كأنها على موعد مع القدر لعقد قرانها في الجنة، ارتدت بوسي فستان وردي جميل وسط زغاريد أهل قريتها "البياض مركز دسوق محافظة كفر الشيخ"، استعدادا لعقد قرانها على حب عمرها، حضر العريس واستقبلته بوسي بابتسامة حب وشوق، والتقطت له صورة بهاتفها المحمول ثم دخلت غرفتها وطلبت من الجميع مغادرة الغرفة لتهيئة نفسها قبل التوقيع على عقد القران، وأتم المأذون مراسم عقد القران ودخل شقيقها للحصول على موافقتها ـ حسب الشرع ـ إلا أنه وجدها ساكنة وعلى وجهها ابتسامة رضا بلقاء الله، بعد أن فاضت روحها الى بارئها، ليتم استبدال الفستان بالكفن وتشيع الى مثواها الأخير.
صدمة في ليلة العرس
لقيت الفتاة بوسي كامل أبو أحمد، مصرعها فجأة، أثناء عقد قرانها بمنزلهم بقرية البياض التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وسط المدعوين من أسرتها وأصدقائها، وهي مرتدية فستان عقد القران، وعلى وجهها الابتسامة، دون أن تكون مصابة بأي أمراض، لتترك الجميع في حالة ذهول.
استقبلت بوسي خطيبها لحظة دخوله المنزل والسعادة واضحة على قسمات وجهها، والتقطت له صورة بهاتفها المحمول، وجلس خطيبها مع الرجال، بينما عادت العروس مرة أخرى مع السيدات، ثم دخلت غرفتها مع حضور المأذون، الى أن حانت اللحظة الحاسمة، حينما طلب المأذون بوسي لكي توقع، ودخل عليها شقيقها رغم علمه بالنتيجة، حيث تحب العروس خطيبها بشدة، ليفاجأ بسقوطها على الأرض مغشي عليها.
شقيق العروس: كان لدينا أمل أن تعود للحياة
قال محسن كامل أبو أحمد، شقيق العروس، إن شقيقته بوسي، لقيت ربها، أثناء عقد قرانها، وكانت ترتدي ثوب عقد القران وسط الفتيات والسيدات، وكان في ذلك الوقت يتم التوقيع على قسيمة الزواج من العريس والشهود، وعندما طلب المأذون توقيعها، دخلت عليها للحضور والتوقيع على عقد القران.
وأضاف محسن بحزن: عندما تحدث معها فوجئت بمفارقتها للحياة، وعلى وجهها ابتسامة رضا بقضاء الله، وجرى نقلها إلى مستشفى دسوق العام، وبتوقيع الكشف الطبي عليها تبين وفاتها بسكتة قلبية، وكأنها على موعد بزفافها في الجنة، إذ تسببت فرحتها الشديدة بكتب كتابها في توقف مفاجئ لعضلة القلب، وتوفيت ولم تكن تشكو من ألام أو أمراض، وكان لدينا الأمل أن تعود للحياة، ولكن من فرط الصدمة والذهول على جميع الحضور، خاصة خطيبها أحمد سمير الذي دخل في نوبة بكاء وانهيار جراء ما حدث، ورغم حالة الحزن التي تسيطر على أفراد الأسرة، لكنهم يحتسبونها عند الله شهيدة.
اللحظات الأخيرة
وتابع شقيقها: قبل وفاتها بدقائق كانت سعيدة للغاية، وكانت مبتسمة خلال مراسم إتمام الزفاف، وعند وصول عريسها وقفت أمامه مبتسمة تنظر له بشدة والتقطت له صورة من هاتفها، وكأنها ابتسامة الوداع لعريسها الذي كانت تتعلق به، مؤكداً أن القرية كلها في حزن، وتم تشييع جثمانها، وسط ذهول من الحضور.
واختتم محسن: بوسى كانت تتلقى علاج للقلب وتم منعها من شرب الشاى والقهوة والسهر ولا تتعرض للضوضاء، وكانت من النوعية الحساسة، مؤكداً أن رغم ما تعانى منه إلا أن خطيبها كان مصمم على الزواج منها، وأنه كان يتواجد أثناء تشييع الجثمان، ونظراً للصدمة التى أصيب بها، توجه لمنزله وهو غير مصدق ما حدث له وبوسي.