الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيس السيسي في مسقط.. العلاقات المصرية العمانية تاريخ ممتد وتعاون اقتصادي كبير

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع السلطان العماني

تعيش الدولة المصرية أزهى عصور علاقاتها الخارجية خاصة مع الدول العربية الشقيقة، حيث نرى تحالفات واتفاقيات وزيارات عديدة في وقت من أصعب الأوقات التي يمر بها العالم خاصة منطقة الشرق الأوسط.

الرئيس السيسي في عمان

وانطلاقا من مبدأ الأخوة والعلاقات الطيبة والتاريخية، زار الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، سلطنة عمان في زيارة تستمر يومين، حيث التقى مع السلطان هيثم بن طارق آل سعيد في قصر العلم العامر بالعاصمة العمانية مسقط.

وعقد الزعيمان جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث رحب السلطان هيثم بن طارق بالرئيس السيسي في سلطنة عمان، مشيداً بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، ومعرباً عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العماني على كافة الأصعدة، فضلاً عن إسهام الجالية المصرية في عملية البناء والتنمية بـ عمان في مختلف المجالات، مع التأكيد على حرص عمان على تعزيز أطر التعاون الثنائي الراسخة مع مصر في مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة، بزيادة الاستثمارات العمانية في مصر واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة بها.

كما شكر الرئيس السيسي السلطان العماني على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً اعتزاز مصر بعمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، إلى جانب الحرص على تعزيز وتنويع أطر التعاون الثنائي المشترك واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب في شتى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية.

كما ثمن الرئيس، مستوى التنسيق القائم ووحدة الرؤى بين البلدين الشقيقين حول القضايا ذات الاهتمام المتبادل، إلى جانب التوافق العماني المصري إزاء القضايا الإقليمية والدولية.

مواجهة التحديات الراهنة

وفي هذا الإطار، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلوم السياسية ومستشار جامعة الدول العربية السابق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى سلطنة عمان، هي زيارة هامة تأتي في توقيت دقيق وحساس تمر به المنطقة العربية بشكل خاص والعالم أجمع بشكل عام في ظل أزمة كبيرة لها انعكاساتها السلبية على المنطقة العربية وهي الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها بشكل مباشر على إمدادات الغذاء والطاقة، وهما الأزمتان اللتان لا يمكن لأي دولة التغلب عليهما إلا من خلال التكاتف وتضافر الجهود لمواجهة هذه التحديات المتزايدة التي تؤثر على الأمن القومي العربي والسلم والأمن العالميين. 

وتابع فارس في تصريحات لـ "صدى البلد": لذلك فإن هذه الزيارة تأتي في إطار العمل على توحيد موقف العرب وإيجاد موقف قوي عربي تجاه هذه التحديات في ظل العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين على كافة الأصعدة والمستويات، خاصة بعد تولى الرئيس السيسي الحكم في العام 2014 فأخذ على عاتقه تعزيز وتعظيم العمل العربي المشترك.

وأشار إلى أن العلاقات المصرية العمانية اكتسبت زخما كبيرا في إطار حرص الدولة المصرية على دفع وتدعيم العلاقات الأخوية بين البلدين وتعزيز التشاور المستمر بينهما بشأن القضايا الثنائية والإقليمية ما يصب في مصلحة الأمة العربية. 

الدعم العماني لـ مصر

ولفت فارس إلى أنه نتيجة لهذه العلاقات الأخوية والمصلحة العربية، نتج عن ذلك توحيد الأهداف السياسية الاستراتيجية والروابط الاجتماعية والثقافية والدينية، حيث إنه كان لعامل التاريخ والجغرافيا الأثر الكبير في تحقيق مواقف مشتركة لحل كل القضايا والخلافات بالحوار والتعاون، وهذا أدى إلى تطابق سياسي في الرؤى بين مصر وسلطنة عمان في الكثير من القضايا، ومن أهمها مكافحة القرصنة البحرية.

وأكمل: "هذا بالإضافة إلى أن سلطنة عمان تقدم دعما لا محدود لمصر في الترشح لعضوية أي منصب في المنظمات الدولية، ما يدل على أن العلاقات المصرية العمانية قائمة على ثوابت ودعائم واضحة هي التعايش السلمي وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سياده الدول والتعاون في كل المجالات، لذلك فإن العلاقات المصرية العمانية نموذجية بامتياز في إطار الحرص على تعزيزها وتقويتها".

العلاقات المصرية العمانية

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن العلاقات الاقتصادية المصرية العمانية شهدت زخما كبيرا في ظل وجود إرادة سياسية مشتركة بين الدولتين بأهمية تنمية وتوسيع حجم العلاقات بين البلدين مع العمل على تعزيز التعاون التجاري والصناعي والاستثماري المشترك ما يسهم في زيادة معدلات النمو الاقتصادي.

وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر وسلطنة عمان وصل إلى 500 مليون دولار، وبلغ حجم الاستثمارات العمانية بمصر حوالي 77 مليون دولار موزعة على 92 شركة في مجالات الصناعة والسياحة والزراعة.

وتابع: "أما الاستثمارات المصرية في سلطنة عمان فتبلغ 680 مليون دولار موزعة على 142 شركة، ومن أهم المجالات البنية التحتية ومشروعات الطرق والاستثمار العقاري". 

وأوضح أن القيادة السياسية المصرية تسعى إلى زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين بما يتناسب مع مستوى التعاون القائم في شتى المجالات ويحقق مصالح الشعبين الشقيقين، خاصة بعد التطور الرهيب الذي حدث في مصر على كافة المستويات ما يجعلها قبلة المستثمرين العرب والأجانب.