الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

8 ملفات رئيسية للمنطقة.. ماذا دار بين السيسي وبن سلمان في المباحثات؟

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع الأمير محمد بن سلمان

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، وذلك في إطار زيارة الأمير للقاهرة وجولته للمنطقة التي تشمل الأردن وتركيا.

وفي ختام الجلسة أصدر الزعيمان بيانا ختاميا أكدا من خلاله على أهمية التعاون والتنسيق فيما بينهما على جميع الأصعدة، وتم بحث سبل تطوير وتنمية العلاقات في جميع المجالات، بما يعزز ويحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وتناولا مستجدات الأوضاع التي تشهدها المنطقة والعالم، مؤكدين على وحدة الموقف والمصير المشترك تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ملفات على طاولة المباحثات

وتباحث الزعيمان في العديد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، حيث أكدا على على تعزيز التعاون تجاه جميع القضايا السياسية والسعي إلى بلورة مواقف مشتركة تحفظ للبلدين الشقيقين أمنهما واستقرارهما، وأهمية استمرار التنسيق والتشاور إزاء التطورات والمستجدات في جميع المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في البلدين الشقيقين والمنطقة.

الملف الفلسطيني

واستعرض الجانبان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث شدد الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وإيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام، وفقاً لمبدأ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

الملف الإيراني

وقد أعربت مصر عن تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها الوطني، وشددّ على رفضه لأي اعتداءات على أراضي المملكة العربية السعودية، مؤكداً أن أمن البلدين كلٌ لا يتجزأ.

كما أتفق البلدين على ضرورة دعم الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وضمان سلمية برنامج إيران النووي، وتعزيز دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحفاظ على منظومة عدم الانتشار، وأهمية دعم الجهود الرامية لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط بما يسهم في تحقيق السلم والاستقرار الإقليمي والدولي ودعم الجهود العربية لحث إيران على الالتزام بالمبادئ الدولية بعدم التدخل في شؤون الدول العربية، والمحافظة على مبادئ حسن الجوار، وتجنيب المنطقة جميع الأنشطة المزعزعة للاستقرار، بما فيها دعم المليشيات المسلحة، وتهديد الملاحة البحرية وخطوط التجارة الدولية.

الملف اليمني

وفي الشأن اليمني، جدد الجانبان دعمهما الكامل للجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، استناداً إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم (2216). 

وأشاد الجانب المصري بجهود المملكة ومبادراتها العديدة الرامية إلى تشجيع الحوار والوفاق بين الأطراف اليمنية وإنهاء الحرب في اليمن، ودورها في تقديم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق اليمن. وأكد الجانبان دعمهما لمجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له؛ لتمكينه من ممارسة مهامه في تنفيذ سياسات ومبادرات فعالة من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن. 

كما أكدا دعمهما لاتفاق الهدنة الأممية في اليمن ورحبا بالإعلان عن تمديده، وثمّن الجانب السعودي استجابة مصر لطلب الحكومة اليمنية الشرعية والأمم المتحدة بتسيير رحلات جوية مباشرة بين القاهرة وصنعاء دعماً لتلك الهدنة وتخفيفاً للمعاناة الإنسانية للشعب اليمني الشقيق التي أوجدتها ميليشيا الحوثي الإرهابية.

وشدد الجانبان على إدانة هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية على الأعيان المدنية والمرافق الحيوية في المملكة، وتهديدها لأمن وسلامة الممرات البحرية الدولية، وتعنتها أمام جهود الحل السياسي لإنهاء الأزمة في اليمن.

الملف العراقي

كما أعرب الجانبان عن تطلعهما إلى توصل الأطراف العراقية إلى صيغة لتشكيل حكومة جامعة تعمل على تحقيق تطلعات الشعب العراقي الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية ومواجهة التنظيمات الإرهابية، وتدفع علاقات العراق مع أشقائه العرب إلى آفاق أرحب وأوسع في ضوء ما يربط شعوب العالم العربي من أخوة ووحدة مصير وأهداف مشتركة.

الملف السوداني

وبشأن السودان، أكد الرئيس السيسي والأمير محمد بن سلمان على استمرار دعمهما لإنجاح المرحلة الانتقالية، كما أكدا أهمية الحوار بين الأطراف السودانية كافة، بما يسهم في الحفاظ على المكتسبات السياسية والاقتصادية، ويحقق وحدة الصف بين جميع مكونات الشعب السوداني الشقيق.

الملف اللبناني

وعن لبنان، أكد الجانبان حرصهما على أمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية، وعلى أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى الحفاظ على عروبة لبنان وأمنه واستقراره، ودعم دور مؤسسات الدولة اللبنانية، وإجراء الإصلاحات اللازمة بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته، وألا يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، وألا يكون مصدراً أو معبراً لتهريب المخدرات.

الملف السوري

وفي الشأن السوري، أكد الجانبان على أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية وبما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق ويحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها، كما أكدا على ضرورة وقف التدخلات الإقليمية في الشأن السوري التي تهدد أمن واستقرار ووحدة سوريا وتماسك نسيجها المجتمعي، وأعربا عن الدعم لجهود المبعوث الأممي الخاص بسوريا.

الملف الليبي

وفيما يخص ليبيا شدد الزعيمان على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية، وأهمية توصل الأشقاء الليبيين إلى حل ليبي- ليبي انطلاقاً من الملكية الليبية للتسوية دون أي إملاءات أو تدخلات خارجية وصولاً إلى عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن. وثمّن الجانب السعودي جهود مصر الرامية إلى استعادة ليبيا لأمنها ووحدتها وسيادتها واستضافتها الكريمة لأعمال المسار الدستوري الليبي بالتنسيق مع الأمم المتحدة بما أتاح المجال الحر للأشقاء الليبيين لرسم مستقبل بلادهم.

كما أكد الجانبان على أهمية دعم دور المؤسسات الليبية واضطلاعها بمسؤولياتها، وأشادا في هذا السياق بالجهود الوطنية المخلصة والإجراءات والقرارات الشرعية الصادرة عن مجلس النواب الليبي كونه الجهة التشريعية المنتخبة والمعبرة عن تطلعات الشعب الليبي الشقيق. 

وشدد الجانبان على أهمية البدء الفوري في تنفيذ خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا بدون استثناء أو مماطلة وفي مدى زمني محدد تنفيذاً لقراري مجلس الأمن رقمي 2570 و2571 ومخرجات قمة باريس ومسار برلين وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي وآلية دول جوار ليبيا، وأعربا عن الدعم لجهود اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 ذات الصلة وكذلك حفظ اتفاق وقف إطلاق النار بما يصون أمن واستقرار ومقدرات ليبيا.

العلاقات المصرية السعودية

وفي هذا الإطار، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن العربي، إن زياره تاريخية تجمع بين القطبين الأهم في المنطقة العربية والشرق الأوسط على اعتبار أن مصر والسعودية هم حجرا الزاوية لاستقرار المنطقة العربية وركائز أساسية للحفاظ على الأمن القومي العربي.

وأضاف فارس في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العلاقات بين القاهرة والرياض تمتد منذ توقيع معاهدة الصداقة المصرية السعودية في مايو 1936 التي بموجبها اعترفت مصر بالسعودية التي دعمت مطالب مصر في الاستقلال وجلاء القوات البريطانية عنها. 

وتابع: "بعدها جاءت زيارة الملك عبد العزيز آل سعود الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية الأولي لمصر عام 1946".

وأشار فارس إلى أن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعوي اليوم إلى مصر، هي زيارة هامة لأنها تشكل دفعة جديدة لمسار العلاقات المشتركة بين البلدين على كافة المجالات القائمة.

لقاءات السيسي وبن سلمان

ولفت خبير الشؤون العربية إلى أن هناك رؤى متناغمة وتوافق بين رئيس السيسي وولي العهد السعودي على اعتبار أنه هذا هو اللقاء الثالث الذي يجمع بينهم، والقاء الأول كان في يوليو 2015 في القاهرة بمناسبة انطلاق أعمال الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق المصري السعودي، أما اللقاء الثاني فكان في عام 2016 على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين وكان لقاء مثمرا تم التباحث فيه حول القضايا ذات الاهتمام المشترك سواء عربيا أو دوليا.

وتابع: "ولقاء اليوم يأتي في ذكرى هامة وهي مبايعة الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في 21 يونيو 2017، وبالتالي تأتي الزيارة تأكيدا وتعزيزا لنجاحه كـ وليا للعهد وبتوجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز".

هدف الزيارة

وأوضح فارس أن الزيارة تأتي استكمالا لما تم بناءه في إطار صياغة تحالف إقليمي ذات أبعاد سياسية اقتصادية أمنية لتنسيق المواقف وتوحيد الرؤى وتعزيز التكامل العربي، مما يسهم في دعم الامن والاستقرار في المنطقة ومواجهه التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي.

الدكتور حامد فارس