الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف يكون حجك مبرورًا وذنبك مغفورًا؟ خطيب المسجد الحرام: الإيمان بالله ورسوله

كيف يكون حجك مبرورا
كيف يكون حجك مبرورا

قال الشيخ الدكتور بندر بليلة ، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن الحج من أجَلِّ العبادات وأفضِلها، وأرفعِ الطاعاتِ وأحْفَلِها، وكَفاهُ أنه مُكَفِّرٌ للذنوبِ وجزاؤهُ الجنة.

كيف يكون الحج مبرورا

واستشهد "بليلة" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، بما  قال النبيُّ صل الله عليه وسلم: (من حج لله فلم يرفُث ولم يَفسُق رجع كيوم ولدتُه أُمُّه) وقال عليه الصلاة والسلام: (الحجُّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) أخرجهما البخاريُّ ومسلم.

واستند لما  أخرجه مسلم  أنه سُئل عليه الصلاةُ والسلام: (أيُّ العملِ أفضل؟) فقال: (إيمانٌ بالله ورسوله) قيل: ثم ماذا؟ قال: (الجهادُ في سبيل الله) قيل: ثم ماذا؟ قال: (حجٌ مبرور) ، والحجُّ المبرورُ هو الذي وُفِّيَتْ أحكامُهُ ولا معصيةَ فيه. 

موسم الحج فاحت أنسامه

وأضاف: ها هو ذا موسِمُ الحجِّ قد فاحت أنسامُه، ولاحت أعلامُه، وهاؤُمْ أُولاءِ ضُيوفُ الرحمنِ قد وُفِّقوا لامتثال الأوامر، خرجوا  (رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) قد سَلكُوا سبيلَ الهُدى والرَّشاد، ونالوا الهَنا والمُراد، وعونُ اللهِ لهم مُؤازِرْ .

 وأكد أن الحج  ركنُ الإسلامِ العظيم، وجَمْعُهُ الفَخِيم ورحلةٌ قُدْسية، ونَفحةٌ أُنْسِيَّة، عبادةً وتقوىً وذِكرا، وصَفاءً وبِرًّا وطُهرا ، فيه تجديدُ الصِّلة بالخَلاَّق، وتأكيدُ العهدِ والميثاق، مشيرًا إلى أن مَن تَلَمَّحَ العباداتِ بعين التَّفَهُّمِ عَلِمَ أنها مُلازَمَةُ رَسْمٍ يَدُلُّ على باطنٍ مقصودُهُ تزكيةُ النَّفْس، وإصلاحُ القلب، وتعليقُه بالرب.

أهم دروس الحج 

وأشار إلى أن الحجُّ واحدٌ منها؛ فإنه مَملوءٌ بالدروس الرائعة، والحِكم النافعة، إلا أنَّ فِئامًا من الناس قد غاب عنهم ذلك، فأمْسَكوا الظواهر، وضيَّعوا الجواهر! ، وإنَّ أهَمَّ دُروسِ الحجِ وحِكَمِه: تحقيقُ التوحيدِ وتجريدُهُ لله تعالى، فالبيتُ الحرامُ قد أُقيم على التوحيد.

وتابع:  وأُسِّس على الهُدى، بَناه أبو الأنبياء، وإمامُ الحُنفاء إبراهيمُ عليه السلام، وأُمِر في ذلك ألا يُشركَ بالله، بأن يُخلِصَ لله عملَه، ويُقيمَ البيتَ على اسم الله، لما قال سبحانه ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ).

واستطرد: وكان يدعو حين بنائه قائلا: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ)، لافتًا إلى أن أعمال الحجِّ ووظائفُهُ مَبْنيةٌ على التوحيد، مُرَسِّخةٌ له، ذُلاً لله وخُضوعا، وتوكُّلاً عليه وخُشوعا، وإفرادًا له سبحانه بالعبادة دون مَن سواه.

تخلية من الرذائل

ونبه إلى أن في الحج تخليةٌ للنفس من الرذائل، وتربيةٌ لها على الفضائل، تربيةٌ على التقوى، وترويضٌ على الطاعة، وتنشئة على حُسْنِ التعامُلِ وجميلِ الأخلاق ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ).

وأفاد بأنه في الحج يتجلَّى مَشهَدُ الوَحدةِ الإسلامية، والأُخوةِ الإيمانية، وذاك أَمْرُ ربِّنا تعالى بقوله (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ) (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ونبيه صلى الله عليه وسلم هو القائلُ في حَجة الوداع ( إن ربَّكم واحد، وأباكم واحد، ألا لا فضلَ لعربي على عَجَمي، ولا لعَجَمي على عربي، ولا لأسودَ على أحمر، ولا لأحمرَ على أسودَ إلا بالتقوى) أخرجه الإمامُ أحمد.