في مثل هذا اليوم قبل 11 عاما وبالتحديد في 23 يونيو عام 2011، توفي الشيخ أبو العينين شعيشع، صاحب الصوت المميز في تلاوة القرآن الكريم، حيث لقبوه بـ"ملك الصبا" و"كروان التلاوة" نظرا لنبرة صوته الحزينة في التلاوة.

أمضى الشيخ شعيشع 80 عامًا من عمره الذي بلغ 89 عامًا في خدمة القرآن الكريم حفظًا ودرسًا وتلاوة، حيث بدأ حفظ وتلاوة القرأن الكريم منذ أن كان طفلا، كما كان أصغر قارئ يلتحق بإذاعة القرآن الكريم.

ملك الصبا

لُقب أبو العينين شعيشع بـ "ملك الصبا" نسبة إلى مقام الصبا الحزين وهو من مقامات النغم"، حيث أطلق عليه الناس هذا اللقب بسبب نبرة صوته التي اختلفت في التاسعة من عمره عقب وفاة والده والتي كانت سببًا في اختلاف طريقة تلاوته للقرآن الكريم، حيث انكسر قلبه وخشع صوته، وكان لذلك أعظم الأثر في بث الوتر الحزين الذي يظهر في قراءته.

تحويل مسار

كان شعيشع قارئ القرآن الأول بالإذاعة المدرسية، حيث كان يستقبل الزائرين بتلاوات القرآن الكريم، لذلك نصح مدير مدرسته "منير جرجس" ومعه مجموعة من الأعيان، والدته بأن تهبه لقراءة القرآن وتسلمه للكتاب، وهو ما حدث بالفعل على الرغم من أن ذلك كان يتعارض مع حلم والده المتوفي بأن يكون ظابطًا، إلا أن أبو العينين غير مسار حياته بعد وفاة والده من التعليم فقط إلى العمل وحفظ القرآن الكريم.

أصغر قارئ بالإذاعة

التحق الشيخ أبو العنين شعيشع بالإذاعة عام 1939م، خلال إحياء ذكرى وفاة الشيخ الخضري، من كبار علماء الأزهر الشريف، وسمعه هناك الشيخ عبد الله عفيفي، والذي كان إمام الملك، فأعجب به وقرر تقديمه للإذاعة المصرية وبالفعل تعاقدت الإذاعة معه وكان يعد أصغر قارئ للقرآن حينها حيث كان عمره 17 عامًا فقط.

مشاركته بالسينما

تردد صوت الشيخ أبو العينين شعيشع في عدد من الأفلام المصرية ليؤدي في بعضها الآذان، ويتلو القرآن الكريم في البعض الآخر وكان أول ظهور له في فيلم "النائب العام" 1946م كقاريء وطالب أزهري مقيم للشعائر، أرسلت له مشيخة الأزهر برئاسة الشيخ مصطفى عبد الرازق خطاب شكر على دوره في هذا الفيلم الذي أثبت فيه مدى ثقافة رجل الدين في العصر الحديث، كما شارك بعدها في عدد من الأفلام منها "آمنت بالله" و"غضب الوالدين".