الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنت غال علينا .. أستاذ طب نفسي يقدم نصائح مهمة للشباب.. وأزهري: إزهاق الروح من الكبائر

إزهاق الأرواح
إزهاق الأرواح

مع تكرار حوادث إنهاء الأرواح وإزهاقها بين الشباب في الآونة الأخيرة  وشعور الناس بالخوف والقلق، كان لزاما على المؤسسات المعنية المختلفة، الانتفاض لمناقشة هذه الأزمة التي يعاني منها الشباب، حفاظا على أرواحهم وحياتهم.

ونقدم في هذا التقرير معالجة هادئة لأزمة الشباب في هذه الآونة.

أطلق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مبادرة متميزة منذ فترة؛ لسماع الشباب، وتقديم الدعم النفسي لهم والتواصل البناء معهم، بما يعينهم على حل مشكلاتهم وتجاوز تحدياتهم.

كما يجيب المركز عن أسئلة الجمهور على مدار الساعة، من خلال الهاتف أو الرسائل النصّية ويقدِّم باقة علمية متنوعة من الرسائل والحملات التوعوية، والإرشادات الفقهية، والنسائم الدعوية، والدورات التدريبية؛ في إطار سعيه الدؤوب لضبط الفتوى، ونشر الوعي المجتمعي الصحيح، وتأهيل المقبلين على الزواج، ولم شمل الأسرة المصرية.

بدوره، كشف الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، بعض المقترحات التي يتحتم الآن تفعيلها للحفاظ على الأمن القومي النفسي، للحفاظ على الشباب في ظل تكرار حوادث الانتحار والقتل.

وقال محمد المهدي، لـ صدى البلد، إنه ينبغي إعلان أن هذا العام هو عام الصحة النفسية ، وإجراء دراسات منهجية للحفاظ على الصحة النفسية ومعالجة الظواهر المتعلقة بها، التي تتضمن الاضطرابات النفسية، التي تعتري البعض.

وأضاف المهدي، أنه لابد من تشكيل لجنة يشارك فيها علماء النفس والاجتماع والتربية والسياسة والاقتصاد والأمن، ويتم إجراء دراسة لحالات الانتحار بين الشباب ومعرفة أبعاد الظاهرة بكل تفاصيلها، لتسهيل اتخاذ قرارات واجراءات للحد منها والحفاظ على أرواح الشباب.

وأشار إلى أنه كذلك ينبغي على هذه اللجنة، دراسة التغيرات التي حدثت في البنية النفسية والاجتماعية والأخلاقية للإنسان المصري، وبناء عليه توضع خطة استراتيجية تفصيلية متكاملة بواسطة خبراء متعددي التخصصات لإعادة بناء الإنسان المصري.

وأضاف : ينبغي مراجعة فعالية، دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية والمنصات الإعلامية، وقدرتها على إنتاج إنسان سوي جسديا ونفسيا وأخلاقيًا وروحيا.

وطالب أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، بضرورة دراسة آثار مواقع التواصل الاجتماعي على البنية النفسية والأخلاقية والسلوكية لأفراد المجتمع وعمل برامج ودورات توعية لترشيد استخدام تلك المواقع وتجنب آثارها السلبية.

وأكد على ضرورة إعادة النظر في المنظومة التربوية والتعليمية بحيث يكون الحضور في المدارس ملزما وذلك بتوزيع الدرجات على أنشطة ومهارات يمارسها الطالب في المدرسة طوال العام ومن خلالها يتعلم ويمارس القواعد الأخلاقية ومهارات الحياة الصحية والفعالة.

وناشد المهدي، بضرورة وضع ضوابط رقابية على الإنتاج الدرامي حتى نتجنب الظهور المفرط لمشاهد العنف والتي تشجع على تعلم السلوك العنيف بالنمذجة وتحدث تطبيعا للعنف لدى المراهقين والشباب.

كما قدم الشيخ أبو اليزيد سلامة، الباحث بهيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، مجموعة من النصائح لكل الشباب وقت الأزمة النفسية، وكذلك لأي شاب يمر بأزمة نفسية أو كرب ألم به.

وقال أبو اليزيد سلامة، في البث المباشر لصفحة موقع صدى البلد، إن أول نصيحة للشاب الذي يمر بأزمة نفسية، ألا يفقد الثقة في الله عزوجل ، لأن الله هو المتحكم في جميع أمور وشئون البشر.

وأشار إلى أن كل أطراف قصة سيدنا يوسف المذكورة في القرآن، لم تتحقق أمنياتهم ورغباتهم، ومع ذلك أراد الله لهم الخير، فسيدنا يعقوب قال لسيدنا يوسف (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) وفعلا أطاع سيدنا يوسف كلام والده ولم يقص رؤياه لإخوته، ومع ذلك لم يفلت من كيدهم.

وتابع: إخوة سيدنا يوسف ورد عنهم (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ) ومع ذلك لم يخل لهم وجه أبيهم بالعكس زاد حبه لسيدنا يوسف.

كما تابع: وكذلك لم تحقق أمنية العزيز ، حين قال لزوجته (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا) بل تحول لامرأة العزيز إلى حبيب.

وذكر أبو اليزيد سلامة، أن امرأة العزيز لما غلقت الأبواب عليها وسيدنا يوسف، كانت بنية عدم فضح أمرها، ومع ذلك لم تتحقق رغبتها وفضحت، مصداقا لقوله تعالى (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ).

وأكد أن كل الأبطال في قصة سيدنا يوسف، لم تتحقق أمنياتهم أو رغباتهم، فهل معنى ذلك أن الله لا يحبهم أو أن حياتهم انتهت؟ بلا شك هذا كلام غير صحيح.

ونصح أبو اليزيد سلامة، الشباب أن يوقنوا بأن النهاية ستكون سعيدة بأمر الله، لأن الله يدبر الخير لأمته وما للمسلم عند الله سيأخذه ولكن في الوقت الذي يقدره الله وليس الوقت الذي يريده العبد.

وأجاب الشيخ أبو اليزيد سلامة، الباحث بهيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن السؤال الذي يدور في أذهان كثير من الشباب وهو "هل سبب الاكتئاب يرجع إلى ضعف الإيمان أم هو حالة نفسية فقط؟

وقال الشيخ أبو اليزيد سلامة، في البث المباشر لصفحة صدى البلد، إن الاكتئاب في بداية الأمر أمر نفسي ، وعلى الوالدين أو الأصدقاء تقديم الدعم النفسي لمن يمر بحالة أو أزمة نفسية من المحيطين به، فيقول النبي "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".

وأشار إلى أن أي شخص لابد أن يكون حريص على حسن المعاملة مع الآخرين من حوله، فلا يمري غيره بالكلمة التي تقتله أو تؤذيه نفسيا، أو السخرية من الآخر أو التنمر لعيب فيه.

وأوضح، أن الشاب الذي يمر بأزمة نفسية عليه أن يحكي ويلجأ إلى أحد المقربين له سواء من أهله أو من أصدقائه، ولا يترك نفسه لنفسه ، فيدعمه من حوله بالمشورة أو النصيحة التي تناسبه ، وعليه أولا أن يختار الصديق الذي يثق فيه ويتأكد أنه سيقف بجانبه وينصحه بحب ، حتى لا يذهب لصديق غير ناضح فيضله ولا يهديه.

وعن سؤال ، "هل الذي أنهى حياته كافر؟ أجاب الشيخ أبو اليزيد سلامة، الباحث بهيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أن المنتحر مسلم عاص وهو كبيرة من الكبائر ولا تخرجه من الإسلام، ويغسل ويكفن ويصلى عليه وندعو له الرحمة.

وتابع أبو اليزيد، ومع هذا الحكم الشرعي الذي اتفق عليه العلماء، فإنه ينبغي علينا أن نحذر ونوعي الشباب من الإقدام على هذا الذنب العظيم، فيقول الله تعالى ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾.

وأشار إلى أن هذا النصح ورد من الله عزوجل، وطالما أن النصح والإرشاد من الله عزوجل، فينبغي على المسلم أن يلتزم بالطاعة الكاملة لأوامر الله تعالى والإنقياد التام له، واجتناب ما نهى عنه.

وأكد أن الذي يجزم بدخول الجنة أو النار، هو الله عزوجل، ومع أن النبي أخبرنا بجزء الذي أزهق روحه بنفسه، بأن جزاءه النار، فهذا يفرق بينه وبين من سيدخل النار فعلا، فهذا مصيره راجع إلى الله عزوجل، إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه.

وأكد أبو اليزيد سلامة، أن الحياة هبة من الله عزوجل، وأن جسد الإنسان ليس ملكا له، وإنما ملك لخالقه عزوجل، هو الذي منحه الحياة وهو الذي سيأخذه من هذه الحياة وقتما يشاء.