الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بلورة موقف عربي موحد

علاء حيدر
علاء حيدر

يواصل الرئيس عبد الفتاح السيسي ، عقد القمم مع الزعماء العرب ، لبلورة موقف عربي قبل القمة العربية الأمريكية التي ستعقد في مدينة جدة السعودية في ١٦ يوليو القادم .

وفي هذا الإطار ، يقوم حاليا الرئيس السيسي بجولة خليجية،  بدأها بسلطنة عمان،  أعقبها بزيارة مماثلة للبحرين ، وذلك بعد القمة الثلاثية بشرم الشيخ التي جمعته  بزعماء  الأردن و البحرين ، والقمة المصرية السعودية بالقاهرة  مع  الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية .

ويستهدف الرئيس السيسي من خلال  هذه القمم،  الخروج بموقف عربي يخدم  المصالح والقضايا العربية ، في عالم يتجه نحو التعددية القطبية، يبحث فيه كل طرف الحفاظ على مصالحه، في مواجهة الاطراف و التكتلات الأخرى، والترتيب للقمة العربية الامريكية التي تضم دول مجلس التعاون الخليجي الست ، إضافة إلى مصر،  و العراق ، والأردن،  بحضور  الرئيس بايدن  . 

و كان الرئيس الأمريكي واضحا في أجندته المعلنة ببيان رسمي عن الزيارة ، والتي تضمنت على رأس بنودها ، ضمان أمن إسرائيل وازدهارها ومناقشة ملف الطاقة بعد ان وصل سعر البرميل الى ١٢٠ دولارا .  

ويرجع اهتمام الرئيس بايدن بتخفيض اسعار البترول،  أو على الاقل عدم ارتفاع أسعاره الى ١٥٠ دولارا كما يخشى البعض، الى الحد من غضب الشعب الامريكي،  بسبب ار تفاع اسعار وقود السيارات ، الامر الذي أدى لتدهور شعبيته الى ٣٩ في المائة .

كما سيعمل الرئيس بايدن أيضا خلال القمة العربية على مناقشة ما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، وبناء تحالفات جديدة. بينما تسعى الدول العربية إلى تناول القضية الفلسطينية وأن تبدأ إسرائيل في إعادة إطلاق مسيرة السلام،  على اساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ ، و عاصمتها القدس الشرقية .

وتستند إستراتيجية العرب في هذا الصدد ، على أن الفلسطينيين أصحاب القضية،  لن يتنازلوا عن قضيتهم وأراضيهم في مواجهة محاولات تهويد القدس .

وفيما يتعلق بالحرب الروسية، أدانت الدول العربية هذه الحرب  من منطلق إيمانها الراسخ بقواعد القانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة التي تجرم الاعتداء على الدول الأخرى،  لكن ذلك لا يعني إنزال الضرر بالمصالح العربية،  فروسيا لديها استثمارات ومصالح متبادلة مع  بعض الدول العربية،  فضلا عن أنها أكبر مصدر للقمح والزيوت في العالم،  في الوقت الذي يعد فيه  العرب من اكبر مستهلكي القمح والزيوت في العالم  .

ويقوم الموقف العربي الموحد في القمة العربية الامريكية على أن المصالح السياسية ينبغي أن تكون في خدمة المصالح الاقتصادية و التجارية ، وأكبر  دليل على ذلك، ان الدول الاوروبية الحليف الأكبر لأمريكا ، لم تمتنع عن استيراد الغاز من روسيا حماية لمصالحها الاقتصادية .

ورغم اتفاق العرب والولايات المتحدة على ضرورة مواجهة المطامع الايرانية في ثروات الخليج،  باستخدام كل الوسائل الممكنة لإحباط كل الجهود الإيرانية في هذا الصدد ، فضلا عن حتمية منعها من التحول لقوة نووية، إلا أنه من المؤكد ان موقف العرب يقوم على إدانة إزدواجية المعايير  الأمريكية حيال الإرهاب . 

ففي الوقت الذي تدين فيه الولايات المتحدة إيران بقوة ، خوفا من امتلاكها السلاح النووي  ،  إلا أنها أزالت عصابة الحوثيين الإرهابية في اليمن الممولة والخاضعة لايران من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب، رغم استخدامها للسلاح الإيراني في قصف الأراضي السعودية و الاماراتية .

ونهاية ، فإن تغير موقف الرئيس بايدن وإدارته،  حيال  الدول العربية،  من منطقة وصفها في بداية حكمه  أنها منطقة  تتراجع أهميتها  ، بالقياس بالتحدي الروسي الصيني،  الى حرص بايدن على حضور القمة العربية في المملكة  السعودية، فإن هذا التغير  في الموقف الأمريكي  يثبت أن العرب قوة لا يستهان بها ، وأنه كلما تزايدت وتيرة التضامن العربي، على جميع الأصعدة لا سيما في مجال التكامل  الاقتصادي كلما ازدادت قوة العرب وكلما تمكنوا من حماية مصالحهم و حققوا النصر لقضاياهم .