الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وعمان ..4 أهداف عليا تحققها زيارة الرئيس السيسي إلى السلطنة

سلطان عُمان والرئيس
سلطان عُمان والرئيس السيسي

تجمع مصر والأشقاء في دول الخليج علاقات قوية، وفي القلب منها سلطنة عمان، وقرر الرئيس عبد الفتاح السيسي القيام بزيارة إلى سلطنة عمان، الإثنين، ليلتقي شقيقه السلطان هيثم بن طارق.

توطيد علاقات الأخوة بين مصر وعمان 

وأعلن ديوان البلاط السُّلطاني بـ سلطنة عمان، أن الرئيس السيسي يقوم بزيارة رسمية إلى السلطنة بعد غدٍ الاثنين تستغرق يومين.

وجاء نص البيان الصادر عن الديوان السلطاني، إنه "توطيدًا للعلاقات الأخوية الراسخة بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية، ودعمًا لأوجه التعاون الثنائي القائمة بينهما، وانطلاقًا من حرص قيادتي البلدين على كلّ ما من شأنه تعزيزها وتطويرها نحو آفاق أرحب لمستقبل أكثر إشراقًا ونماءً وازدهارًا، سيقوم - بمشيئة الله تعالى - الرئيس السيسي بزيارة رسمية لسلطنة عُمان تستغرق يومين ابتـداءً مـن يـوم الاثنين الموافق السابع والعشرين من يونيو لعام 2022م".

ويستعرض "صدى البلد"، أوجه التعاون المصري العماني والدعم الذي تقدمه الدولة المصرية إلى الأشقاء في سلطنة عمان، وحجم التبادل التجاري بين البلدين، خاصة في عهد الرئيس السيسي، وجاءت كالتالي:

وأجرى الرئيس السيسي - خلال شهر أبريل الماضي، اتصالاً هاتفياً مع سلطان عمان، السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، للتهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم، معرباً عن تمنياته للشعب العماني الشقيق بكل الخير والتقدم والاستقرار.

وأعرب السلطان العماني حينها، عن خالص شكره وامتنانه لأخيه الرئيس السيسي، متمنياً لمصر وشعبها دوام التقدم والازدهار. 

زيارات واتصالات متبادلة بين الطرفين 

وقام وزير الخارجية السفير سامح شكري - بزيارة لعمان في يناير الماضي، لترؤس الجانب المصري المشارك في أعمال الدورة الخامسة عشر للجنة المشتركة بين مصر وعُمان، حيث شارك شكري، ووزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي ووزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بعمُان قيس اليوسف في الدورة الثالثة من مجلس الأعمال المصري العماني المشترك، وذلك في حضور رئيس وأعضاء مجلس الأعمال عن الجانبين.

كما تلقى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفيًا من السلطان هيثم بن طارق آل سعيد في شهر يوليو الماضي، تناولا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تناول الاتصال موضوعات العلاقات الثنائية بين مصر وعمان، وذلك في إطار المسيرة المتميزة للتعاون بين البلدين الشقيقين، فضلا عن بحث تطورات عدد من الملفات الإقليمية المختلفة ذات الاهتمام المشترك.

وقام الرئيس السيسي بزيارة لعُمان، في العام 2018، حيث استقبله خلالها الراحل السلطان قابوس بن سعيد  وكبار المسئولين في السلطنة.

وكانت الزيارة حينها، أول زيارة للرئيس السيسي للسلطنة منذ توليه مهام منصبه، وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

وقام وزير الشؤون الرياضية السابق في عمان، الشيخ سعد بن محمد سعيد المرضوف السعدي، والوفد المرافق له بزيارة إلى مصر في 9 أبريل 2017، لحضور اجتماع الصندوق العربي للأنشطة الشبابية والرياضية بمقر جامعة الدول العربية، واستقبله حينها وزير الشباب والرياضة السابق، خالد عبد العزيز، وبحث الجانبان سبل دعم التعاون المشترك بين البلدين.

أول زيارة للسيسي بعهد السلطان الجديد 

ويقول أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور طارق فهمي، إن هناك العديد من العلاقات التاريخية بين الدولة المصرية وسلطنة عمان، ولكن الرئيس السيسي لم يزر عمان في حكم السلطان الجديد، وبالتالي تعتبر تلك الزيارة هامة جدا، حيث أنها "تعزز وتظهر خصوصية العلاقة بين سلطنة عمان ومصر".

وأضاف فهمي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هناك احتمال كبير في زيارة الرئيس السيسي دولة الإمارات وربما الكويت بعد سلطنة عمان، مما يعني حرص مصر على ترتيب العلاقات العربية العربية خاصة خلال هذا التوقيت.

وأشار فهمي إلى أن القاهرة تتواجد دائما في التفاعلات الإقليمية الخارجية، لافتا أن الدولة المصرية سوف تشارك في القمة مجلس التعاون الخليجي قبل لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن تلك الزيارة ستكون لها انعكاسات مهمة، حيث أن القاهرة تستكمل خطواتها بالانفتاح على دول الخليج بأكملها، وتظهر "رسالة غاية في الأهمية أن مصر حاضرة بقوة في أمن الخليج".

وتابع: "زيارة الرئيس لسلطنة عمان سوف يغلب عليها الطابع السياسي أكثر من الاقتصادي، وذلك لأن مصر تشهد علاقة تاريخية بعمان، كما أن السلطان قابوس دعم مصر في مراحل عديدة، ومنها بعد معاهدة السلام وبعد مقاطعة الدول العربية لمصر حينها".

واختتم: "سلطنة عمان تمارس دورا يسمى بـ الحياد الإيجابي في النطاق الخليجي، حيث أن لها انفتاح على إيران وباقي دول الخليج أيضا، إضافة إلى الولايات المتحدة، كما أن لعمان أهمية كبيرة في منطقة الخليج، وهي دولة ليست منحازة، وتتبع سياسة الحياد مع جميع الدول".

الواردات المصرية من سلطنة عمان 

ومن ناحية أخرى، تقوم العلاقات المصرية العمانية على تعزيز التعاون التجاري والصناعي والاستثماري المشترك بين البلدين، وتستهدف تعزيز معدلات النمو الاقتصادي لمصر وعُمان، فيصل حجم التبادل التجاري بين مصر وسلطنة عُمان إلى حوالي 500 مليون دولار . 

وتبلغ الاستثمارات العُمانية بالسوق المصرية  77.5 مليون دولار موزعة على 92 شركة في مجالات الصناعة والسياحة والإنشاءات والزراعة، في حين تبلغ الاستثمارات المصرية بالسوق العماني 680 مليون دولار موزعة على 142 شركة متخصصة في مجالات البنية التحتية ومشروعات الطرق والاستثمار العقاري.

وتتمثل الصادرات المصرية لعمان في منتجات الألبان ،المنتجات الزراعية ،آلات ومعدات الكهربائية، الراتنجات، اللدائن الاصطناعية، محضرات الخضر، منتجات الخزف، المستحضرات الدوائية، المراجل، الزيوت العطرية المنتجات الكيماوية والنحاس ومصنوعاته.

كما تتمثل الواردات المصرية من عمان في الحديد وصلب الفولاذ ومنتجاته، الأسماك والقشريات، آلات وأجهزة ومعدات ومنتجات كيماوية عضوية، بترول ومنتجات بترولية ووقود معدني، وزيوت معدنية.

والجدير بالذكر، أن سلطنة عُمان ساندت مصر بشكل قوى بعد ثورة 30 يونيو، كما حافظ البلدان على الأسس الراسخة لعلاقتهما، بفضل السياسة الحكيمة التي اتبعتها قيادتى البلدين، وهي عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، ورأت السلطنة أن الشعب المصري هو من يقرر مستقبله.

ولهذا جاءت زيارة الوزير المسئول عن الشئون الخارجية السابق، يوسف بن علوي بن عبد الله إلى مصر عام 2013، حيث استقبله الرئيس السابق المستشار عدلى منصور، وخلال الزيارة وجه بن علوي رسالة إلى العالم بضرورة مواصلة دعم الأمن والاستقرار فى مصر والتضامن معها.

المسؤولون العمانيون يقدرون دور مصر

كما يقدر المسؤولون العمانيون على كل المستويات الدور الذي تلعبه مصر في حل الصراعات والنزاعات في المنطقة، وقد قامت مصر بالمبادرة في هذا الشأن في موضوعات مثل مكافحة القرصنة البحرية.

كما يلعب الأزهر دورا رياديا في القطاع الدينى بسلطنة عُمان، وهناك بروتوكول موقع بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والشئون الدينية العُمانية، ويلتقي ممثلوها في إطار اللجنة المشتركة بين البلدين، كما تمتلك مصر ثقلا ثقافيا وإعلاميا ملموسا ومقدرا فى سلطنة عمان.