الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاحتلال يعاني الانشقاق.. توقعات بعودة نتنياهو والأحزاب تتصارع| ماذا يحدث؟

بنيامين نتنياهو ونفتالي
بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت

تزداد التوترات السياسية الداخلية في دولة الاحتلال الإسرائيلي يوما بعد يوم، فالدولة التي كثيرا ما تباهت أنها رمز الديمقراطية في الشرق الأوسط والاستقرار السياسي الآن تعيش حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وانقسام في أحزابها السياسية.

حيث أظهرت استطلاعات رأي أن إسرائيل تتجه إلى طريق مسدود مرة أخرى في الانتخابات الخامسة المقبلة مثلما حدث في الانتخابات السابقة.

انقسام بالداخل الإسرائيلي

ووفقا لتقارير صحفية، فإن استطلاعات الرأي التلفزيونية التي أجريت، أظهرت أن الكتلتين السياسيتين المتنافستين في الانتخابات، ما زالتا في طريق مسدود، رغم أنها وجدت أن كتلة الأحزاب الموالية لزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو تسير أفضل مما كانت عليه في انتخابات 2021.

وتوقعت الاستطلاعات أن الائتلاف الحالي والكتلة الدينية اليمينية التي يتزعمها نتنياهو لن يحصلا على أغلبية 61 مقعدًا في الكنيست المكون من 120 عضوًا على افتراض عدم وجود تغييرات في مجموعة الأحزاب والتحالفات في الأشهر المقبلة.

وكانت التقارير قد أشارت إلى تصريحات رئيس الوزراء المنتهية ولايته نفتالي بينيت، التي أعرب فيها عن استعداده للجلوس في حكومة بقيادة نتنياهو قبل الانتهاء من ائتلافه.

وأوضحت أنه تم بث الاستطلاعات بعد يوم من إعلان بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد أنهما سوف يتحركان لحل الكنيست، بعد أن أدت الانشقاقات المتعددة من الأحزاب في الائتلاف الحاكم إلى جعلها غير قادرة على الاستمرار في الحكم.

توقعات بعودة نتنياهو

ومن جانبها، توقعت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، أن تفوز كتلة نتنياهو بـ 60 مقعدا من أصل 120 في الكنيست، بينما ستحصل أحزاب الائتلاف على 54 مقعدا إذا أجريت الانتخابات اليوم.

وقد توقعت أيضا "القناة 12" الإسرائيلية التلفزيونية، بحصول معسكر نتنياهو على 59 مقعدا مقابل 56 مقعدا لأحزاب الائتلاف الحالي.

بينما توقعت "القناة 13" حصول معسكر نتنياهو على 59 مقعدا مقابل 55 مقعدا للائتلاف الحالي، أما بقية المقاعد فسوف تذهب إلى القائمة العربية المشتركة التي لا تدعم أيًا من الكتلتين.

وكان قد حصل معسكر نتنياهو المكون من أحزاب (الليكود، شاس، يهدوت هتوراة، الصهيونية الدينية) على 52 مقعدا في انتخابات مارس 2021.

وأشارت التقارير الصحفية الإسرائيلية إلى أن جميع استطلاعات الرأي التي تمت أمس الثلاثاء، أظهرت أن الليكود هو صاحب أكبر عدد من الأصوات، إذ سيحصل على 35-36 مقعدًا، مقارنة بـ 20-22 مقعدًا لحزب "يوجد مستقبل" برئاسة لابيد، ثاني أكبر حاصل على الأصوات.

ولفتت التقرير إلى أنه قد تدفع نتائج تلك الاستطلاعات الأحزاب التي تقترب من أدنى المعدلات للنظر في تشكيل تحالفات من أجل تجنب تجاوز نسبة الحسم في الانتخابات.

وأضافت أن اثنين من استطلاعات الرأي وجدا أن معظم الذين تم استطلاعهم يفضلون الذهاب إلى الانتخابات بدلاً من رؤية حكومة بديلة يشكلها نتنياهو في الكنيست الحالي.

تفكك الائتلاف الضعيف

وفي هذا الإطار، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية والقيادي بحركة فتح، إن ما جرى خلال الساعات الأخيرة من اتفاق بين بينت ولابيد حول مرور مشروع قانون حل الكنيست بالقراءة التمهيدية يؤكد على أن الأوضاع التي كانت تمر بها حكومة بينت ولابيد لن تسمح لها بالاستمرار في ظل اختلاف برامج وأفكار أعضاء الائتلاف والذى حاول كل حزب من أحزاب الائتلاف تحقيق بعض المطالب حتى وإن كانت على حساب استمرارية هذا الائتلاف.

وأضاف الحرازين في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الإتلاف بين يائير لابيد ونفتالي بينيت وصفه الجميع منذ البداية بالائتلاف الهش الذى لن يصمد في مواجهة أي اختبارات سياسية أو عملياتية.

وتابع: "بعد أن وصل الأطراف إلى طريق مسدود بالاستمرارية كان القرار بالذهاب إلى حل الكنيست والدعوة لعقد انتخابات جديدة مقدرة في 25 تشرين أول هذا العام، مما سيترتب عليه استمرار الحكومة بعملها مع نقل رئاسة الوزراء إلى لابيد واحتفاظه بوزارة الخارجية، ويكون بينت نائبا لرئيس الوزراء وبقاء بقية أفراد الحكومة في مواقعهم إلى أن تجرى الانتخابات ويتم تشكيل حكومة جديدة". 

المنافسة تعود من جديد

وأشار الحرازين إلى أنه وفقا لاستطلاعات الرأي لن تستطيع أي كتلة أن تشكل حكومة سواء المعارضة بزعامة نتنياهو أو الائتلاف بزعامة بينت ولابيد، مما يعنى العودة إلى نفس الدوامة السابقة والمتعلقة بالانتخابات، لافتا إلى أن هذا سيعطى لابيد المزيد من الوقت للبقاء على رأس الحكومة رئيسا للوزراء.

وأوضح أن هناك محاولات تجري من قبل نتنياهو في محاولة منه للحصول على تفويض 61 عضو من أعضاء الكنيست ليشكل حكومة يقودها ويبتعد عن سيناريو الانتخابات المبكرة، ولكن يبدو أن الأمور لن تكون بمتناول اليد لنتنياهو حتى يستطيع تشكيل حكومة حالية، إلا اذا حصل هناك رغبة من بعض اطراف الائتلاف كغانتس وزير الدفاع الإسرائيلي، للذهاب مع نتنياهو فى تشكيل الحكومة.

واختتم: "لذلك ستكون الأيام القادمة كاشفة لما سيجرى خاصة أن التصويت على قانون حل الكنيست سيجرى خلال الأسبوع القادم".

الحكومة لن تصمد

ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي بحركة فتح، إن حكومة التناقضات الإسرائيلية لم تصمد أكثر من عام، وهذه الحكومة التي ضمت أقصى اليمين وأقصى اليسار ويشارك بها العرب "جزء من التيار الإسلامي" لأول مرة كان هدفها إسقاط نتنياهو.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنها قد حققت الهدف من إسقاطه ولكنها عجزت عن منع نتنياهو من العودة لتشكيل حكومة إسرائيلية نتيجة عجزها عن إصدار قرار يمنع من توجه له أي اتهامات قضائية من الترشح لتشكيل حكومة.

وأوضح أن نتنياهو  أكثر المستفيدين من هذا الانهيار، حيث أن أحد السيناريوهات تتوقع مقدرة نتنياهو على تشكيل حكومة جديدة مدعوم بأعضاء من حزبي يمينا و أمل جديد حتى لا يضطر لخوض الانتخابات.

 وأشار الرقب إلى أن المصيبة الأكبر كانت إعلان منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة، عدم معارضته للانضمام لحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي أعلن بنفسه عدم ترحيبه بمنصور عباس في أي حكومة يشكلها خاصة أنه خانه من قبل .

عدم الاستقرار تضرب الاحتلال

وتابع القيادي بحركة فتح: "يبقى السيناريو الأكبر وهو إجراء الانتخابات للمرة الخامسة بعد تسعين يوما من الإعلان الرسمي عن حل الكنيست، والذهاب لانتخابات مبكرة في الخامس والعشرون من أكتوبر القادم، لتدخل دولة الاحتلال دوامة جديدة من عدم الاستقرار، خاصة أن استطلاعات الرأي تدلل على تكرار سيناريو عدم الحسم بين التيارات الإسرائيلية واستمرار الحالة كما كانت في الجولات الانتخابية السابقة".

ولفت الرقب إلى أنه حتى الآن سيستلم رئيس حزب يش عتيد، يائير لابيد، منصب رئيس الوزراء خلال المرحلة الانتقالية، وبالتالي هو من سيستقبل الرئيس الأمريكي منتصف الشهر القادم.

واختتم: "قد نجد بعد أربعة شهور تحالفات جديدة، ولكن استطلاعات الرأي تعطي حتى الأن عدم مقدرة أي جهة بالوصول لعدد ٦١ عضو كنيست، وبالتالي استمرار الخلاف التي لازالت دولة الاحتلال تعيشه منذ عام ٢٠١٩".