حكم ترك الحلق والتقصير في الحج سهوا .. قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن الحلق والتقصير من واجبات الحج، مضيفا أنه ذهب جمهور الفقهاء إلى أن التقصير واجب ويجبر تركه بدم.
وأوضح «جمعة» فى فتوى له، أن من نسى الحلق أو التقصير بعد الانتهاء من مناسك الحج عليه أن يذبح شاة جبرًا عن نسيانه لتقصير الشعر.
5 أخطاء يقع فيها الحاج أثناء الحلق والتقصير
قاال الفقهاء إنه يجوز للحاج فعل 4 أمور يوم النحر -أول أيام عيد الأضحى- وهي: رمي جمرة العقبة الكبرى، وذبح الهدي، والحلق والتقصير، وطواف الإفاضة.
واتفق الفقهاء على أن حلق شعر الرأس أو تقصيره واجب من واجبات الحج والعمرة، استدلوا بقوله تعالى: «لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ» [الفتح: 27]. فالله عز وجل جعل الحلق والتقصير وصفًا للحج والعمرة.
ومن السنة النبوية عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما «أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمرًا، فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية». أخرجه البخاري.
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما «أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع» أخرجه البخاري ومسلم، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «لتأخذوا مناسككم»، مع كون فعله وقع بيانًا لمجمل الكتاب.
ومن الأخطاء في الحلق أو التقصير ما يلي: اعتقاد البعض أن من السنة استقبال القبلة عند الحلق، وحلق بعض الرأس، وترك بعضه على هيئة القزع المنهي عنه.
وتحلل البعض قبل الحلق ليحلق في بيته، وهذا خطأ كبير؛ فالتحلل إنما يحصل بالحلق لا قبله، وقيام بعض النسوة بإظهار شعورهن أمام الرجال أثناء الحلق، وشعر المرأة عورة، يجب ستره عن الأجانب، واعتقاد البعض أنه لا يجوز للمحرم أن يحلق أو يقصر شعر محرم آخر يريد التحلل، وهذا اعتقاد خاطئ.
القدر الواجب حلقه أو تقصيره
ذكر المالكية، والحنابلة، أن الواجب حلق جميع الرأس، أو تقصيره كله، واستدلوا بعموم قوله تعالى: «لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ» «الفتح: 27». أي أنه عامٌّ في جميع شعر الرأس، فالرأس اسمٌ لجميعه، ومن السنة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع، أي أنه عامٌّ في جميع شعر الرأس؛ لأن الرأس اسمٌ لجميعه؛ فوجب الرجوع إليه،وقد قال صلى الله عليه وسلم «لتأخذوا مناسككم»، والأصل في الأمر الوجوب.
ورأي آخرون أن حلق جميع الرأس أفضل من تقصيره، واستدلوا بأنَّ الله عز وجل بدأ بالحلق، والعرب إنما تبدأ بالأهم والأفضل، ومن السنة: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم ارحم المحلقين. قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: اللهم ارحم المحلقين. قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: والمقصرين»، بينما رأى إجماع الفقهاء أنه يجزئ التقصير عن الحلق.
وذكر الإمام النووي في "المجموع" (8/ 200): "الأفضل أن يحلق جميع الرأس إن أراد الحلق، أو يقصر من جميعه إن أراد التقصير، وأقل ما يجزئ ثلاث شعرات حلقا أو تقصيرا من شعر الرأس، فتجزئ الثلاث بلا خلاف عندنا، ولا يجزئ أقل منها، هكذا نص عليه الشافعي والأصحاب في جميع الطرق".
الحلق والتقصير للمرأة
لا تؤمر المرأة بالحلق بل تقصر، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس على النساء حلق، وإنما عليهن التقصير».
مقدار تقصير شعر المرأة
تقصر المرأة من شعرها، قدر أنملة الأصبع -وهي مفصل الإصبع- فتمسك ضفائر رأسها، إن كان لها ضفائر، أو بأطرافه إن لم يكن لها ضفائر، وتقص قدر أنملة، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وإنما كان الواجب بقدر الأنملة لئلا يجحف برأسها.