الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عصارات العسل الأسود.. صناعة تاريخية تبحث عن تطوير

صناعة العسل الأسود
صناعة العسل الأسود

 

" العسل الأسود" وجبة تزين مواد الفقراء والأغنياء على حد سواء، لكنها على موائد الفقراء بمثابة وجبة دائمة، كونها مازالت خفيفة على ميزانية الأسر البسيطة، لكن هذه الصناعة التى تميزت بها محافظة قنا و تحديداً مدينة نجع حمادى، تعانى فى الفترة الأخيرة من تراجع كبير و انخفاض فى عدد العصارات التى كانت تعمل فى هذه الصناعة التاريخية.


التراجع ناتج عن أسباب عديدة، على رأسها هجر الكثير من العمالة لهذه الصناعة نتيجة تدنى أجورها، مقارنة بمهن وحرف أخرى، فضلاً عن كونها حرفة موسمية، ترتبط بموسم كسر محصول القصب، ما يجعلها غير دائمة، إضافة لعدم جدية الوعود التى تطلق بين الحين والآخر، عن تحديث و تطوير صناعة العسل الأسود للحفاظ عليها من الإندثار.


وجبة العسل التى يتلذذ بطعمها من يتناولها، لا يدى كم التعب والإرهاق المبذول حتى تخرج له بهذا الشكل، فرحلة صناعة العسل الأسود تبدأ من التعاقد على المحصول، مروراً بعملية النقل وتشوينه بجوار العصارة، و إدخاله على ماكينة العصر، وتركه بالساعات يغلى فى قدور كبيرة حتى يستوى، و انتهاءًا بعملية التعبئة، بواسطة عشرات العمال الذين يعملون لـ عشر ساعات متواصلة.

 

 


 

العسل الأسود صناعة لا يُعرف لها تاريخ محدد، لكنها ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بمدينة نجع حمادى، حتى أن الكثير من الباعة الجائلين بنادون خلال بيع العسل على سياراتهم " عسل نجع حمادى" للتأكيد على جودة ونوعية ما لديهم، كون نجع حمادى، المدينة الأشهر فى زراعة القصب بمحافظة قنا، والتى تستأثر بأكبر عدد من عصارات القصب، ما جعلها أكثر مهارة وحرفية فى هذه الصناعة مقارنة ببقية المراكز.


قال أحمد سمير" صاحب عصارة"العسل الأسود صناعة توارثناها عن آبائنا و أجدادنا، ولا يمكن أن نتخلى عنها، لكنها لم تعد كما كانت، فمتاعب الصناعة جعلت الكثير من العمال يهجرونها بحثاً عن مصادر رزق أخرى توفر لهم عائد مادى مناسب و تكون أيسر و أسهل من العمل فى عصارات القصب، الذى يستغرق وقت طويل، حتى تنتهى مراحل صناعة العسل، لكننا نحاول أن نتغلب على هذا الأمر بالاستعانة بأكبر عدد من العمال و تقسيم العمل فيما بينهم لضمان موافقتهم على العمل، مع تحقيق مطالبهم فى زيادة اليومية.


و تابع سمير، تلقينا الكثير من الوعود حول عمل تيسيرات وتسهيلات لتطوير صناعة العسل الأسود، لكن السنين تمر دون أى تطوير أو اهتمام حقيقى بهذه الحرفة التراثية، التى كانت ومازالت سبباً فى فتح بيوت الكثير من الأسر، وقادرة على الحد من ارتفاع نسبة البطالة، لقدرتها على استيعاب عدد كبير من العمالة، لكن هذا لن يتم إلا بتعاون حقيقى مع الحكومة و القطاع الخاص لتطوير هذه الصناعة، وفتح أبواب للتسويق والتصدير حتى تعود لسابق عهدها.

 

و أضاف على صبحى" صاحب عصارة عسل" العسل الأسود ليس مجرد طعام صحى فقط، لكنه يعتبر علاج للكثير من الأمراض، واعتاد الكثير من الناس على هذه الوجبة، كونها فى متناول الجميع، لكننا فى صعيد مصر لا نجيد التسويق بشكل جيد للعسل، ما يجعل المكسب للتجار الذين يشترون كميات كبيرة ويتولون توزيعها فى محافظات وجه بحرى، لذلك نتمنى أن يكون هناك دور حقيقى للدولة فى تطوير هذه الصناعة.


و أشار صبحى، إلى أن صناعة العسل الأسود تمر بمراحل عديدة، تبدأ بإحضار محصول قصب السكر من الأراضى الزراعية، بعدها يتم تشوينه أو تخزينه بجوار عصارة القصب، وتركه فى الحوش فترة ليجف وتسهل عملية إزالة ما به من أوراق وحشائش، بعدها تبدأ مرحلة غسيل القصب، ثم مرحلة العصر واستخلاص عصير القصب مع تصفيته وترشيحه من أى شوائب، وبعدها يتم إدخاله على قدور نحاسية كبيرة و يخضع لدرجات مرتفعة من الغليان لكى ينضج، و بعدها يتم تصريفه فى أحواض كبيرة لكى يبرد وبعدها تتم عملية تعبئة العسل سواء فى صفائح أو " قلل قناوى" حسب رغبة التاجر الذى يأتى لمشاهدة المنتج النهائي قبل تعبئته.

 

 

صناعة العسل الأسود 
صناعة العسل الأسود 
صناعة العسل الأسود 
صناعة العسل الأسود 
صناعة العسل الأسود 
صناعة العسل الأسود 
صناعة العسل الأسود