شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة لعدد من كبار الكتاب والمهتمين بشؤون الطفل هجوما عنيفا على منصة ديزني بالعربي، متهمين إياها بالمساعدة في نشر "المثلية الجنسية" من خلال بعض الأعمال المعروضة على المنصة، مما أثار قلقا في نفوس الأباء والأمهات خوفا على أطفالهم من الثقافات الغربية المخالفة لثقافتنا المصرية وتقاليد مجتمعنا وأخلاقه.
حماية المجتمع وقيمه ومبادئه
وللحفاظ على تماسك المجتمع وحماية قيمه ومبادئه وأطفاله أيضا من العنف والفتن، اجتمع الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، مع عدد من كبار الكتاب ورؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية والإعلاميين والصحفيين ومسئولي القنوات الفضائية، في جلسة حوارية، حول "مكافحة مواقع العنف وإثارة الفتن".
وخرجت الجلسة بعدة توصيات أهمها، حث المؤسسات الصحفية التي تمتلك مواقع الإلكترونية على إنتاج محتوى متناسب حديث وتوعوي لفئة الأطفال والمراهقين، ودعم الحريات الإعلامية وحماية حرية الرأي والتعبير والإسراع بإصدار قانون حرية التداول المعلومات، والسرعة في اتخاذ الإجراءات التشريعية لوضع آليات لما يتم تناوله على منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك تطبيق عقوبات مشددة على حالات اختراق القيم الإنسانية والدين من خلال تفعيل الأكواد الخاصة بالنشر.
الإسراع بإعداد دورات تدريبية متخصصة حول المحتوى الإعلامي والثورة التكنولوجية، ودراسة تجربة المؤثرين والتواصل بين الإعلام التقليدي والسوشيال ميديا وإطلاق المنافسات الإعلامية بقواعد منضبطة، وإسراع المجلس بإصدار الضوابط الخاصة بالمنصات وفقًا للقوانين المعمول لها في مصر، والإسراع بإطلاق مبادرة الإعلام الآمن للطفل، ودراسة إصدار أكواد تقنن استخدام الصحفيين والإعلاميين للبث المباشر بما لا يتعارض مع أخلاقيات المهنة.
ومن جانبه قال أمجد جمال الناقد الفني، إن عنصر الكتابة هو العنصر الأهم في إنتاج محتوى خاص بفئة الأطفال، معقبا: "لدينا الكثير من الكوادر والكتاب، وفي الأسواق كثير من مجلات الأطفال والقصص والقصص المصورة، التي ينتجها كتاب ورسامين جيدين من الشباب الذين يستطيعوا تقديم محتوى جيد للطفل، لكنها لم تعد تباع كما في السابق؛ لأن الأ لم يعد لديهم ميولا للقراءة، لكن الكوادر نفسها موجودة ومن الممكن الاستعانة بها".
وأضاف جمال - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن السبب وراء عدم وجود محتوى مصري خاص بالأطفال أن صناع المحتوى غير قادرين على اكتشاف السوق وتكوين وجهة نظر عن الفئة والسوق، الذي سيقدم له هذا المنتج.
طريقة وصول المحتوى للطفل
ولفت: "نحن نحتاج الأن محتوى مناسب للأطفال ولأعمارهم وفي نفس الوقت مناسب لثقافتنا المصرية، ولكن صناع المحتوى لا يستطيعون تحديد الطريقة التي سيصلون بها للأطفال سواء كانت سينما أو تليفزيون، أم عن طريق الإنترنت والموبايل والتابلت والتطبيقات".
وتابع جمال، أنه من قبل كان الأطفال يشاهدون التلفاز والقنوات والكرتون وفقرات الأطفال التي تتخلل البرامج، أما الأن لا يعلم القائم على المحتوى أين الأطفال حتى يتوجه لهم وهذا يخلق صعوبة في انشاء محتوى خاص بالأطفال.
وأوضح أن ديزني تستطيع أن تصل للأطفال؛ لأنها عريقة وتعمل منذ عشرات السنوات واكتسبت سمعة وشخصياتها مشهورة ومحبوبة لذلك تستطيع جذب الأطفال، معقبا: "يجب أن نجد طريقة لجذب الأطفال سواء عن طريق السينما أو الإنترنت".
وأكد جمال، أن الكوادر متوفرة بالطبع في مصر وتستطيع تقديم محتوى للأطفال، ولكننا نجهل اهتمامت جيل ألفا، مواليد ما بعد العام 2000، فإذا علمنا كيف نتوجه لهم وخلقنا السوق حينها سيكون هناك حافز لصانع المحتوى بأن يصل للأطفال ويقدم لهم المزيد وهذا ليس متواجد لدينا.
يذكر أنه تم منع عرض فيلم الرسوم المتحركة "Lightyear" أحدث أفلام ديزني في العديد من الدول العربية بسبب مشاهد المثلية الجنسية، بعد أن رفضت شركة ديزني حذف المشاهد.
ويتناول الفيلم قصة حارس الفضاء "باز يطير"، الذي ظهر في سلسلة أفلام "ديزني" الشهيرة، وبسبب مشاهد لقبلة بين شخصين من مثليي الجنس ضمن أحداث الفيلم، تم رفض الفيلم في عدة دول رقابيًا، منها الكويت والبحرين والسعودية والإمارات والأردن.
ويتخلل فيلم الأطفال "lightyear"، لقطة لـ قبلة "مثلية" بين امرأتين، وهو ما أثار جدلا كبيرا حول العالم، خاصة أن الفيلم مخصص لفئة الأطفال.