الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيس تحرير مجلة نور لـ صدي البلد: الأزهر يقدم المنهج الوسطي والتفكير المنطقي للطفل .. ويجب الاستعداد لمواجهة الغزو القادم من "ديزني" بوعي وبدائل تتفق مع شرائعنا وتقاليدنا

دكتورة نهى عباس ومحرر
دكتورة نهى عباس ومحرر صدى البلد

د . نهى عباس لـ صدى البلد 

: "مجلة نور" رسالة الأزهر لتحصين أطفال العالم ونشر ثقافة التعايش وقبول الآخر

: الرئيس معني ومهتم بأدب الطفل واحتياجاته .. ونحتاج قناة موجهة تناسب أعمارهم 

: القرآن حصن وعناية للطفل وحفظه تغذية لملكات اللغة العربية وفي شرحه تحصين خلقي

: الوقت الراهن يتطلب برنامجاً للطفولة مبكرة يعدد الطفل المصري بصورة تواكب تحديات العصر

: الأمهات يجدن صعوبة في تعليم أطفالهن اللهجة المصرية ونجد البدائل أغاني أجنبية 

: نعاني فراغاً في مجال الألعاب الإلكترونية .. وآن الأوان للعبة تعزز الانتماء الوطني 

 

حمل الأزهر الشريف من خلال الرابطة العالمية لخريجي الأزهر رسالة عظيمة في التعريف بسماحة الإسلام ونشر تعاليمه الوسطية في كافة ربوع الأرض، من خلال الاعتماد على أبناءه المنتمين إلى هذا الصرح العريق، إلا أن العناية والرعاية بنشر سماحة الإسلام لا تقتصر على الدعاة من خريجي الأزهر وحدهم، بل تعد الأزهر الشريف تلك المرحلة إلى العناية بالنشء ومخاطبة جموع الأطفال بأسلوب دعوي فريد يجمع ولا يفرق في نموذج عملي لمفهومه حول التعايش وقبول الآخر واحترام التعددية.

ومن خلال حوار خاص أجراه موقع "صدى البلد" مع رئيس تحرير مجلة نور الدكتورة نهى عباس، شددت على أهمية الرسالة التي يقدمها الأزهر في هذا الصدد، والتي تتمثل في مخاطبة أطفال مصر والعالم بنماذج وقيم مستقاة من الأديان وتقدم جوهرها الحقيقي، تنبذ التطرف والتشدد وتعالج القضايا وفق صحيح الدين، وإلى نص الحوار..  

الدكتورة نهى عباس

في البداية .. كيف نشأت مجلة نور ؟ وما الهدف المرجو منها ؟

مجلة نور بدأت نتيجة توصية في مؤتمر حول كيفية حماية الطفل من التطرف، من الأفكار المتشددة، ونتيجة لهذه التوصية وجه الإمام الأكبر بتكوين ثقافة للطفل، ومجلات للأطفال وبرامج كارتونية، وكانت "نور" ضمن هذه الخطوات، وتمثلت أهدافها، تأسس لقيم سامية، وزرعها في نفوس الأطفال، وكانت أهم النقاط التي شدد عليها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ألا تكون موجهة لأطفال المسلمين وحدهم، وتكون مخاطبة لأطفال مصر والعالم، مجلة تقدم ثقافة وقيم مستقاة من الأديان، وتقدم جوهر الأديان، ومن هنا كانت هناك قبول الآخر، نبذ التطرف والتشدد، وكانت في الأساس مدرجة ضمن باب مجلة نور، قصص مصورة، حوار بين الأطفال وتطرح الفكرة السائدة والمنتشرة، ومعالجتها بصحيح الدين وآراء الشيوخ.

وقد أثرت وجدان الطفل من خلال تقديم الثقافات والفنون المختلفة، وقيم الأخوة الإنسانية، فالفن لا يمكن أن يكون معولاً للهدم، لذا نهتم بالفنون الراقية، والثقافة والروافد الثقافية التي تقدم المنهج الوسطي للطفل والتفكير المنطقي العلمي، وكيفية تكوين عقلية ناقدة، والتمييز بين الأفكار.

 

ماذا عن تجربة نور في المسلسلات الكارتونية؟ 

الكارتون منذ تأسيس "مجلة نور" ونحن نرى الكلمة المقروءة ليست كافية للتأثير في الطفل، وذلك وفق الدراسات التربوية، والإعلامية، فأكثر الوسائط الإعلامية المؤثرة المرئية والمسموع وليست المقروءة التي لا تتجاوز نسبة تأثيرها 10%، لذا فإن تحقيق الرغبة لغرس الثقافة في الطفل من الناحية العملية لا ينبغي الاكتفاء بمجلة وذهبنا إلى المسلسلات الكارتونية، ونقدم كل عام مسلسل، وهذا المسلسل بطله هو شخصية نور الموجودة في المجلة، ربط الشخصية الكارتونية بمجلة مصورة بمسلسل من عوامل الجذب للأطفال وتجعلهم يرتبطون بشخصية ملائمة لهويتهم، عدم التكرار ووجود الشخصية، وهذا سر نجاح الغرب فلا يوجد فيلم بمفرده لكن هناك تسويق لشخصيات العمل ومن ثم يتم طرحها في هيئة منتجات تجلب أرباحاً.

لذا نحتاج للتعلم من الغرب والاستفادة منه وتطبيق ذلك بصورة مناسبة لمجتمعاتنا ولتحصين أطفالنا من التأثير الغربي، فليس كافياً أن يعرض مسلسل كرتوني واحد كل عام لا يتجاوز بضع دقائق، بل من المفترض أن نخلق اهتماماً أكبر وأن نهتم بالطفل على مدار العام بقناة خاصة تلبي احتياجاته.

ونحن بدورنا راعينا التنوع في كافة المسلسلات الكارتونية المنتجة خلال السنوات الأربع الماضية، ما بين تاريخية وثقافية وكوميدية ونسعى لجعل موقع مجلة نور كمنصة لعرض المسلسلات الكارتونية التي أنتجت على مدار الأعوام الماضية لضمان الوصول إليها بشكل أفضل. 

رئيس تحرير مجلة نور ومحرر صدى البلد 

برأيك.. ما هي التحديات التي تواجه الطفل اليوم وكيف نتغلب عليها؟

التحديات عديدة ونحن بحاجة لقناة إن لم يكن أكثر موجهة للطفل للتغلب عليها خاصة الثقافية، فالأم ترغب في وجود وسيلة آمنة من شأنها تنشئة طفلها بصورة سليمة من الناحية الفكرية والثقافية واللغوية وغيرها من الأمور، ولو درسنا ما يشاهده الطفل المصري حالياً سنجد غياب لقناة تناسب احتياجاته اللغوية والتربوية فيما يترك لقنوات غربية مدبلجة أو بلغتها الأجنبية، أو يتعرض لقنوات عربية متشددة العقيدة أو الفكر ومنها قنوات الإخوان الإرهابية التي تقدم أناشيد يتعرض لها الأطفال في العالم العربي كله ومن خلالها يتم بث سموم مبطنة تستقر في عقل الطفل.

 

كيف يتعامل رب الأسرة مع المحتوى الجنسي الشاذ الذي تعرضه ديزني؟

علينا كأسرة أن نتعامل الغزو القادم من ديزني وفق أعرافنا وتقاليدنا وأدياننا، وتلبية متطلبات الطفل بحسب المرحلة العمرية ففي عمر سنتين وأكثر ينبغي أن تكون له قناة مخصصة تلبي احتياجاته وهذا يضمن نشأة سوية تجعله قادرا على التمييز والإدراك وهكذا حتى حتى 18 سنة، زاليوم المراهق أصبح عبء كبير ولا يجد ما يجعله قادر على التمييز وترك لمواجهة الثقافات التي تغزوه عبر السوشيال ميديا بأنواعها، الغرب يدرك أهمية الإعلام والثقافة ويستحوذ به العالم، يقابله جهود فردية.

ولقناعتي الخاصة، نحن الآن ليس أمامنا سوى تقوية معرفة الصح والغلط والتسلح بالدين، وخيراً فعل الأزهر في شأن حفظ القرآن الكريم، ومن يعارضون تحفيظ القرآن رأي يخصهم، مع غياب الكتاتيب قلة اللغة واندثرت وما يفعله الأزهر حاجة رائعة فالقرآن حصن وعناية حفظه تغذية لملكات اللغة العربية والشرح تحصين خلقي.

د. نهى عباس

الرئيس السيسي يهتم بجميع أفراد المجتمع .. كيف ترين دوره نحو الأطفال؟

اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالطفل غير محدود وغير متناهي ولمسنا ذلك من حرصه على مشاركة الأطفال في المناسبات المختلفة، ويؤكد كثيراً على أدب الطفل وأهمية الاهتمام به ويكفي ما نلمسه من دعم للأطفال الذين فقدوا ذويهم في كل مناسبة.

 

كيف ترين الأعمال الدرامية وتأثيرها على الأطفال؟

لو استغنينا عن عمل درامي رمضاني واحد مما يقدم للكبار يمكن أن يساهم في تغذية محتوى لقناة الطفل كاملة ونحقق الرسالة التي ينشدها الرئيس بشأن الطفل وتحصينه فكرياً، ونشكل توعية مجتمعية كافية في هذا الصدد. 

ماذا عن مساهمة مجلة نور التي قدمتها في هذا الصدد ؟

علينا أن نكرم ما يفعله الأزهر فقد أتاح لمجلة نور ميزانية تلاؤم تطلعات الطفل ويتقبله، ونستطيع تقديم قصص مصورة، بشكل لائق من حيث الفنانين والإخراج الفني، وقد أتاح لأول مرة تحويل الشخصية المطروحة في مجلة لتكون عمل كارتوني يقدم له مسلسلات خرج منها 4 مسلسلات ونستعد للخامس، والنجاحات التي حققها المسلسل كبيرة، نور والأزهر صدرا ثقافة من خلال بوابة التاريخ قدمنا علماء العصر الذهبي من العرب والمسلمين، ودُبلج للغة البرتغالية بناءً على طلب التلفزيون البرازيلي، أول مسلسل يتم ترجمته لغير العربي وهو نجاح كبير.

 

الحديث عن صناعة محتوى الطفل دائماً ما يواجه بضخامة متطلباته فكيف نتغلب على هذه المسألة؟

الحديث عن ضخامة متطلبات أعمال الطفل ليس دقيقاً فمسلسل الكبار تكلفته تقدر بـ 100 مليون، في حين كارتون الأطفال ما بين الـ 5- 10 مليون، وبالنسبة لي هناك مقولة مستفزة بأن أعمال الأطفال غالية ومكلفة، ولو تحدثنا مثلاً عن قصص الطفل ومنها قصص الحيوانات في القرآن الكريم سنجد أن العمل بأكمله لم يتجاوز الـ 3 مليون، وفي رأي لو أتيحت قناة تغذى بمحتوى أكبر سيكون لها تأثير أكبر على الأطفال، وسيكون هناك مردود إيجابي على المجتمع. 

 

ماذا عن عالم الألعاب الإلكترونية ؟

نعيش حالة فراغ في مجال الألعاب الإلكترونية والمحتوى الإلكتروني الذي يقدم للطفل، فكثير من الألعاب باتت تقدم العنف والقتال بشكل غير مبرر ودون أن يدرك الطفل لماذا يفعل كل هذا، كما يغيب عنها تغذية الانتماء والروح الوطنية والدينية، ومن الممكن أن نقوم بعمل ألعاب من شأنها تعزيز الانتماء وتجعل الطفل يعيش حالة الفخر والاعتزاز بالانتماء لوطنه، وتسهم في مواجهة التنظيمات الإرهابية وأفكارها.

الدكتورة نهى عباس

ما البدائل الضرورية لتحقيق رسالتنا نحو الطفل فيما يتعلق بتحديات العصر؟

التلفزيون المصري كان لديه محتوى كـ" بكار وعالم سمسم وغيرها" وكانت أشبه باستنارة مجتمعية وإن كان يعاب علينا أن سعينا لنقل حرفي لما عليه "عالم سمسم"، بنفس محتواه دون أن يعكس ثقافتنا الشرقية، ونحن نحتاج الآن لمشروع الطفولة المبكرة، خاصة وأن لدينا عدد كبير من الأطفال غير مقيد في الحضانات وبرامج كهذه ترفيهية وتعليمية وقيمية مهمة ويساعد على تأهيل الطفل بشكل كافٍ للالتحاق بالمدرسة، خاصة طفل الريف والصعيد والمحافظات الحدودية، أقصى أمالنا ألا يتسرب من التعليم في ابتدائي.

وبالنسبة لي فمشروع برنامج للطفولة مبكرة لإعداد الطفل المصري، يرتكز في المقام الأول على التلفزيون الذي يوجد في كل "عشه" وفقا للإحصائيات، نحتاج لعالم خاص بأطفالنا، مستمد من بيئتهم والحيوانات المحيطة بهم، أن نوفر أغنية الطفل التي أصبحت منعدمة حالياً ونجد بدائل غير مناسبة كـ الغزالة رايقة وإعلان هو هو، خلاف المهرجانات.

ولو استطعنا إنتاج عدد من أغاني الطفل ربط مع التربية والتعليم كتب خاصة برياض الأطفال تعرض من خلال البرنامج، محتاج لأفكار خارج الصندوق حتى تكون مؤثرة، هناك متلازمة لحديث الأطفال بالفصحى الخليجي، رغم وجود قناعة بأن الدبلجة المصري أصبحت أقرب لدى العالم بكون ملائمة لأطفال العالم العربي، فالأمهات يجدن صعوبة في تعليم أطفالهن اللهجة المصرية ونجد البدائل أغاني أجنبية، وغيرها، ونجد صعوبة في التخاطب، وكذلك مشكلة أبناء الجالية المصرية في العالم الذين لا يجدون مثل هذه الوسائل المعينة على أن يحافظوا على هويتهم واستمرارها لدى أبنائهم.