سيارات لم نعاصرها .. حكاية STUDEBAKER صاحبة أغرب التصميمات | صور

"يا روايح الزمن الجميل هفهفي" لم تكن بمجرد كلمات ندندنها لمسلسلنا المفضل الذي طالما خطر على بالنا يذكرنا بالماضي ورقيه، ولكنها بالفعل تصف مدى الجمال والفن الذي توصلت إليه العصور الكلاسيكية في الماضي، بكل تفصيلة من تفاصيلها الصغيرة التي ظهرت شوارعها وجدرانها وسياراتها العتيقة ذات التصميمات المختلفة التي جمعت بين كثير من الغرابة والأناقة، ولكن من المؤسف ان كثير من هذه السيارات لم يحالفنا الحظ أن نعاصرها لأن مصيرها كان الأفول مثلها كمثل نجوم السماء وكل نجم إلى الأفول مصيره لا محالة.

من بين هذه النجوم التي سطعت في سماء عالم السيارات لفترة كبيرة السيارة ذات التصميمات المختلفة والعصرية بالنسبة لحقبتها الزمنية STUDEBAKER، والتي تسبب اختلافها في شهرتها بشكل غير متوقع مما جعل قريناتها من الشركات الأخرى المنافسة تنظر إليها بعين الحسد كما يقولون، لتحتل بذلك الصدارة في عالم صناعة السيارات الأمريكية.

عائلة يرجع تاريخها إلى ما يقرب من الأربعة قرون، حينما قررت الإبحار من بلدها الأم هولندا إلى بلاد العم سام، محطة تحقيق الأحلام كما يعتقد الكثير ومن بينهم تلك العائلة المسماة باللغة الهولندية STUTENBEEKER، والتي بدأت أولى محطات هجرتها لولاية فلادلفيا PHILADELPHIA بأمريكا لرغبتها في تحقيق طموحاتها وإحداث طفرة في عالم صناعات السيارات.

ضمت العائلة الهولندية STUTENBEEKER، الأخوين بيتر PETER و كليمنت CLEMENT، ولكن بيتر كان الأمهر والأكثر شغفًا بحفر اسم عائلته بحروف من ذهب في عالم الصناعات، فقد كان صانعًا ماهرًا لهياكل عربات الخيل ومن هنا أنشأ مصنعه الأول  لصناعة القطع الفولاذية الأساسية لبناء هياكل العربات في العام 1704، وحينها قرر بيتر وكليمنت تغيير بعض الحروف من اسم عائلتهما لتصبح STUDEBAKER لتسهيل نطقها باللغة الإنجليزية، ومن هنا كانت نبتة ظهور أسطورة ستودبيكر.

جاء العام 1904 وخرجت إلى النور أولى إصدارات ستودبيكر STUDEBAKER لسيارة تعمل بمحرك بنزين مكون من اسطوانتين "2 سلندر"ويولد قوة قدرها 16 حصانًأ، ثم توالى بعد ذلك حق ملكية هذه الشركة لمؤسسات من جنسيات مختلفة كمؤسسة E.M.F في كندا، لتعلن حينها بأنها شركة صناعة سيارات كاملة STUDEBAKER CANADA.

عاودت الشركة الأمريكية المنشأ اصداراتها في الولايات المتحدة، ستودبيكر هذه الشركة التي تعود ملكيتها للعائلة الهولندية الأصل المهاجرة لبلاد العم سام، ففي العام 1913 أصبحت STUDEBAKER  واحدة من أهم و أكبر و أشهر ثلاث شركات لصناعة السيارات الأمريكية وهما فورد FORD و أوفرلاند OVERLAND و ستودبيكر STUDEBAKER.

ظلت الأمريكية ستودبيكر STUDEBAKER تحتل اصدارة ووصلت لأقصى مراحل الإزدهار على مدار 113 عام، صنعت خلالها تصاميم إبداعية خيالية في عالم السيارات انفردت بها ولم تستطع أية شركة أخرى منافستها في مجال تصاميمها هذه، كالتصميم الأنيق LOEWY COUPE الذي يعتبر من أجمل ما أصدر في تاريخ صناعة السيارات، فقد طرحته ستودبيكر في العام 1953 إحتفالا بمرور مائة عام على تاريخ نشأتها.

ولأنه كما قلنا في البداية أن كل نجم إلى الأفول لا محالة، فلم يكن تاريخ صناعات ستودبيكر خال من المتاعب، ولم تختلف معاناتها عن غيرها من كبريات شركات صناعة السيارات التي أدت فترة الحروب إلى إغلاقها، فحينما حلت تلك الفترة التي سميت بفترة الكساد الأكبر وهي أكبر فترة ركود إقتصادي واجهت العالم عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى.

حاول حينها الرئيس التنفيذي لشركة ستودبيكر STUDEBAKER، التغلب على مشاكل الركود الاقتصادي هذا وتعثر بيع إصدارات ستودبيكر الفارهة، فقرر عمل خط إنتاج لسيارة جديدة إقتصادية الثمن لاستقطاب الطبقات المتوسطة ذات الدخل المحدود، فكانت السيارة ستودبيكر روكني STUDEBAKER ROCKNE، ولكن ظلت المتاعب والمشكلات المالية تواجه هذه الشركة حتى وصلت لذروتها في العام ،1966 وأدت إلى غلق جميع مصانعها المتواجدة في الولايات المتحدة وكندا، لتنتهي بذلك أسطورة صناعة السيارات STUDEBAKER إلى الأبد.