حكم ترك المبيت بمنى .. قال مجمع البحوث الإسلامية، إن يوم التروية هو الثامن من شهر ذي الحجة، وفيه يحرم الإنسان بالحج من مكان إقامته بمكة، بعد أن يغتسل، ويتطيب، ويلبس ملابس الإحرام، ويصلي ركعتين، ويقول عند إحرامه: «لبيك حجًا».
وأوضح المجمع، في فتاوى توضيحية عن مناسك الحج، أنه ينبغي على حجاج القرعة المصريين أن يلتزموا بالضوابط التى وضعتها الجهات المنظمة لرحلة حج القرعة من التصعيد إلى عرفات مباشرة يوم الثامن دون المبيت بمنى، حتى لا يتعرضوا لشيء من المشاق والمتاعب والصعوبات التى قد تواجههم إذا خالفوا التعليمات.
وأكد أن المبيت بمنى يوم التروية سنة بإجماع الفقهاء، وتركه لا يؤثر فى صحة الحج.
لماذا سمي يوم التروية بهذا الاسم ؟
يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجَّة، وينطلق الحجاج في يوم التروية إلى مشعر منًى، ويحرم المتمتع بالحج، أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما، ويبيتون بمنًى اتباعًا للسنة، ويصلون فيها خمس صلواتٍ: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذا الفجر هو فجر يوم عرفة.
سُميَ يوم التروية بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يروون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام؛ قال العلامة البابرتي في "العناية شرح الهداية" وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى.
وقيل إنه سمي بذلك لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام؛ قال العلامة العيني في "البناية شرح الهداية" إنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلًا يقول له: "إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك"، فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروي".
حكم من لم يذهب لـ منى يوم التروية
ومن لم يذهب في يوم التروية لا شيء عليه؛ لأنه هيئة من هيئات الحج، لا هي فرض، ولا هي واجب؛ إنما هي سُنَّة وهيئة، موضحًا أنه بعد ذلك سواء من كان في مكة (كمن لم يذهب إلى مِنى للزحام) أو كان في مِنى وأصبح الآن في اليوم التاسع وهو يوم عرفة فإنه يتحرك إلى عرفة بحيث إنه يظهر إليها قبيل الظهر؛ لأن وقت الوقوف عند جماهير الأمة يبدأ.