الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأولى منذ 4 سنوات| محمد بن سلمان في تركيا وقضايا المنطقة على الطاولة.. قراءة للزيارة

أرشيفية
أرشيفية

وصل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان تركيا، اليوم الأربعاء، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 4 سنواتن وتعد هذه أول زيارة رسمية تعلن عن انتهاء أربع سنوات عجاف شهدتهم العلاقة السعودية التركية في السنوات الأخيرة.

 

وتعد هذه الزيارة ضمن جولة إقليمية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبدأت الجولة بمصر، ثم الأردن، وتختتم بتركيا، وتعد جولة بن سلمان هي الأولى له خارج منطقة الخليج، خلال السنوات الثلاثة الماضية.

 

وتأتي هذه الجولة بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وانطلاقاً من حرصه على التواصل وتعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية والدول الشقيقة في المجالات كافة، واستجابة للدعوات المقدمة للأمير محمد بن سلمان.

وكان قد أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان الجمعة إن  ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيزور تركيا في 22 يونيو.

علاقات سعودية تركية جديدة 

ومن جانبه قال بشير عبد الفتاح، الباحث في الشأن التركي، إن العلاقات التركية السعودية شهدت انتكاسة منذ فترة كبيرة منذ عام 2018 وحتى عام 2022، لأسباب متنوعة أدت إلى عزوف السعوديين عن الاستثمار في تركيا، وكذلك العزوف عن السياحة في تركيا مما أضاع على تركيا فرص اقتصادية واستثمارية مهمة، فكان الاقتصاد التركي يعاني معاناة شديدة، بسبب تراجع قيمة العملة وانخفاض أسعار النفط والطاقة.

وأضاف عبد الفتاح في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الرئيس التركي أردوغان أدرك الأن أن القطيعة مع الدول العربية خاصة دول الخليج يفقد تركيا موارد مالية عديدة، وبدأ يتصالح مع السعودية، فقام وزير الخارجية التركي بالتواصل مع المملكة السعودية، ثم زار أردوغان المملكة، والأن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي يزور تركيا.

ولفت إلى أن هذه الزيارات تدل بالطبع على حرص الطرفان على التقارب وانهاء حالة الفطور في العلاقة، مما يفيد تركيا كثيرا في الوقت الراهن، لأن تركيا بحاجة لطاقة واستثمارات لتحسن من الوضع الاقتصادي المتردي، كما تبحث السعودية أيضا عن فرص للاستثمار كما تسعى السعودية لتوطين الصناعات الصناعات الدفاعية والعسكرية في المملكة وتركيا لديها صناعات عسكرية واعدة وتتطلع المملكة للاستفادة منها في هذا المجال.

واختتم عبدالفتاح: "المنفعة مشتركة ولكن الجانب التركي هو المستفيد أكثر، لأن الجانب التركي مأزوم اقتصاديا بعد غياب الاستثمار السعودي عنه وبالتالي هذه الزيارة ستدفع للأمام فرص تحسين الاقتصاد التركي وتفتح آفاق واعدة للاستثمارات السعودية في تركيا".

التقارب التركي لدول الخليج

وكان قد توجه أردوغان في أواخر أبريل، إلى المملكة السعودية في أول زيارة رفيعة المستوى منذ سنوات، وذلك في أعقاب حملة استمرت شهورا لإصلاح العلاقات بين البلدين.

وكان أردوغان قال للصحفيين، على متن الطائرة الرئاسية في طريق عودته إلى تركيا إن : "تركيا مستعدة لبذل الجهود في سبيل تحقيق المنفعة المتبادلة والاستقرار في المنطقة، وآمل أن يسهم الحوار بين أنقرة والرياض في تعزيز الاستقرار والتضامن في العالم الإسلامي"، كما تطرق الرئيس التركي إلى أفق الحوار بين بلاده ومصر، مبديا استعداد أنقرة لتطويرها، على غرار حوارها مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الحوار بين أنقرة والقاهرة قائم بالفعل على مستوى الاستخبارات، ووزارتي الخارجية وأوساط الأعمال.

ويذكر أن تركيا تواجه أزمة مالية حادة تدفعها إلى بذل جهود اقليمية واسعة لطي صفحات الخلاف بينها وبين عدد من الدول في المنطقة، على رأسها مصر، والإمارات العربية المتحدة، وإسرائيل.

ودائما ما جمعت السعودية وتركيا علاقات اقتصادية وودية قوية، ففي أغسطس 2018، دعمت تركيا السعودية في نزاعها مع كندا، ورفضت الإجراءات الكندية "كشكل من أشكال التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى".