الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عالم أزهري: العشر الأوائل من ذي الحجة تجتمع فيها أمهات العبادات

الشيخ صفوت عمارة
الشيخ صفوت عمارة

قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، إنّ اللَّه عزّ وجلّ جعل لعباده مواسم للطاعات، تكون أكثر ثوابًا وأعظم أجرًا، ينافسون فيها فيما بينهم، ويكثرون فيها من الأعمال الصالحة، ليتقربوا إلي خالقهم بالعمل الصالح، ومن هذه الأزمنة أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، التي أقسم اللَّه عزّ وجلّ بها في القرآن الكريم لعظم مكانتها وفضلها؛ فقال: {وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 2،1]، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، وقد بيّن العلماء أنَّ أيام العشر من ذي الحجة أفضل الأيام، وليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان هي أفضل الليالي.

 

وتابع «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ أيام العشر الأوائل من ذي الحجة تجتمع فيها أمهات العبادات؛ من صلاةٍ، وصيامٍ، وحجٍّ وغيرها، ولا يكون ذلك في غير العشر من أيام العام، ولذلك اختصها اللَّه بمزيد من الفضل وزيادة الأجر؛ لشحذ الهمم، وتجديد العزائم، والمسابقة في الخيرات والتعرض للنفحات؛ ففيها يوم عرفة يوم الحج الأكبر الذي تُغفر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتق فيه الرقاب من النار، وورد في بيان فضلها وفضل العمل الصالح فيها عن غيرها، حديث عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «ما العملُ في أيامٍ أفضل منها في هذه» يعني العشر، قالوا: ولا الجهادُ؟ قال: «ولا الجهادُ، إلَّا رجلٌ خرج يُخاطرُ بنفسه وماله، فلم يرجِع بشيءٍ» [رواه البخاري]، وفي هذا الحديث يبيَّن لنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عظم مكانة العشر الأوائل من ذي الحجة وفضلها على غيرها من أيام العام، وأجر العمل الصالح فيها يتضاعف ما لا يتضاعف في سائر الأيام، إلَّا رجلٌ خرج مخاطرًا بنفسه وماله في سبيل اللَّه، ففقد ماله وفاضت روحه في سبيل اللّه.

 

وأشار «عمارة» إلى استحباب كثرة الذكر في عشر ذي الحجة، كما قال اللَّه تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 28]، وكما ورد في حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «ما من أيامٍ أعظمُ عند اللّه ولا أحبُّ إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» [رواه أحمد]، والتهليل هو قول لا إله إلَّا اللّه، والتكبير هو قول اللّه أكبر، والتحميد هو قول الحمد للّه.

 

وأضاف «عمارة» أنّ هذه الأيام لا تُتاح كل عامٍ إلَّا مرةً واحدةً؛ فعلينا جميعًا أغتنامها بالأعمال والأقوال الصالحة؛ فعلينا جميعًا أن نسارع بالتوبة، والإكثار من الدعاء، وقراءة القرآن، والمحافظة على الصلاة في جماعة، والإكثار من النوافل، والصدقة، والذكر؛ قال الإمام ابن القيم: القلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة فإذا ذكر الله ذابت هذه القسوة كما يذوب الرصاص فى النار؛ فنسأل اللَّه أن يعيننا على اغتنام عشر ذي الحجة على الوجه الذي يرضيه.