حينما تهتم الأعمال الفنية المصرية بمناقشة قضايا مجتمعية تعيش بيننا وتضخم نتاج الصمت، وأكثرها المشكلات النفسية المتعبقة بالشك والتسلط وحب السيطرة والتملك التي يعاني منها الكثير، مما يدمر علاقات وأسر وتُهجر بيوت وهذا ما تناولته قصة فيلم "العذاب امرأة" وعالجته فنيًا بحبكة سلسة نالت استحسان المشاهدين.
فقد درات أحداث فيلم "العذاب امرأة" حول قصة حياة زوجين هما جلال "محمود يس" و إيناس "نيللي"، والتي تعاني من حب الذات والتسلط ومحاولاتها الدائمة للسيطرة على زوجها واتخاذ كافة القرارات لتكون هي الآمر الناهي في شتى الأمور، ولكن جلال لم يبال بذلك وظل يعمل بكد حتى أصبح من أمهر الأطباء الذين تتحدث عنهم الصحف ووسائل الإعلام، وهذا الامر الذي أثار غيرة زوجته وفضلت أن تشتت انتباهه بتشكيكه بها ولإخلاصها له، وظلت تنازعه الأفكار وكاد يجن ولكنه أصيب بفقدان مؤقت للذاكرة.
وفي أول مشاهد فيلم "العذاب امرأة" ظهرت سيارة كانت هي مفتاح ظهور الحقيقة، حيث استقلتها الطبيبة ليلى "صفية العمري" مساعدة الدكتور جلال، وكانت من انتاج شركة صناعة السيارات الإيطالية ذات التاريخ العريق فيات FIAT، والتي تأسست في العام 1899 على يد أحد أهم رائدي صناعة السيارات في العالم جيوفاني أنييلي، وأطلق عليها اسم FIAT كاختصار لـ FABBRICA ITALIANA AUTOMOBILI TORINO، التي تعني مصنع السيارات الإيطالية ببلدة تورينو.
وظهرت السيارة فيات FIAT برفقة ليلى خلال أحداث فيلم "العذاب امرأة"، من الطراز الشهير FIAT 125، الذي بدأت فيات في إنتاجه منذ العام 1967 حتى أصدرت آخر نسخة في العام 1972، ثم بدأت يستخدم قاعدته كأساس للسيارات فيات بولونيز الشهيرة.
استمدت السيارة فيات FIAT 125، قوتها من محرك DOCH بسعة 1608 سي سي، يستطيع أن يولد قوة قدرها 90 حصانًا، متصل بناقل حركية يدوي الأداء من 5 سرعات، وأخذت هذه السيارة شهرة كبيرة في الشوارع المصرية فترة سبعينيات القرن الماضي قبل انتشار الأيقونة FIAT 128.
يُذكر أنه كان قد شارك الفنان محمود يس بطولة فيلم "العذاب امرأة" الفنان الراحل عمر الحريري، وبرفقتهم مجموعة من كبار نجوم الفن يأتي من بينهم "نيللي، صفية العمري، علي الشريف، عزيزة حلمي، جمال إسماعيل، علية عبد المنعم، ليلى جمال، أحمد حلاوة"، ومن تأليف وسيناريو وحوار علي الزرقاني، و إخراج أحمد يحيى، وتم عرض فيلم العذاب امرأة لأول مرة بدور العرض السينمائية في 21 نوفمبر من العام 1977.