الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليسار المصري ودعوة للحوار

طارق إسماعيل
طارق إسماعيل

لا أعرف تيار أهدر فرص ذهبية على نفسه مثل تيار اليسار فرغم وجود كوادر بداخله على أعلى مستوى وكفاءات هائلة ومناضلين حقيقيين إلا أن التيار لم يستفد من ذلك مطلقا بل راح يمارس هواية التنظير والتحليل حتي داخله مما أدى للانقسام والخلاف والتشتت ليضيع اليسار بين صراعات أهدرها التمسك بالرأي وعدم الاقتناع بأن السياسة فن الممكن والحلول. 

حدث ذلك في الستينات والسبعينات والثمانينات وعندما احتضنت الدولة اليسار وأصبح قائده الدكتور رفعت السعيد أحد مفكري الدولة وانقلب معظم اليسارين عليه واتهم بأبشع التهم وهو أمر أدهشني للغاية، فعندما ضيق النظام على اليسار في السبعينات أدعى رجالات التيار بأن هناك حصار حولهم لا يتيح لهم فرص العمل والانتشار عبر الساحة السياسية وخلال الثمانينات والتسعينات وحتى رحيل مبارك عن الحكم تم فك الحصار تماما لكن التيار لم يقوى لكني أظنه قد ضعف. 

مشكلة تيار اليسار أن الفكر لديه يسبق التنظيم، فهل رجاله عشاق للحديث أكثر من العمل كما يتردد؟، ولماذا تركوا جماعات الإسلام السياسي ترتع وهم جالسون على المقهى السياسي دون أن يفكروا بأن قوتهم في وحدتهم وتكاتفهم ونبذ أي خلافات بينهم.

لقد شعرت بالحزن برحيل عشرات بل مئات من رموز التيار اليساري بالأسكندرية دون أن يظهر كوادر بديلة لهم.

لماذا لا يفكر قادة اليسار في دعوة كل فصائل اليسار أو حتى المحبين للتيار للاجتماع واللقاء ، دعوة هدفها وحدة اليسار من أجل تقديم مقترحات وأفكار لبناء الوطن، فيجتمعون تتم على هدف واحد وهو حب مصر. وعلى الكل أن ينسى خلافاته الفكرية والايدلوجية من أجل  الوطن الذي يتطلب من الجميع أن يعود.