أكد مدير قسم تعزيز الصحة في وزارة الصحة العراقية، هيثم العبيدي، أن وزارتي الصحة في العراق وإقليم كوردستان "تعملان معاً وبشكل مواز للسيطرة على مرض الكوليرا في كوردستان وبقية محافظات العراق"، محذرا من أن مخاطر إصابة الأطفال بالكوليرا أكبر من الكبار.
وقال العبيدي اليوم الثلاثاء إن "هنالك تنسيقاً عالي المستوى بين الوزارات، وكذلك فريق الاستجابة السريعة في وزارة الصحة المتمثل بمركز السيطرة على الأمراض الانتقالية، ومختبر الصحة المركزي وبقية أقسام دائرة الصحة العامة"، لافتاً إلى أن "فريق الاستجابة السريعة توجه إلى محافظة السليمانية بعد التأكد من تسجيل إصابات بالكوليرا، وأقيمت ورشة مشتركة مع الصحة في السليمانية، ومع وزارة الصحة إقليم كوردستان حيث جرى تبادل المعلومات ومواد طبية".
وأوضح أن أمراضاً مثل "الحمى النزيفية والكوليرا هي أمراض موجودة أصلاً في العراق، وتظهر كل سنة، أما مرض كورونا، فهو مستجد في كل العالم، وبالتالي تظهر هذه الأمراض بين فترة وأخرى بنسب وحالات مختلفة".
العبيدي، أضاف ان "الامراض المستوطنة تبقى موجودة بين الشعوب وفي العالم ولا يمكن استئصالها حتى في الدول المتقدمة، مثل مرض الإسهال بسبب السفر. هذه الأمراض يمكن السيطرة عليها بنسب عالية جداً"، منوهاً إلى أن "الميزانيات الكبيرة التي تصرف على مكافحة هذه الأمراض، من خلال السيطرة مصادر المياه والطعام، ورفع المستوى المعيشي للفرد، والتي من شأنها أن تحسن من البيئة وتمنع انتشار المرض".
ولفت إلى "إمكانية السيطرة على كثير من الأمراض، إذا زادت الموازنة المخصصة للصحة"، مشيراً إلى أن "نسبة موازنة الصحة في العراق تبلغ 1.5%، رغم أن قطاع الصحة في كل دول العالم تصرف عليه ميزانيات كبيرة جدا، لأنه مهم ويمس حياة البشر، وبالتالي في حال انتشار أمراض معينة سيكلف البلد ميزانيات أكبر، فالوقاية بمبلغ بسيط أفضل من صرف مبالغ كبيرة للعلاج".
مدير قسم تعزيز الصحة في وزارة الصحة العراقية، تطرق إلى دور التوعية في "مواجهة كل الأمراض، من كورونا، حيث كانت الناس تستقي المعلومات من الأطباء، ومن قسم تعزيز الصحة في وزارة الصحة، والقنوات التلفزيونية، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك المطبوعات والمنشورات"، مضيفاً: "بدأنا بحملة توعية كبيرة حول مرض الكوليرا، وقبل ذلك حول مرض الحمى النزيفية، وايضا عضة الكلب التي سجلنا حالات له أيضا، وكذلك التوعية حول جدري القرود الذي انتشر في عدد من دول العالم بينما يخلو منه".
انتشار الكوليرا فى السليمانية كركوك والمثنى
وأردف: "ظهرت الحالات مؤكدة في 3 محافظات هي السليمانية، كركوك والمثنى، لكن ذلك لا يعني عدم وجود حالات أخرى في بقية المحافظات، غير أن المرضى لم يراجعوا للتشخيص"، موضحاً ان "الكثير من مرضى الكوليرا يتشافون بالكامل، والحالات البسيطة تترواح بين 80 إلى 90% بينما تتراوح الحالات الشديد بين 10 إلى 20%".
وذكر أن "مرض الكوليرا يظهر على شكل إسهال مائي شديد وتقيء في بعض الأحيان، يؤدي إلى ضعف بالجسم وآلام في المفاصل، وفي حال راجع المريض في اليومين الأولين تكون نسبة شفائه 100% من خلال إعطائه السوائل وبعض المضادات الحيوية"، مضيفاً انه "في حالات أخرى قد يتأخر المريض لأسباب مختلفة، وكلما تأخر تزيد نسبة فقدان السوائل لديه مما يؤدي إلى فشل أعضاء رئيسية، مثل الكلى والكبد، مما يؤدي إلى الوفاة"، مشدداً على أن "التأخير في مراجعة الطبيب أو المؤسسة الصحية هو سبب ازدياد نسبة الوفيات".
ولفت العبيدي الى أن "إصابة الأطفال أخطر من إصابة الكبار، كونهم يفقدون السوائل بنسب عالية جداً، وبالتالي يتأثرون في فترة أقل من الكبار، بالإضافة إلى بعض الحالات التي لديها ضعف في المناعة، أو أمراض مزمنه مثل العجز في الكلى، وداء السكري، يتأثرون بالمرض أسرع من غيرهم، وبالتالي فالمراجعة السريعة والمبكرة للمريض في حال ظهور إسهال، تنقذ حياته".