هل من الأفضل أن يضحي المسلم كل عام بجدي حجمه صغير أم يضحي كل ثلاث أعوام بكبش ثمين ؟ .. سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال البث المباشر عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
هل الأفضل الأضحية بجدي كل عام أم كبش ثمين كل 3 سنوات؟
وقال الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الأضحية سُنة، وهذه السنة تقضى عند الاستطاعة، ممكن بجدي أو خروف أو الاشتراك بسبع في بقرة، والأضحية بجدي ينبغي ألا يقل عن سنة، وإذا كان المضحى به خروف فلا يقل عن ست شهور، عجل لا يقل عن 350 قبل الذبح.
ولفت إلى أن الجدي سليم من الأمراض وبلغ عاماً يضحى به، لأن الذبح كل عام أفضل، موضحاً أن الفكرة ليست لحمة، وأن المسألة مرتبطة بكونها شعيرة والثواب يؤتى بإراقة الدماء، لبيان الله تعالى أنه لا ينال لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم.
هل يجوز الذبح بنيتين ؟
أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا يجوز للمضحي أن يجمع بين النية بالأضحية والعقيقة، وأوضحت أن الأصل في النذر أن يؤدي كما نذر، ولا يجوز لك الجمع بين الأُضْحِيَّة والنذر في هذه الذبيحة، فهذه الذبيحة تقع عن النذر، وإذا أردت الأضحية فعليك بذبيحة أخرى عنها.
وقالت الإفتاء إنه لا يجوز ذبح الهدي في أثناء الحج بنية الأُضْحِيَّة مع الهدي؛ لأن سبب مشروعية كل منهما مختلف ولا يقبل التداخل، فالأُضْحِيَّة مشروعة لشكر الله تعالى على سبيل الندب، أما ما يذبح في الحج فقد يكون واجبا كهدي التمتع، وهو واجب بسبب ترك الإحرام بالحج من الميقات؛ لأن المحرم يحرم لحجه من مكة، وكهدي القِران، وهو للجمع بين الحج والعمرة في سَفرة واحدة، وهو واجب أيضًا، وكالذبح لترك واجب من واجبات الحج، أو كفارة عن فعل محظور من ممنوعات الحج، وكلاهما واجب، وقد يكون ما يذبح في الحج قربة وليس بواجب كمن يهدي تطوعا لفقراء الحرم، وكل هذا مخالف للغرض من الأُضْحِيَّة.
ولفتت دار الإفتاء إلي انه لا تجزئ الأُضْحِيَّة عن العقيقة وهو قول المالكية والشافعية والرواية الأخرى عن الإمام أحمد، وهو المفتى به.
وفى كتاب مسائل أحمد بن حنبل (المتوفى: 241هـ) رواية ابنه عبد الله: [قَالَ سَأَلت أبي عَن الْعَقِيقَة يَوْم الأضحى وَهل يجوز أن تكون أضْحِية وعقيقة، قال: لا، إما أُضْحِيَّة، وإما عقيقة على ما سُمى].
وحجة هؤلاء: أن كلاً من الأُضْحِيَّة والعقيقة ذبحان بسببين مختلفين، فلا يقوم واحد منهما عن الاثنين معا، كدم التمتع ودم الفدية.