عميد اقتصاد وعلوم سياسية: نناقش في مؤتمر هذا العام قضية إعادة بناء الدولة
وكيل كلية الاقتصاد للدراسات العليا : بعض المتعاملين بالبيتكوين يشكلون خطرا مستقبليا
الوكالة الأمريكية للتنمية : نشارك مصر لبناء اقتصاد قادر على التنافس دوليًا
الخشت: الخطاب الديني الجديد يقوم على سعي الشخص لمستقبله بنفسه
انتهت فعاليات المؤتمر السنوى لكلية السياسة والاقتصاد جامعة القاهرة، بعنوان «الدولة المصرية الجديدة والتنمية المستدامة - الفرص والتحديات» على مدار ثلاثة أيام تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة والدكتور محمود السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن مؤتمر كلية الاقتصاد والعلوم السياسية يعد فرصة لطرح أفكار وآليات جديدة وصناعة فرص جديدة للشراكة وتقديم خبرات متعددة وأفكار جديدة للمساهمة في صناعة مستقبل أفضل.
وأوضح رئيس جامعة القاهرة أن هناك بُعدا مهما في أي عملية تنمية مستدامة وأن أي تقدم اقتصادى أو سياسي أو إداري غير ممكن بدون أمرين؛ الأول هو تغيير رؤية العالم عند الأفراد والأمر الثاني تغيير منظومة القيم الحاكمة للسوق ومن هنا يمكن ننتقل إلى أن أي عملية تقدم غير ممكنة بدون خطاب دينى جديد.
وتابع الدكتور الخشت خلال كلمته، أن التحول من المنظومة القديمة والجاهلية للإسلام لم يكن مجرد تحول من دين لدين، بل كان تحولا في المنظومة الحضارية والقيمية ، والتحول من العصور الوسطى الأوروبية الاقطاعية إلى الرأسمالية جاء من تغيير الخطاب الديني، وأن منظومة القيم التى حكمت العالم الجديد فى أمريكا الشمالية اعتمدت على التغيير.
واستطرد، إن هناك بعدا هاما فى أى عملية تنمية مستدامة أو صنع تاريخ جديد وأى تقدم اقتصادى أو سياسى أو إدارى غير ممكن بدون أمرين ، الأول هو تغيير رؤية العالم لدى الكوادر والشعب ، وأكد على ان الأمر الثانى تغيير منظومة القيم الحاكمة للسوق ومن هنا يمكن ننتقل إلى أن أى عملية تقدم غير ممكنة بدون خطاب دينى جديد .
وأشار الخت ، إلى ان الخطاب الدينى القديم يقوم على فكرة انتظار المخلص والفرج، لكن الخطاب الدينى الجديد يقوم على أن كل شخص يسعى إلى مستقبله بنفسه بالجهد والمهارات وما يتم صنعه من فرص عديدة.
وتابع الخشت ، أن التحول من المنظومة القديمة والجاهلية للإسلام لم يكن تحول من دين لدين والتحول من العصور الوسطى الأوروبية الاقطاعية إلى الرأسمالية جاءت من تغيير الخطاب الدينى.
وأكد الخشت ، أن أى عملية تنمية مستدامة لن تنجح ولم تتم دون رؤية جديدة ومنظومة قيمة جديدة تحمى السلوك وبدون خطاب دينى جديد وهذا ما وجدناه فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والصين عندما انتقلت من مرحلة إلى مرحلة وتم صناعة منظومة قسم جديدة ساهمت بطريقة كبيرة فى تحقيق التقدم.
ومن جانبه قال احمد كمالي نائب الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ، انها حريصة دائما على التواجد والمشاركة فى كافة الفعاليات التى تقدمها كلية سياسة و اقتصاد جامعة القاهرة .
اشار أحمد كمالى ، إلى أنه على مدار الثلاث سنوات الماضية شهد العالم عدد من القضايا الحادة ، وعندما بدأ الاقتصاد العالمى فى التقدم قامت الحرب الروسية الاوكرانية و هذا اثر بالسلب على العديد من المجالات مثل الطاقة و الاقتصاد و غيرها .
لذلك قامت الدولة المصرية بتقديم مجموعة خطط سياسية للتقليل من التأثير السلبى الذى حدث ، مثل التقليل من اثار فيروس كورونا و العمل على التعافي السريع .
وتابع " كمالى " ان الازمة الروسية الاوكرانية جعلت مصر تتعامل مع الأزمات بشكل جيد والتعامل السريع معها و تخطيها ، مؤكدا أن الدولة المصرية وضعت استراتيجية التنمية المستدامة و العمل على تحديث هذه الإستراتيجية لتعزيز قدرة الدولة على التعافي .
كما اضاف أنه كان من المتوقع أن تصبح نسبة النمو الاقتصادى خلال عام 2012 هى ٦,٤٪ قبل الحرب الروسية الاوكرانية لكن نتيجة التأثيرات السلبية من المتوقع ان ينخفض النمو إلى ٦٪.
ألقت الدكتورة سلوى طبالة، كبير مستشارى الحوكمة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، كلمة ليزلى رييد، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى القاهرة، بالمؤتمر السنوى لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
وقالت: إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في شراكة مع مصر لبناء اقتصاد قادر على التنافس دولياً لأكثر من أربع عقود ومن خلال جميع مشروعاتنا، بما في ذلك مشروع الحوكمة الاقتصادية.
وأضافت، خلال كلمتها التي ألقتها خلال المؤتمر السنوى لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، نعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة المصرية لتعزيز النمو الاقتصادي، والتعليم، والصحة والحوكمة، وذلك كله للشراكة من أجل خلق فرص واعدة للشعب المصري.
وتابعت: "من خلال تعاوننا، نسعى إلى تعزيز ودعم الإسهامات والرؤى التنموية التى يقدمها المسئولون الحكوميون، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص... وبالطبع الأكاديميين".
وأوضحت، أن مشروع الحوكمة الاقتصادية هو مشروع مدته خمس سنوات بميزانية تقدر بنحو 37 مليون دولار أمريكي يهدف إلى تعزيز الحوكمة الاقتصادية وتعزيز الجهود المصرية للحد من الفساد، وتحسين فعالية ومساءلة المؤسسات العامة، ومن ثمّ تشجيع الاستثمار في الاقتصاد المصري.
بينما أكدت الدكتورة سميحة فوزى، وزيرة التجارة والصناعة سابقا وأستاذ كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن هناك استخداما مبالغا فيه لمصطلح التنمية المستدامة وتحول هذا المصطلح وكأنه الهدف الرئيسي من الاقتصاد المصري مما جعلنا ننسى طبيعة اقتصادنا والمعوقات والموارد المهدرة في مصر.
وأضافت الدكتورة سميحة فوزى، فى تعليق بجلسة التحول الهيكلي المعاصر ودوره في التنمية المستدامة للدولة المصرية بالمؤتمر السنوى لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن النظرة إلى التنمية المستدامة شيء إيجابي ولكن دون أن نفقد بوصلة مشاكلنا الأساسية وطبيعة الاقتصاد المصري وخصوصيته.
وتابعت: "نواجه بالفعل أزمات دولية سواء جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية ولكن الحقيقة أن الاقتصاد المصري يعانى من مشاكل مزمنة لا بد من حلها بشكل جذري مثل مشكلات قطاعات الصحة والتعليم".
وقالت وزيرة الصناعة السابقة إنه لا بد من التعامل مع المشاكل الاقتصادية المصرية بحجمها الحقيقي للوصول إلى حلول هامة تفيد الدولة المصرية وشعبها.
شهدت جلسات المؤتمر السنوى لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة نقاشا مهمًا بشأن عملات البيتكوين وتأثيراتها المختلفة على اقتصاديات الدول بالإيجاب والسلب.
وانتقدت الدكتورة نجوى سمك، استاذ الاقتصاد ووكيل كلية الاقتصاد للدراسات العليا والبحوث، مقترحات دكتور أمنية حلمي الأستاذ بالكلية، عن مستقبل الاقتصاد المصري في عالم ديناميكي جديد .
قالت الدكتورة نجوى سمك خلال مشاركتها في الجلسة الثانية عن التحول الهيكلي المعاصر ودوره في التنمية المستدامة للدولة المصرية:" لابد للحكومات من فرض مزيد من السيطرة على الأفراد الذين يتعاملون بالبيتكوين لأن بعض الحكومات لا تراهم ولا تستطيع السيطرة عليهم وقد يمثلوا خطرا كبيرا فى المستقبل "
وأضافت الدكتورة نجوى سمك : " العالم كله الآن يصارع في الأسواق النامية على التنمية في سوق العمل المرن مثل أوبر وطلبات وغيرها من التطبيقات " ، وهذه الأسواق الجديدة توفر فرص عمل لكنها تتسبب فى التكاسل وعدم التنظيم في البلاد بين الأفراد".
أكد الدكتور على الدين هلال، وزير الشباب الأسبق وأستاذ العلوم السياسية، أن الحكومة الحالية حققت الكثير من الإنجازات التى لا ينكرها الا جاحد.
لافتا إلى أنه حتى قوى المعارضة لم تقلل من إنجازات الحكومة.
وأشار الدكتور على الدين هلال، فى كلمته بجلسة تمكين الشباب في الدولة الجديدة بالمؤتمر السنوى لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة إلى أهمية الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: "الحوار الوطني هو الطريق الى الجمهوريه الجديدة".
وأوضح الدكتور على الدين هلال، أن الدعوة إلى الحوار الوطني شعور من الدولة المصرية بأن المجتمع دخل في نقطة اختناق والاستمرار في نفس الطريق لن يخرجنا من الأزمة.
وشدد الدكتور على الدين هلال، على أهمية الاستثمار في البشر وضرورة تمكين الشباب، متابعا: "تمكين الشباب هام وهم جوهر القوى العاملة وتمكين الشباب يصبح مفصل من مفاصل انتقال أي دولة من التخلف إلى التقدم".
شهد فعاليات المؤتمر الذى تنظمه الكلية بالتعاون مع مشروع الحوكمة الاقتصادية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وعدد من الجهات الراعية، إقامة 7 جلسات و3 موائد مستديرة، بمشاركة لفيف من الوزراء والبرلمانيين والشخصيات العامة ورجال الدولة، ومنهم الأستاذة الدكتورة هالة حلمي السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والأستاذ الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والأستاذة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والأستاذ الدكتور محمود محي الدين المبعوث الخاص للأمم المتحدة لأجندة التمويل 2030 ورائد المُناخ للرئاسة المصرية، والأستاذ الدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، ودكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، ومحمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، والأستاذ الدكتور فخري الفقي رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، والسيدة ليزلي ريد مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالقاهرة.