الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التوحد وإنجازات 30/6

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

لمن يتساءلون "عن التوحد".. التوحد ليس إعاقة ذهنية وليس مرضا، بل اضطراب يطلق عليه “اضطراب طيف التوحد”، ويعنى الانغلاق الذاتى، ومن ضمن أعراضه أو لزماته هو الاضطراب اللغوى وعدم القدرة على التواصل مع الغرباء سواء تواصل بصرى أو لغوى.

يتميز من يعانون من اضطراب طيف التوحد بالحساسية المفرطة والشعور الدائم بالأشياء والحاجة إلى الإحساس بالحب والأمان، وكذلك إبداعهم فى الفنون، فهم يتذوقون الموسيقى بجميع ألوانها ويبدعون فى الرسم وإنتاج وابتكار الأعمال الفنية، ولديهم قدرة عالية على التذكر وتخزين المواقف والأشخاص والمعلومات. 

يفضلون اللغات الأجنبية عن  اللغة العربية، ويستوعبون الحديث بالإنجليزية والفرنسية عن اللغة العربية، ولديهم روح القيادة وحب الإحساس بالاهتمام وأنهم محور الحديث والاهتمام.

فى مصر منذ سنوات قليلة ماضية، كانوا لا يشهدون اهتماما من الدولة، خاصة وزارة التربية والتعليم، فكان يتم التعامل معهم على أنهم معاقون ذهنيا لا يسمح لهم بالالتحاق بمدارس التعليم العام، وكان يتم الزج بهم فى مدارس التربية الفكرية، وفى بعض الأحيان كانت ترفض مدارس التربية الفكرية قبولهم لارتفاع نسبة الذكاء لديهم وتكامل الحواس، فكان الآباء والأمهات يلجأون إلى التحايل على القانون بشراء تقرير طبى يفيد بأنهم أصحاء ولكن يعانون من ظروف طارئة، حتى يتسنى لهم دخول الامتحانات كأبسط حقوقهم فى الحياة وهو الحق فى التعليم.

حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى ووضعهم فى أول اهتماماته ومنحهم الحق فى التعليم، وأصبحت وزارة التربية والتعليم تتعامل معهم كحالات توحد ويتم معاملتهم طبقا لبرامج علمية وأبحاث وفريق كامل يعمل من أجلهم، وأصبح لهم الحق فى الالتحاق بالتعليم الجامعى.

هذه أهم وأعظم إنجازات دولة 30/6 من وجهة نظرى باعتبارى أما لطفل توحد هو اليوم طالب فى الفرقة الثانية بالجامعة، عانيت معه كثيرا وحاربنا من أجل تمكينه هو وأقرانه من الحق فى التعليم.

تعرضنا خلال مشوار طويل بدء منذ التحاقه بـKg1  لكم من العراقيل والعقبات، كنّا نتعامل كأننا تجار مخدرات أو أصحاب وصمة لا يجب أن يراها المجتمع، كان لا يحق لهم التواجد فى صفوف التعليم العام.

تعرضت لعمليات ابتزاز واستنزاف حتى جاءت دولة 30/6 وأنصفتنا وأخرجت أبناءنا إلى النور وأصبح لهم جميع الحقوق، وتم فرضهم على الجميع ووضعهم على الخريطة المجتمعية، وأصبحوا يتوغلون فى كل المجالات أسوة بأقرانهم الأسوياء.

لم تكن ثورة 30/6 ضد الفاشية الإخوانية فقط بل ثورة  ضد العقول المظلمة وأصحاب الفكر العقيم، فلولا تلك الثورة ما رأى أبناؤنا النور، وكنّا نتحايل على القانون من أجل تعليم أبنائنا، كنّا قبل ثورة 30/6 نقوم بشراء التقارير الطبية من بعض المستشفيات الحكومية عن طريق بعض الموظفين بها، كان يصل سعر التقرير الواحد لعشرة آلاف جنيه مصري، تخيلوا يا سادة، أب بسيط موظف لا يمتلك سوى راتبه الشهرى الذى لا يتعدى ألفي جنيه، ورزقه الله بطفل من أصحاب القدرات الخاصة، وقرر أن يناضل ويعافر من أجل تعليمه وتكبد مبالغ باهظة وخضع لعمليات ابتزاز واستنزاف كل موسم امتحانات، سواء من المدرسة والمدرسين وموظفي المستشفيات الحكومية التى يلجأ إليها مضطرا ومرغما من أجل تعليم ابنه.

تخيلوا أن 30/6 ثورة تصحيح بكل المقاييس، أصبح أبناؤنا يلتحقون بالتعليم بالمجاني من kg حتى الجامعة، بل يحصلون على معاش شهرى وكارت خدمات متكاملة بموجبه يحصلون على عدة امتيازات، منها شقة وعربية على سبيل المثال لا الحصر، أصبحت المدارس تتهافت من أجل إلحاق أولادنا بها لأنها بموجب تواجدهم لديها يحصلون على مكافآت وامتيازات وترقيات وتكريمات.

ولكن رغم جهود سيادة الرئيس منذ قيام دولة 30/6، هناك فئة متسلقة تحاول استغلال أولادنا لتصدر المشهد والمتاجرة بهم من خلال بعض القنوات الإعلامية، للحصول على تبرعات وامتيازات، ويصبحون فى الصدارة من خلال إنشاء بعض الكيانات الوهمية التى تحمل عنوان "مركز كذا وكذا لدعم وتأهيل ذوى القدرات الخاصة"، ويقومون باستقطاب بعض الشخصيات العامة لتصدر المشهد لحصد تبرعات من بعض السفارات الأجنبية وبعض الفنانين الكبار وبعض الوزارت، لدرجة أن أحد تلك المراكز قام بالحصول على أراضٍ فى إحدى المحافظات بدعوى أنها لذوي الهمم، وقاموا بعد ذلك ببيعها، ولا نعلم أين ذهبت هذه الأموال، في حين أنهم يروجون أنهم يعملون على خدمة أولانا بالمجان بشكل تطوعى حتى يحصلوا على تبرعات ودعم، ولكن الحقيقة أنهم يتحصلون من كل ولى أمر على آلاف الجنيهات مقابل تأهيل ابنه من خلال جلسات تخاطب وتنمية مهارات وتعديل سلوك، والمفارقة هنا أن كثيرا ممن يعملون والقائمين على تلك المراكز غير مؤهلين لا علميا ولا ثقافيا ولا نفسيا، بل منهم من يحملون شهادة دبلوم صنايع أو دبلوم فنى تجارى، ويطلقون على انفسهم لقب أخصائي أو دكتور.

وما يتردد أيضا للأسف أن هناك بعض الآباء والأمهات عديمي الضمير الذين يسعون بأى شكل إلى أن يتحصل أولادهم الفاشلون فى التعليم على شهادة إتمام الثانوبة العامة وبعدها شهادة جامعية عن طريق الدمج التعليمى يقومون بالاتفاق مع بعض مديرى المدارس الخاصة عديمي الضمير ليساعدوهم فى استخراج قرار دمج تعليمى لأولادهم الفاشلين فى التعليم بسبب عدم رعاية الأب والأم لهم بمقابل مادى زهيد فى محاولة للتحايل لسرقة حقوق ذوى القدرات الخاصة، دون حياء، فالبرغم من الجهود المضنية التى تبذلها أجهزة الدولة لراحة أولادنا نجد فئة ضالة تحاول التحايل لسرقة حقوقهم وتكبد الدولة مبالغ مضاعفة، كان الله فى عون الرئيس عبد الفتاح السيسى.

وباسم كل أب وكل أم من ذوى القدرات الخاصة نقول: شكرًا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وشكرا ثورة 30 يونيو.