الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شجرة الجميز .. ثمار الجنة في شمال سيناء

ثمار شجرة الجميز
ثمار شجرة الجميز

يعتبر شجر الجميز من الأشجار القديمة والمعمرة التي عرفها الناس منذ بدايات التاريخ البشري، وثمرة الجميز أو تينه لا يقل طيبة عن التين العادي لا بل أحيانا يكون أطيب بكثير لصغر حجمه واكتنازه للحلاوة المعتدلة والمترفة. ولا عجب أن البعض يعتبره من طعام الجنة.. وتعتبر شجرة الجمّيز.. أهم الأشجار والنباتات المقدسة عند المصريين القدماء، وهي شجرة نوبية الأصل انتقلت إلى فلسطين والشام، ويبلغ متوسط عمرها 400 عام، كما تدلنا النقوش والرسوم الموجودة على جدران المعابد المصرية القديمة.

لذا فإن الجميز أحد أنواع الأشجار المعروفة بأشجار السيكامور ،كما تقول الموسوعة الحرة، فهي  نوع من أنواع النباتات التي تتبع جنس التين من الفصيلة التوتية. وشجرة الجميز شجرة دائمة الخضرة كبيرة الحجم، إذا لم تكن من أكبر الأشجار  ، 
وهي من الأنواع النباتية القادرة علي قهر  ظروف التغيرات المناخية بكفاءة شديدة،كأحد الثروات الصحراوية البستانية المهملة .. وقد كانت ثمارها طعامُ الفقيرِ وحلوى الغني، وفروعها الظل الوارِف للفلاح عندما يجلس ليستريح.

وقال المهندس عبد الله الحجاوي رئيس جمعية حماية البيئة في شمال سيناء ، أن  الشجرة دائمة الخضرة تتميز أخشابها بالقوة وخاصة عند غمسها في الماء  ، كما تبدأ في إعطاء الثمار بعد حوالي 5 سنوات من تاريخ نموها.. وتشبه ثمار الجميز إلى حد ما ثمار التين، ولا يوجد في الثمرة بذور مثل التين وطعمها حلو المذاق ولونها أصفر مائل للاحمرار ويفرز النبات سائلا لبنيا 
وتقول سهام جبريل   عضو مجلس القومي للمرأة ورئيس لجنة المحافظات، انه كانت هناك شجرة جميز في شارع  مدرسة مدرسة باحثة البادية  الابتدائية المبنى القديم بالعريش  ، واثناء خروجنا من المدرسة  الي المنزل كنا نلتقط منها أحلي الثمار وللأسف بعد سنوات طويلة تم قطعها .

واتذكر شجرة أخرى في طريق الشيخ زويد على اليمين ونحن في طريق  العودة للعريش وكانت مظلتها كبيرة كنا نجلس تحت ظلها الوارف انا وأفراد أسرتي وينطلق الأولاد يلعبون تحت ظلها  .

مقدسة عند الفراعنة 

وقال الدكتور سامي عبد المالك بخير اثري ، أن  أشجار الجميز كانت مقدسة عند الفراعنة وأكدت ذلك النقوش المرسومة على جدران مقبرة الأميرة «تيتي». كما وجدت ثمار الجميز الجافة في العديد من المقابر الفرعونية وداخل عدة سلال بالإضافة إلى وجود أوراق الجميز في توابيت الموتى.
وقد دفن الملك اوزوريس  في تابوت مصنوع من أخشاب أشجار الجميز، وقد نقشت رسومات أشجار الجميز على جدران العديد من مقابر الأسرة الثانية عشرة.

وقد صنع  المصريون القدماء من أشجار الجميز   السفنَ والعجلات الحربية وآلات الري كالطنبور والساقية، ومقابض الآلات الزراعية كالفأس ، ومنها صنعوا توابيت الموتى وصناديق الثياب (الدواليب)، ورسموها على جدران مقابرهم ووضعوا ثمارها في سلال داخل مقابر الملوك.

لقد اهتم كل حكام مصر بزراعتها واستثمارها، فكانوا يزرعونها على جوانب الترع وفي حدائق القصور، ولأنها كانت شجرة مُعمرة فكانوا يتخذونها علامةً للحدود بين الحقول، فتجد سجلات المحاكم تذكر أن الحد الفاصل بين أرض فلان وأرض فلان شجرة الجميز المعروفة للطرفين.

الأمراض الجلدية

كما تم استعمال   العصارة اللبنية، لعلاج بعض الأمراض الجلدية وخاصة مرض الصدفية ولعلاج لسعات العقارب وعضات الثعابين ، كما استخدمت العصارة اللبنية،  كملين للمعدة والامعاء ولعلاج التهاب اللثة واستعمال عصير الجميز لعلاج أمراض الكبد والنزلات المعوية ومرض الاسقربوط.

وقال ابن سينا في الجميز: الجميز في لبنة قوة ملينة محللة للدم جداً وقيل ان لبن هذه الشجرة ملزقة وملحمة للجراحات العسيرة وكذلك يحلل الأورام العسرة.

أما داود الانطاكي فقال: "ينفع من أوجاع الصدر والسعال ويصلح الكلى ويذهب الوسواس، يقطع الإسهال ويدر الطمث وورقه يقطع الإسهال، رماد حطبه يمنع القروح.  ولا مثل له لعلاج السعال المزمن وعسر النفس والربو ويصفي الصوت"

كما يؤكد الطب الحديث قدرة ثمار الجميز في علاج النزلات المعوية وانتفاخات البطن والإمساك بتناول المريض كوبا من عصير الثمار صباحا على الريق ومضغ ثمار الجميز لأطول فترة ممكنة في الفم، أو استعمال عصيرها كمضمضة لعلاج التهابات وترهلات اللثة، كما يساعد في علاج مرض الصدفية وبعض الأمراض الجلدية الأخرى على شكل دهان موضعي، حيث إن لبن الجميز يحتوي على المضادات الحيوية القادرة على إبادة الجراثيم ومواد أخرى تساعد على التئام الجروح.
 

FB_IMG_1655897333739
FB_IMG_1655897333739

FB_IMG_1655897345360
FB_IMG_1655897345360