الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبر سعيد لأوكرانيا .. الاتحاد الأوروبي يقبل ترشح كييف| هل تقف روسيا متفرجة؟

أوكرانيا والاتحاد
أوكرانيا والاتحاد الأوروبي

اتخذ الاتحاد الأوروبي اليوم قرارا جريئا، حيث أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، موافقة زعماء الاتحاد الأوروبي على ترشيح أوكرانيا ومولدوفا لعضوية الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يعد تحدي صارخ لروسيا.

هذا القرار الذي علق عليه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، واصفا إياه بالتاريخي والفريد، حيث قال إن منح أوكرانيا صفة مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي لحظة فريدة وتاريخية.

إشادة ماكرون بالقرار

كما قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن قرار منح أوكرانيا ومولدوفا وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي كان إشارة قوية لروسيا.

وتابع: "أعتقد أن الرسالة التي يتم إرسالها بوضوح شديد اليوم هي رسالة قوية للغاية، تتسق مع ما تمكنت أوروبا لدينا من القيام به منذ اليوم الأول للصراع، أي الرد بشكل سريع وتاريخي و بطريقة موحدة".

وأضاف أن القرار يرجع إلى الشعب الأوكراني الذي “يقاتل من أجل قيمنا” ولمولدوفا بسبب “كرمها” في سياق الحرب.

فرح أوروبي بالقرار

وعلق العديد من القادة الأوروبيين على القرار واصفين إياه باليوم العظيم والتاريخي، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على تويتر: "مسرورة جدًا بتأييد القادة لآرائنا، ويتعين على أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا القيام بعمل قبل الانتقال إلى المرحلة التالية من العملية، أعلم أنهم سيتحركون بسرعة، إنهم يعرفون مدى أهمية هذا بالنسبة لديمقراطياتهم واقتصاداتهم ومواطنيهم".

وتابعت: "هذا القرار يقوينا جميعًا، إنه يقوي أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا في مواجهة الإمبريالية الروسية، ويقوي الاتحاد الأوروبي لأنه يظهر للعالم مرة أخرى أننا متحدون وأقوياء في مواجهة التهديدات الخارجية".

ومن جانبها، قالت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، "في الجانب الصحيح من التاريخ، مبروك لشعب أوكرانيا ومولدوفا، اليوم أعطينا الأمل من أجل الحرية، من أجل الديمقراطية، من أجل مستقبلنا".

كما قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن القرار يمثل بداية رحلة طويلة نسير فيها معًا، مضيفا أن أوكرانيا ستنتصر، ينتمي الشعب الأوكراني إلى الأسرة الأوروبية. وأن مستقبل أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي.

وعلق أيضا رئيس وزراء لاتفيا، كريشانيس كاريش، على قرار موافقه أوكرانيا ومولدوفا للترشح لعضوية الاتحاد الأوروبي، قائلا: "اتخذت المفوضية الأوروبية اليوم قرارًا تاريخيًا لمنح حالة الدولة المرشحة للاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا ومولدوفا، إنها الخطوة التالية في حلمهم الأوروبي، وسنكون جنبًا إلى جنب معك في عملية التكامل الأوروبي الإضافية، ندعم ونشارك تجربتنا".

كما وصف الرئيس الليتواني، جيتاناس ناوسودا، ذلك بأنه نصر كبير لأوكرانيا وللاتحاد الأوروبي! وقرار مهم للغاية وفي الوقت المناسب.

ووصف الرئيس الروماني، كلاوس يوهانيس، القرار، بأنه "إنجاز تاريخي وقرار يجلب الأمل والثقة في مستقبل الاتحاد الأوروبي لشعوب هذه البلدان ومسؤولية كبيرة تجاه قادتها".

سنوات على الانضمام الكلي

وفي هذا الإطار، قال بسام البني، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المقيم بروسيا، إن وضع الدول المرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي يأخذ سنوات طويلة.

وأضاف البني في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك تصريح صدر من أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي كان يستهزئ بأوكرانيا ويقول إنه سيتم انضمامها حتما بعد نصف القرب الواحد والعشرين إي في عام 2050.

وتابع: "ذلك يعني أن قبول وضع المرشح لا يعني القبول، كما أن هناك إجراءات بيروقراطية أوروبية طويلة بشأن الانضمام".

وأشار إلى أن تركيا حتي الآن مرشة لعضوية الاتحاد الأوروبي وهي متقدمة منذ وقت طويل، وهناك ملفات يجب أن تلتزم بها الدول قبل الانضمام منها حقوق الإنسان وإصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية وغيره، لذلك لن يكون دخول أوكرانيا قريب.

ولفت ألبني أن أوكرانيا لديها من المشاكل ما يمنع الاتحاد الأوروبي من ضمها، ولكن صفة المرشح هي جائزة ترضية لمعاداتها لروسيا والحرب معها.

عدم معارضة روسية

وأوضح المحلل السياسي، أن الموقف الرسمي الروسي لا يعارض انضمام أوكرانيا أو مولدوفا للاتحاد الأوروبي، لأنه اتحاد اقتصادي وليس عسكري وهناك فرق كبير.

وأشار أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيكون بمثابة عبء كبير على الاتحاد الأمر الذي سيؤدي إلى انهيارهم.

وتابع: "سيكون هناك ضغط على الاتحاد الأوروبي وليس على روسيا، لأن أوكرانيا دولة الآن أصبحت دولة نامية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وهي في حالة حرب أيضا، لذلك أوروبا ستفرح إذا لم تنضم كييف إليها".

إجراء إصلاحات أولا

ومن جانبه، قال رامي إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية، إن منح مولدوفا وأوكرانيا صفة المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي لا يعني أنهما حصلا على العضوية أو أنهما قد ينضمان مستقبلا، خاصة وأن هذه العملية قد تستغرق سنوات بالإضافة إلى ضرورة موافقة الدول الأعضاء بالإجماع.

وأضاف إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الترشح لعضوية الاتحاد الأوروبي خطوة أولى على طريق طويل نحو الانضمام  الكامل، لأنه سيكون على مولدوفا وأوكرانيا إجراء العديد من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تتوافق مع شروط العضوية.

تلاعب بأوكرانيا ومولدوفا

وتوقع إبراهيم أن تكون وعود الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا ومولدوفا بالانضمام، عملية "تلاعب" بالدولتين لتحقيق مكاسب سياسية على حساب روسيا، وأيضا تشجيع أوكرانيا على الاستمرار في الحرب لاستنزاف روسيا عسكريا واقتصاديا بتعليمات من الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار الباحث في الشؤون الدولية، أن الاتحاد الأوروبي أراد أن يبرهن على دعمه لأوكرانيا سياسيا وتسهيل عملية دعمها اقتصاديا وعسكريا في مواجهة روسيا رغم أن ذلك لا يضمن عملية التدخل المباشر من الاتحاد الأوروبي ضد موسكو ولا يضمن عدم غزو روسيا لمولدوفا وغيرها من الدول الراغبة في الانضمام، طالما أن هذه الدول لم تصبح عضويتها كاملة.