قال الدكتور جمال شعبان، استشاري أمراض القلب، وعميد معهد القلب السابق، في نصيحة له للمتابعين، أن لا تأكل قبل النوم بـ 3 ساعات ولا تكثر من السكريات.
وأشار جمال شعبان في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن عندما تم تشريح وتحليل أدمغة لجثث مرضى قد قَضوا - وكانوا قبيل موتهم مصابين بمرض الزهايمر أو فقدان الذكرة - تمّ ملاحظة أنّ هناك ترسبات كبيرة Plaque،أو ما تعرف كيميائياً، بمركبات البيتا أميلويد Beta-amyloid بين الخلايا العصبية داخل أدمغتهم.
وتابع شعبان، في الواقع هذه الترسبات كانت هي السبب الحقيقي وراء مرض الزهايمر أو فقدان الذاكرة الذي أصاب هؤلاء الأشخاص في نهاية العمر.
وافاد شعبان أن فكّر العلماء وقالوا ماذا لو استطعنا أن نزيل هذه الترسبات من بين الخلايا العصبية، أليس من الممكن أن يستعيد المريض قدراته العقلية والإدراكية، وبعد محاولات وتجارب واستعمال أنواع مختلفة من الأدوية باءت كل المحاولات بالفشل ولم يكن لهذه الأدوية والعقاقير من فائدةٍ تذكر.
فقرروا في نهاية المطاف أن يخطوا خطوة إلى الوراء، ويعودوا إلى أصل المشكلة، فبدأوا بالبحث لمعرفة أسباب تراكم هذه الترسبات بين خلايا الدماغ
وشرعوا بالتقصي وراء الأسباب والعوامل التي تُحفز أو تزيد حدوثها، وهو هرمون الأنسولين مرةً أخرى، هو سر سعادتنا وشقائنا في آنٍ واحد.
وأشار أن الدراسة تم رصدها، من قبل عالمة الأحياء الدنماركية مايكن نيدرجارد Maiken Nedergaard , هي وفريقها البحثي الذي كانت تقوده في كلية الطب بجامعة روتشستر Rochester في نيويورك، من أجل دراسة وظائف النوم, وهي تعمل اليوم كأستاذ في مركز العلوم الأساسية والترجمة العصبية في جامعة كوبنهاجن.
يقترح هذا النظام بأن الدماغ لديه شبكة من القنوات التي تُطهر السموم، وتغسلها بالسائل الدماغيّ الشوكيّ، فهو أشبه بنظام تصريفٍ للنفايات والسموم الضارة في الجسم.
الجهاز الجليليمفاوي ينشط هذا النظام أثناء النوم ليبدأ الدماغ بتنظيف نفسه ويطرد كل المركبات السامة التي تراكمت أثناء العمل والنشاط والتفكير طوال اليوم, بما فيها مركبات الأميلويد هذه ومركباتها الثانوية.
أهمية النوم
لقد كنا نعرف خلال العقود المنصرمة بأن النوم ضروري لتشكيل الذكريات وتوطيدها، وأنه يلعب دورًا مركزيًا في تكوين روابط عصبية جديدة واصلاح الروابط القديمة، ولكن لم نكن نتخيل بأن الدماغ يقوم بتنظيف خلاياه أثناء النوم.
لقد كان الإعتقاد السائد بأن تنظيف الدماغ يتبع للجهاز الليمفاوي Lymphatic system والذي يعتبر الحارس النشيط للجهاز العصبي,
ولكن يبدو أن خلايا الدماغ ودهاليزه تعتبر ،بعيدة المنال عن سلطة الجهاز الليمفاوي هذا بالإضافة إلى كون الدماغ جهازاً فائق النشاط في الجسم, ولربما يستهلك حوالي 20% من الطاقة التي تزودها لجسمك يومياً, الأمر الذي سيُصعب المهمة على الجهاز الليمفاوي وحده.
بعد ذلك بزغت نظرية جديدة تقول بمبدأ التدوير الذاتي، أي أن خلايا الدماغ تقوم بتدوير نفاياتها ذاتياً وتعيد تنظيف نفسها، وحين تفشلُ الخلايا بهذه المهمة تتراكم ترسبات الأميلويد ليصاب المرء بمرض الزهايمر.
فلا بد من أن يكون هناك نظام تنظيف ذاتي خاص بالدماغ وهو كما قلنا النظام الجليليمفاوي المقترح حديثاً، والذي ينشط فقط أثناء النوم.
للأسف هرمون الأنسولين عند إفرازه وارتفاعه في الدّم يعيق عملية التنظيف الجّارية هذه داخل الدماغ, الأمر الذي سيسمح بتراكم كمياتٍ أكبر من ترسبات (الأميلويد ) بين الخلايا العصبية في الدماغ.
أما الأخبار السّارة أن يوجد سلاح يحارب الترسبات، وهذا السلاح هو الانزيم المهدئ للأنسولين Insulin Degrading Enzyme ما يعرف اختصاراً بـ IDE والذي يعلب دورين هامين في آنٍ واحد، الأول هو إعاقة وتعطيل عمل الأنسولين، والثاني هو تحطيم بروتينات الأميلويد وتخليص الدماغ منها.
وبالتالي لك أن تتصور ما تفعله في جسمك بتناولك المفرط للكربوهيدرات والسكريات وخصوصاً عند المساء.
فكلما استهلكت سكريات أكثر سيتم إفراز كمياتٍ أكبر من الأنسولين، الأمر الذي سيعيق عمل أنزيم الـ IDE لأن هذا الأنزيم سيكون مشغولاً بالعمل في إعاقة الأنسولين بدلاً من العمل على تحطيم الأميلويد، وبالتالي الترسبات في دماغك ستزادد أكثر وأكثر.
القاعدة الأولى في التغذية السليمة والتي تساعدك في وقاية جسمك وتحمي عقلك من الزهايمر في المستقبل وهي لا تأكل قبل النوم بـ 3 ساعات ولا تكثر من السكريات لكيلا تنام ومستويات الأنسولين ما زالت مرتفعةً في دمك.
فذهابك للنوم وتراكيز الأنسولين في أدنى مستوياتها في دمك، ستتيح الفرصة -كاملةً- لأنزيم الـ IDE بالعمل في تحطيم بروتينات الأميلويد , الأمر الذي سيوقف تراكم الترسبات بين خلايا دماغك قدر المُستطاع .
القاعدة الثانية هي النوم الصّحي أي لمدة تتراوح بين 7-9 ساعات للبالغين، لتعطي لدماغك القدرة على تنظيف ما تراكم من مركبات ضارة بين خلاياه طوال اليوم.