الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انقلب السحر على الساحر.. الاقتصاد الأوروبي يتراجع بسبب العقوبات الاقتصادية وأسعار الطاقة.. تفاصيل

أرشيفية
أرشيفية

تزداد التوترات السياسية والاقتصادية على الصعيد العالمي بعد الأزمة الروسية الأوكرانية وزيادة أسعار الطاقة والغذاء بشكل كبير مما أدي إلى وجود حالة من التضخم في اقتصاديات العالم أثرت بشكل كبير على العديد من الدول خاصة الدول الأوروبية والدول الناشئة.

وتشكل أزمة الطاقة لأوروبا هاجسا كبيرا وسببا في وضع اقتصادي محرج لهم مما ترتب علية زيارة الأسعار بشكل كبير خلال الأيام الماضية وشكل عبئا على المواطن والحكومة.

وترجع العديد من المحللين زيادة أسعار الطاقة في أوروبا إلى العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة على روسيا بهدف استنزاف اقتصاديها، ولكن موسكو ردت على هذه العقوبات بقطع الإمدادات الغاز على بعض الدول الأوروبية مثل فنلندا وانخفاض إمداداتها للبعض الآخر مثل ألمانيا، مما وضع الغرب في موقف متأزم أمام العالم ولجأت لطرق بديلة لتعويض الغاز الروسي وعدم قطع الكهرباء عنهم مثل الفحم واللجوء إلى دول آخري مثل إسرائيل ومصر والجزائر وغيرهم.

تراجع اقتصادي كبير

ومن جانبها، أفادت وكالة "رويترز" للأنباء، بأن ألمانيا وبعض دول أوروبا الأخرى يواجهون تراجعا اقتصاديا ناجما عن أزمة إمدادات الغاز بسبب العقوبات المناهضة لروسيا.

وأشارت إلي أنه في حالة الأزمات تسعى أوروبا إلى زيادة الإمدادات عبر خطوط الأنابيب من بلدان ثالثة، النرويج أو أذربيجان، لكن معظم المنتجين البديلين قد وصلوا بالفعل إلى الحد الأقصى في الإنتاج. 

كما أنه من غير الممكن زيادة حجم واردات الغاز الطبيعي المسال، حيث لا توجد بنية تحتية كافية لتلبية الطلب بالكامل.

تطلق النار على نفسها

وفي هذا الإطار، قال طارق البرديسي، المحلل السياسي، إنه كان من المتوقع أن يكون هناك تراجع اقتصادي بالنسبة للدول الأوروبية بسبب الغاز الروسي مما ترتب علية ركود اقتصادي ورفع أسعار الطاقة والأسمدة والغذاء وغيرها من المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها أوروبا الآن.

وأضاف البرديسي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن أوروبا تطلق النار على قدميها وتقوم بتعجيز نفسها، وهي مثلها مثل رجل أراد أن يضر أمرأته فأضر نفسة، الآن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على روسيا لم تؤدي إلى خسائر كبري بالاقتصادي الروسي بل أنعشت خزانتها بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.

وأشار إلى أن المتوقع أن يحدث الآن أن أوروبا توشك أن تنهار بسبب وجود تناقض كبير في سياسات الدول الأوروبي بعضها لبعض، وهذا يظهر في موقف الدول الأوروبية الشرقية التي تريد التصعيد في مقابل الدول الغربية ومنها ألمانيا وفرنسا التي تريد حلا دبلوماسيا.

انقسامات وخلافات أوروبية

ولفت البرديسي إلى أن فرنسا التي تقود الاتحاد الأوروبي سياسيا الآن لديها أزمة نتيجة الانتخابات البرلمانية والنتائج الكارثية التي لا تأتي في صالح الرئيس إيمانويل ماكرون، مما سيكون هناك اضطرابات في فرنسا ولن تستطيع قيادة الاتحاد الأوروبي في هذه الفترة.

وتابع: "أما عن ألمانيا التي تعتبر أكبر الدول الأوروبية الاقتصادية، توجه قدراتها المالية لتكوين جيش ألماني جديد ورفع معدلات الإنفاق العسكري والصناعة العسكرية لتستطيع الدفاع عن نفسها".

وأختتم: "نتيجة كل هذه الصراعات والخلافات السياسية في أوروبا فمن المتوقع أن تتشظي وتنقسم في الأيام المقبلة".