الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يا رايحين للنبى الغالى

عبد المعطي أحمد
عبد المعطي أحمد

غالبا ما تأتى الإبداعات كنتاج لتفاعل الإنسان مع أحداث فعلية مر بها وأثرت تأثيرا عظيما فيه وفى حياته، فتكون الحصيلة رائعة فنية تعيش فى وجدان الجمهوروتصبح جزءا من وعيه وذكرياته، وهكذا الحال مع الأغنية الرائعة لقيثارة الغناء العربى ليلى مراد، والتى يتكرر ذكرها كل عام خلال موسم الحج.

ففى أغنيتها الشهيرة، توجه ليلى مراد رسالة إلى الحجاج مضمونها التهنئة بذهابهم إلى بيت الله الحرام، وتتمنى وجودها معهم، وذلك من خلال أغنية "يا رايحين للنبى الغالى"، تلك الأغنية التى تذاع من عام إلى آخر عبر جميع القنوات التليفزيونية قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك لتصبح هى الشعار الرسمى للعيد. 

ولا يرجع نجاح هذه الأغنية لكونها بصوت ليلى مراد فقط، وإنما أيضا بسبب تأثر مطربتها وحزنها الحقيقى لعدم تمكنها من السفر إلى الحج عام 1953، وهو العام الذى كانت تقوم فيه بتصوير فيلم "ليلى بنت الأكابر" بعد 7سنوات من إشهار إسلامها، فليليان زكى مراد وهو اسمها الحقيقى، كانت تعتنق الديانة اليهودية، ولدت فى مدينة الإسكندرية للأب المغنى والملحن إبراهيم زكى موردخاى، والأم جميلة إبراهيم روشو، وهى يهودية مصرية.

وأثناء مسيرتها الفنية الطويلة، تزوجت ليلى مراد من الفنان أنور وجدى، وفى إحدى ليالى شهر رمضان من عام 1946 استيقظت ليلى على صوت أذان الفجر، وخلال لحظات اتخذت قرارها باعتناق الإسلام، وفى اليوم التالى كانت هى وزوجها أنور وجدى يجلسان مع الشيخ محمود أبو العيون بمشيخة الأزهر الشريف ليتمم إجراءات إشهار إسلامها، وخرجت من عنده لتقيم أول مائدة للرحمن فى شارع المدابغ “شارع شريف بوسط البلد حاليا”.

وتمر السنوات وصولا إلى عام 1953، عندما بدأت فى تصوير فيلم"ليلى بنت الأكابر"، وقرب حلول موسم الحج أرادت وقف التصوير حتى تتمكن من السفر لأداء مناسك الحج، ولكن إدارة "استديو مصر" رأت أن ذلك قد يتسبب فى خسائر مادية فرفضت طلبها، ودفعها ذلك إلى الطلب من الكاتب  أبو السعود الإبيارى تأليف أغنية تعبر كلماتها عن مدى شوقها لزيارة بيت الله وتضمينها ضمن أحداث الفيلم، ورحب القائمون على الفيلم بطلبها.

وأسند تلحين الأغنية للموسيقار كمال الطويل، وكانت نتيجة لقاء هذا الثلاثى العظيم أغنية كانت كلماتها أقوى تعبير عن مشاعر الشوق والتطلع لزيارة بيت الله الحرام وأداء شعائر الحج "يا رايحين للنبى الغالى هنيالكم وعقبالى.. يا ريتنى معاك فى بيت الله.. وأزور وياك حبيب الله".

خواطر:
* احتفل العالم يوم الأحد الماضى باليوم العالمى لمكافحة المخدرات تحت شعار “شارك الحقائق عن المخدرات - أنقذ الأرواح”، وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 112 الصادر فى 7 ديسمبر عام 1987، وذلك لتوعية المجتمع الدولى بالإدمان، وأضراره، وما يجب اتباعه لدرء هذا الخطر والوقاية منه من أجل إقامة مجتمع دولى خالٍ من المخدرات.

ويرى اللواء عصام الترساوى، مساعد وزير الداخلية الأسبق لشئون المخدرات، أنه بعد أن تفاقمت مشكلة المخدرات والمؤثرات العقلية، ما زالت الجداول لم ولن تغلق بعد طالما الصناعة الكيميائية تطرح مئات المركبات – من آن لآخر – بها من الخواص النفسية ما يؤدى إلى الإدمان. 

وقد تجاوز حجم التجارة العالمية للمخدرات أكثر من 800 مليار دولار، ويزيد عدد متعاطي تلك المواد على 275 مليونا من سكان العالم البالغ عددهم أكثر من سبعة مليارات نسمة، ويلاقي حتفه منهم حوالي ربع مليون شخص سنويا، وأكثر الفئات المستهدفة من النشء والشباب! وقد طالت كل الفئات من الجنسين. 

وذكرت تقارير الأمم المتحدة أن الجماعات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة تعتمد على أرباح المخدرات لتمويل أنشطتها، وإذا كانت النسبة الغالبة من المتعاطين من الرجال، فإن النساء يشكلن نسبة الثلث منهن. 

وأوصت التقارير بإلـغـاء عقوبة الإعدام على الجرائم المرتبطة بالمخدرات، وتشجيع الدول على الأخذ بنظام السجن كعقوبة فى الجرائم البسيطة المتعلقة بالمخدرات.

المطلوب اتخاذ إجراءات أكثر فعالية على مختلف المستويات تتضمن إضافة بروتوكولات إلى الاتفاقيات الدولية، أو تعديل بعض بنودها، وإعادة هيكلة الأجهزة المعنية بالرقابة وتطوير أدائها، وإجراء المزيد من البحوث  والمسوح الميدانية للوقوف على حجم المشكلة وأبعادها وعلاقتها بالجريمة والإرهاب وغسل الأموال والفساد، وتعديل قانون المخدرات والإجراءات الجنائية فى مصر، وإيجاد بدائل للحبس، ومنها المراقبة الجنائية الإلكترونية.

يذكر أن العديد من الدول بدأت مكافحة المخدرات منذ سنوات بعيدة، إلا أن مصر كانت أول دولة حاربت المخدرات ابتداءً من 2 مارس 1929 تاريخ إنشاء مكتب المخابرات العام للمواد المخدرة ، وأخذت خطوات مهمة على طريق المكافحة الطويل.

* علمتنى الحياة أن البقاء للألطف، للأشد حنانا، لمن يداوى بأفعاله وكلماته طعنات الزمن فى أرواحنا.