الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبشع من «ريا وسكينة»

سفاحة الخمسينات| خوفا من الفضيحة: سعاد قتلت شقيقها ونامت على جثته 15 يوما.. نوستالجيا

سعاد ريفية قتلت شقيقها
سعاد ريفية قتلت شقيقها في الخمسينات

ذاتصل نزعة الشر في النفس البشرية باختلاف الأسباب والدوافع، قبل 71 عاما، وقعت جريمة قتل تم تصنيفها بأنها "أسوأ من جرائم ريا وسكينة" إذ قتلت سيدة ريفية شقيقها الوحيد ونامت على جثته لمدة 15 يوما خوفا من كشف تفاصيل علاقتها غير الشرعية مع شاب، وسبق هذه الجريمة 3 محاولات لقتل زوجها.

ترجع القصة إلى "سعاد صالح القريطي" هو اسم السيدة الريفية التي تجردت من إنسانيتها وقتلت شقيقها، في عام 1943، بينما كان مزارع يدعى "محمد هنداوي" ببلدة "شعشاع" يتجول في سوق الجيزة لشراء سلعة له.

وقع بصره على فتاة جميلة في مقتبل العمر، كانت جميلة تنبض بنضارة الشباب، ويجلس بجانبها شاب يعرض معها كمية من القطن للبيع، أعجب هنداوي بالفتاة، واقترب من الفتى وتحدث معه وعلم منه أن الفتاة شقيقته.

بالسم والثأر 

ووفقا لمجلة "المصور" بتاريخ 2 نوفمبر 1951، وروى الصبي الصغير ما مرا به خلال سنوات حياتهما القليلة، وقال أن والدهما متوفيان ومنذ ذلك الوقت احترفا بيع القطن في الأسواق، كما تعمل سعاد في نفقات المعيشة بحياكة الملابس.

تحدث الشيخ هنداوي معها وأبدى رغبته في الزواج منها ولم يمانع شقيقها وبعد أيام سافر إلى قرية "شعشاع" ومعه سعاد وهي زوجته، وعمل شقيقها الصغير معه في فلاحة الأرض.

استمرت الحياة بين الزوجين سعاد وهنداوي، لمدة أربع سنوات رزقت خلالها بطفلين، ولكن الشائعات تزايدت عنها من سيدات القرية عن شرفها، ووصلت الاحاديث لمسامع زوجها.

ظل يراقبها فوضعت له السم في الطعام حتى تتخلص منه، ولكنه نجا منها مرتين، حتى أدركت فشلها في قتله بالسم، وبينما كان زوجها نائما أشعلت النار في المنزل ولكنه نجا من هذه المرة أيضا، ووجد لسعاد وجه آخر شرس وقاسي يستحيل الحياة معه.

سعاد تهجر القرية

ذهب هنداوي إلى عمدة القرية وذكر له جرائم زوجته، وأعلن بأنه قد طلقها بلا رجعة، وأنها إذا تمسكت بالطفلين فهو على استعداد للتنازل عنهما، وهجرت سعاد وشقيقها وولداها القرية، واستقروا جميعا في شطانوف التي تجاورها، وعمل شقيقها في الزراعة بينما هي تحترف حياكة الملابس.

وعندما ادخرت سعاد 40 جنيها من عملها اشترت كوخا مكونا من  3 غرف، عاشت في غرفتين لها ولابنائها وشقيقها، وأجرت الغرفة الثالثة لشاب غريب، ونشأ بينهم علاقة غير شرعية، دفعت شقيقها الأصغر لتوعد اخته بمعاقبتها على سلوكها، إذ لم تضع حدا لتصرفاتها، ولكنها لم تأبه لتهديده.

فجأة اختفى الأخ من القرية ولم يعرف أحد مكانه، وبعد أربعة أيام عاد إليها وصارح شقيقته سعاد أنه ذهب إلى الجيزة وأخبر أخواله الأربعة بحقيقة أمرها، وطلبوا منه المجئ بها إلى الجيزة للتحقق من أمرها.

جريمة قتل بـ "بلطة"

اختفى الشاب فجأة من القرية، لم يعرف أحد مكانه، أو أين اختفى مجددا، وغابت سعاد عن العمل ثم اتصلت بأخوالها وأخرتهم أنها سوف تزورهم في مقر عملهم.

ولكن ذات صباح اشتم الجيران المحيطين بسعاد رائحة كريهة تتزايد يوما بعد يوم، وعندما سألوها عن مصدرها قالت لهم أن "أرانبها" التسعة ماتوا في جحورهم، ثم في اليوم التالي قالت أن حدأة اختطفت اوزة من دار لا تعرفها وبعد أن قتلتها ألقت بجثتها فوق سطح الكوخ وأن تلك الرائحة الكريهة ربما تكون منها.

وعندما انتشرت تلك الرائحة وتزايدت ذهب أحد الجيران إلى العمدة، وروى له حديثها المتناقض، وفشكك العمدة في الأمر واتصل بالملازم أول للقرية ويدعى "عبدالعزيز شاهين" وهو ضابط مباحث أشمون، وذهبا إلى الكوخ معا للبحث عن سر الرائحة الكريهة.

ابنها يكشف تفاصيل الجريمة

دلتهما الرائحة على المكان الذي تنبعث منه الرائحة وكانت الغرفة التي تنام في سعاد، وحاول بعض القرويين ضرب الأرض بالفأس حتى وجدوا قبر يضم جثة متآكلة، واتضح أنها جثة محمد صالح القريطي شقيق سعاد.

ألقى الضابط القبض على سعاد، وكشف تحقيق النيابة وفحص الطب الشرعي أن الوفاة مر عليها 15 يوما وأن القتل حدث بسبب تحطيم الرأس بآلة صلبة كفأس أو بلطة، وكانت جثة محمد مجردة من ملابسها، وانطلق ضابط المباحث يفتش الكوخ فعثر على ملابس القتيل، وكانت ملوثة بالدماء أمام فرن يقابل مكان نوم القتيل.

لاحظ ضابط المباحث وجود طفلا في السادسة من عمره وهو ابن سعاد، ظهر عليه الرعب والخوف، وبدأ الضابط الحديث معه وقال اسمه "فتحي محمد هنداوي" وقال للضابط : "الراجل اللي قتلوه ده يبقى خالي، وأمي هي اللي قتلت خالي، جه رجلين اتكلموا مع امي وبعد ما مشيوا أمي قتلته".