بعض أصحاب المدارس الخاصة يعاملون المعلمين بالسخرة
مدارس خاصة تشترط قيام المعلم بكتابات شيكات على نفسه حتى لا يسأل عن حقوقه
بعض أصحاب المدارس الخاصة لا يعطون أجورا للمعلمين و لا يقومون بالتأمين عليهم
تداول رواد السوشيال ميديا عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بوست لأستاذة تحكي تجربتها للتقديم فى إحدى المدارس الخاصة، وتشتكي من ضعف المرتبات داخل تلك المدارس وإهدار الحقوق بداخلها.
وكتبت سلمي خالد على صفحتها الشخصية على موقع فيس بوك تقول، انها ذهبت للتقديم فى أحدى المدارس الخاصة للعمل مدرسة Math، وعند إجراء مقابلة العمل تفاجأت أن مرتبات العاملين فى المدرسة 1500فقط، وأن هذا الأمر قد أصابها بالدهشة فكيف بعد دراسة استمر لسنوات يكون المقابل المادي لعملها ألف وخمسمائة جنية فقط.
وأضافت إلى الصدمة الأكبر جاءت عندما فتحت موقع المدرسة لتكتشف أن المصاريف الدراسية الطالب الواحد فى المرحلة الابتدائية هو 15000خمسة عشر الفاً، فكيف تحصل المدرسة على كل هذه الأموال نظير الطالب الواحد ويحصل المعلم فقط على 1500 جنية وهو مبلغ قليل جدا.
وتابعت سلمي أن نتيجة هذا الامر هو أما أن يعزف ويهرب الناس من دخول كليات التربية ويتسبب لدينا أزمة كبيرة فى نقص المعلمين، أو إعطاء مبرر للمعلم فى تلك المدارس إلى إعطاء دروس خصوصية نظرا لضعف أجره الذى لا يستطيع الأنفاق منه، ويلجأ المعلم مجبرآ على إستغلال أولياء امور و الطلاب.
وأنهات التعليقات على البوست، حيث كتب كريم خالد قائلآ: “حسبي الله ونعم الوكيل بجد المدرسين مظلومين ... لا و عشان اتنين تلاته بتوع السناتر بياخدو الافات من الطلاب اصبحوا كل المدرسين زيهم مبصوش للي مش بيدي دروس و بيكتفي ب ١٥٠٠ الي بياخدهم”.
قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، إن المدارس الخاصة رافد مهم من روافد إعدادوتعليم أجيال جديدة، وأن الهدف من تلك المدارس زيادة إعداد استيعاب الطلاب التي لا تستطيع المدارس الحكومية استيعابهم وتقديم خدمة تعليمية متميزة وبصورة متميزة.
وصرح الدكتور حسن شحاتة فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، إلى أن هناك بعض المدارس الخاصة التى تقوم بالتعامل مع المعلمين معاملة غير آدمية، حيث إنها من الممكن أن تستغني عن المعلمين فى فصل تعسفي فى أى وقت وبدون إخطار للمعلم، وأن معظم المعلمين فى تلك المدارس يعملون بدون تأمينات بالإضافة إلى تدني الأجور فى تلك المدارس على الرغم من تقديمهم جهدا أكبر بكثير مما يقدمه زملاؤهم فى مدارس التعليم الحكومي.
وأشار إلى أن هناك عدد من المدارس الخاصة تقوم بالفرض على المعلم الذى يريد الانضام إلى هيئة التدريس لديها أن يوقع على شيك بملغ مالي كبير حتى لا يهدد المدرسة فى أى وقت إذا تم فصلة ولا يتحدث عن اى مخالفات تتم داخل تلك المدرسة، وأن هناك كثير من أصحاب المدارس الخاصة لا ينفذون قوانين التعليم الخاص ويهدرون حقوق المعلمين ويعملون المعلمين بالسخرة، فلا يعطون المعلمين حقوقهم المادية أو الأدبية ولا حتى العلاج المناسب لهم فى حالة إذا مرضوا ذلك عائد على سبب عدم وجود تأمينات لهم.
وأوضح أن يجب على وزارة التربية والتعليم أن يكون هناك متابعة جادة للمحافظة على حقوق المعلمين المهدرة فى المدارس الخاصة لمحاولة حماية المعلمين من كل تلك الأشياء التى يتعرضون لها، مشيرآ أن معظم المعلمين لا يستطيعون الجواء إلى القضاء بسبب نقس الأموال ولا يستطيعون الوقف أمام أصحاب تلك المدارس.
ومن جانبها قالت الدكتورة مرفت عويس، الخبيرة التربوية، أن ملف المعلمين فى المدارس الخاصة ملف هام وأن هناك عدد كبير من المعلمين فى تلك المدارس يعانون معانه شديدة داخل مقر عملهم، وأن أصحاب المدارس يهدرون عليهم العديد من حقوقهم بإضافة إلى انهم يتم تحميلهم العديد من مهام العمل .
وصرحت الدكتورة مرفت عويس فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن هناك العديد من المعلمين خريجين كليات التربية وغير خريجين كلية التربية تلجأ إلى المدارس الخاصة نظرة لقلة فرص العمل داخل المدارس الحكومية، وأضافت إلى أن المدراس الخاصة مقسمة إلى أنواع فهناك مدارس خاصة عديدة والتى تكون مصاريفها الدراسية قليلة نوعا ما فبالتالي يصبح مرتبات العاملين بها ليست بالكبيرة، وهناك مداس اخرى تكون مدارس لغات تكون مصاريفها الدراسية اعلى وهنا يكن أبرز مشكلة ليست فى المرتبات بل يكون فى ضغط العمل الكبير وتم تحميلهم إعداد حصص إضافية لتكميل جدولهم.
وتابعت أن وهناك النوع الثالث وهى المدارس الدولية الانترناشونال وتلك المدارس يهتم بها أن يكون المعلم بها على درجة كبيرة من إتقان اللغة الإنجليزية وأن معظم المعلمين فى تلك المدارس ليس بالشرط أن يكون من خريجين كلية التربية، ففى كل مدرسة تتلطلب شروط خاصة فى مدرستهم، وان شروط العمل فى المدارس الدولية صعب ويشترط أن يكون المعلم على درجة كبيرة من الخبرة.
وأضافت أن الشريحة الأكبر من المدارس الخاصة هى المدارس الخاصة العادية والتى يكون بها عدد كبير من المعلمين المهدرة حقوقهم، حيث انه لا يتم عمل تأمينات لهم، بإضافة إلى أن هناك مدارس تلجأ إلى عدم عمل عقود للمعلم المعين داخل المدرسة حتى يسهل عليها أن تهدر حقوقه ولا يحق المعلم أن يشتكي .
والفت الخبيرة التربوية، إلى ضرورة وجود جهة تحفظ حقوق هؤلاء المعلمين حيث أن هؤلاء المعلمين لا يلقون أى مساندة حقيقة لا من جهة الوزارة او من جهة نقابة المعلمين، وأن النقابة لا تقوم بدورها فى المحافظة على حقوق المعلمين، وأن هناك العديد من المعلمين الذين يقومون بعمل قضايا ضد المدارس الخاصة ال1ين يعملون بها وتستمر تلك القضايا فى ساحات المحاكم بدون أن تساندهم ولا يقف فى صفوفهم لا الوزارة والا النقابة.
وأوضحت الدكتورة مرفت عويس، أن اثناء موجة فيروس كورونا الاولي قام عدد كبير من أصحاب المدارس الخاصة بتسريح المعلمين وفصلهم فصلا تعسفيا بدون وجه حق.
وتابعت أن هناك مدارس خاص لا تعطي أجورا والمرتبات للمعلمين إثناء فترة الاجازة الصيفية.
وطالبت نقابة المعلمين ووزارة التربية والتعليم بتفعيل دورهما فى مساندة معلمين المدارس الخاصة ، وينظروا فى المشاكل التى تواجه هؤلاء المعلمين ،خصيصآ المدرسين لا يعترضون على اى شئ ويطالبوا فقط بالعدالة، حيث أشارت الى أنه مع غياب العدالة سوف يلجأ المعلمين إلى إعطاء دروس خصوصية وفى ظل الجهود التى تقوم بها والوزارة لمحاربة الدروس الخصوصية.