و أضاف أحمد سيد، بأن صناعة الفخار تحتاج إلى اهتمام حقيقي من الدولة يعيد إليها الحياة من جديد، فالطلب عليها و إن تراجع لكنه موجود دون، وهو ما يجعل الصناع يتوقفون لفترات طويلة لحين أن يطلب منهم تاجر صناعة كمية معينة، لكن إذا كان هناك تسويق جيد و تنظيم لهذه الحرفة سوف يعود الإقبال عليها مرة أخرى، خاصة فى ظل الأمراض المنتشرة والتى تنسب مرة إلى البلاستيك و مرة أخرى للخامات الجديدة المستوردة.


و أوضح سيد، القلل التى نستمتع بمنظرها ومائها وسعرها الرخيص، مقارنة بالخامات الأخرى، لا يشعر أحد بالمعاناة التى يلاقيها العاملين بصناعة الفخار حتى تصل إلينا هذه المنتجات بهذا الجميل المميز، والذى يكاد يكون تحفة فنية، فهم يخرجون تحت أشعة الشمس الحارقة ووسط منحنيات الجبال الخطرة، لجلب أحجار الفخار، من باطن الجبال لاستخدامها فى صناعة الأواني الفخارية التى عرفت منذ قديم الأزل، وسط مخاطر شتى تحت هذه الجبال التى قضت على حياة الكثير من العاملين بهذه المهنة أثناء إحضارهم للمادة الخام.


فيما قال سيد حسين 70 عاماً، رغم ما تعانيه صناعة الفخار و القلل، لكنها لن تندثر و لن تستطيع المبردات أو الثلاجات أن تهز عرشها، فستظل هى الأفضل والأنقى صحياً وسوف تظل باقية تقاوم الصناعات الحديثة، و لن أعمل فى أى صناعة أخرى غير الفخار، فهى حرفتى التى لا التى ورثتها عن آبائى وأجدادى ولا أجيد صناعة غيرها، كما أنها لم تتسبب فى أى أضرار صحية فى يوم من الأيام لمن يقتنيها ويشرب مائها العذب، بعكس المنتجات الحديثة التى لم يأتى من ورائها إلا الأمراض الخبيثة.

الفخار
الفخار
الفخار
الفخار
الفخار
الفخار
الفخار
الفخار
الفخار
الفخار
الفخار