الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مكافحة الإرهاب على طاولة المحادثات ..مصر والسعودية صمام الأمان المنطقة بمواجهة التطرف

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع الأمير محمد بن سلمان

مكافحة الإرهاب والفكر المُتطرف من الموضوعات الهامة التي تشغل حيز من اللقاءات والاجتماعات بين القيادة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي وقادة العالم ومنهم القادة العرب ومن بينهم الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.

مصر والسعودية معا ضد الإرهاب 

وتعمل مصر بقيادة الرئيس السيسي مع كافة الشركاء الدوليين والعرب وعلى رأسهم الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي على تنسيق الجهود الخاصة بمكافحة الإرهاب بهدف تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط بأسرها.

والتقى الرئيس السيسي، والأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية وذلك في إطار زيارة بن سلمان للقاهرة وجولته للمنطقة التي تشمل الأردن وتركيا.

وأصدر الزعيمان بيانا ختاميا أكدا من خلاله  أهمية التعاون والتنسيق فيما بينهما على جميع الأصعدة، وتم بحث سبل تطوير وتنمية العلاقات في جميع المجالات، بما يعزز ويحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وتناولا مستجدات الأوضاع التي تشهدها المنطقة والعالم، مؤكدين على وحدة الموقف والمصير المشترك تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر المتطرف.

وأكد الجانبان حرصهما على أمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية، وعلى أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى الحفاظ على عروبة لبنان وأمنه واستقراره، ودعم دور مؤسسات الدولة اللبنانية، وإجراء الإصلاحات اللازمة بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته، وألا يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، وألا يكون مصدراً أو معبراً لتهريب المخدرات.

استراتيجية الدول لمواجهة الإرهاب

ويقول منير أديب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي، إنه فيما يخص الدور المصري السعودي في مواجهة الإرهاب وجماعات العنف والتطرف، هناك استراتيجية تساعد دول المنطقة في مواجهة الإرهاب خاصة خلال العشر سنوات الأخيرة.

وأضاف أديب - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هذه الاستراتيجية تضم عددا من الدول، ومنها: المملكة العربية السعودية والإمارات، فضلا عن وجود مصر في قلب هذه الاستراتيجية، على اعتبار أن مصر لها تجربة رائدة في مواجهة الإرهاب.

وأشار أديب إلى أن جزء من التجربة المصرية كان في تسعينيات القرن الماضي، وبالتالي أصبحت مصر رائدة في مواجهة الإرهاب، خاصة التنظيمات المحلية والإقليمية، والتنظيمات أيضا عابرة الحدود والقارات مثل تنظيم داعش، خاصة أن قادة هذه التنظيمات من أصول مصرية.  

وأشار أديب، إلى أن مصر تسعى دائما لمواجهة الإرهاب، عن طريق تنظيم مصري - سعودي، حيث أن هناك ملامح وتقارب وتشابه بين كلا التجربتين، حيث نجحت مصر في أن تقوم بالمراجعات الفكرية والفقهية في العنف، وهذا ما أطلق عليه عام 1997 المراجعات الفقهية والفكرية.

وتابع: من خلال تلك المراجعات الفقهية والفكرية، عاد هؤلاء إلى الأفكار الصحيحة، التي ربما خرجوا عنها عندما انضموا إلى هذه التنظيمات، وما حدث في مصر عام 1997 من خلال تلك المراجعات الفكرية والفقهية، حدث أيضا في المملكة العربية السعودية، عندما قادت المملكة ما يسمى بالمناصحة".

تأثيرات المراجعات الفقهية والفكرية 

واختتم: "ومن خلال هذه المناصحة عاد عشرات والمئات ممن قادوا العنف في المملكة، إلى حيث الأفكار الصحيحة و الصائبة، وهناك تشابه في التجربتين في تفكيك هذه التنظيمات، حيث أنها أصبح أقل خطرا مما كانت عليه في السابق بسبب جهود الدولة لمواجهتها".

ومن ناحية أخرى، تم التباحث بين الرئيس السيسي والأمير محمد بن سلمان في العديد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، حيث أكدا على تعزيز التعاون تجاه جميع القضايا السياسية والسعي إلى بلورة مواقف مشتركة تحفظ للبلدين الشقيقين أمنهما واستقرارهما، وأهمية استمرار التنسيق والتشاور إزاء التطورات والمستجدات في جميع المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في البلدين الشقيقين والمنطقة.

والجدير بالذكر، أن تلك القمة بين الرئيس السيسي وولي العهد السعودي، تعد هي الثانية خلال 3 شهور بعد القمة التي جمعتهما في الرياض 8 مارس الماضي.

وتأتي القمة المصرية السعودية في توقيت غاية الأهمية، حيث تشهد المنطقة ظروفا وتحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، على خلفية الأزمة الأوكرانية، وما ترتب عليها من تداعيات وتحديات طالت مختلف دول العالم.

وهناك أهمية كبرى لزيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لمصر؛ بعد توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية وصلت قيمتها إلى 7.7 مليارات دولار، إلى جانب أهمية توقيت هذه الزيارة، خاصة بعد   زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية والمنطقة العربية  خلال الفترة المقبلة.