الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسرائيل تتجه إلى انتخابات مبكرة.. بينيت ولابيد يتفقان على حل الكنيست.. ونتنياهو يسعى للعودة إلى السلطة

إسرائيل تتجه إلى
إسرائيل تتجه إلى انتخابات مبكرة.. نتنياهو يسعى للعودة للسلطة

اتفق رئيس رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وشريكه في الائتلاف الحاكم يائير لابيد الذي يتولى وزارة الخارجية، على حل الكنيست (البرلمان)، وأن يتولى لابيد رئاسة الوزراء.

وأعلن المسؤولان في الائتلاف الحكومي الحالي، في وقت سابق الاثنين، نيتهما حل البرلمان لإجراء انتخابات جديدة مبكرة.

وقد يؤدي تصويت أعضاء الكنيست الإسرائيلي على حل المجلس إلى فتح الطريق أمام خامس انتخابات برلمانية في إسرائيل خلال 3 سنوات، وذلك بعد ضغوط على مدى أسابيع على الائتلاف الحاكم الهش الذي يقوده رئيس الوزراء نفتالي بينيت.

ومن المحتمل أن يؤدي التصويت إلى عودة حكومة دينية ذات توجه قومي بقيادة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو، أو إلى فترة طويلة أخرى من الجمود السياسي.

عودة نتنياهو

عقب الإعلان عن حل الكنيست وتكليف يائير لابيد برئاسة الحكومة الإسرائيلية، قال زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو إن "هذا مساء يحمل بشارة كبيرة لمواطني إسرائيل".

وأضاف نتنياهو "سنشكل حكومة وطنية موسعة برئاسة الليكود"، معتبرا أن حكومة رئيس الوزراء ​نفتالي بينت​ فشلت بشكل كبير أمنيا وسياسيا واقتصاديا.

وتابع "من الواضح للجميع أن الحكومة الفاشلة في تاريخنا قد انتهت.. حكومة كانت تعتمد على مؤيدي الإرهاب.. تخلت عن أمن الإسرائيليين.. رفعت تكلفة المعيشة إلى مستويات لم نكن نعرفها، وفرضت ضرائب غير ضرورية".

وأشار نتنياهو إلى ان حكومة بينيت "عرضت الجمهور اليهودي للخطر.. هذه الحكومة ستعود إلى البيت، أنا وأصدقائي سنقود إسرائيل إلى آفاق جديدة بما في ذلك توسيع دائرة السلام".

من جهته، قال وزير القضاء الإسرائيلي جدعون ساعر  إن "الهدف من الانتخابات المقبلة واضح هو منع نتنياهو من العودة إلى السلطة وتسخير الدولة لمصلحته".

وأوضح أن "عدم مسؤولية بعض نواب الائتلاف أدى إلى قرار حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة".

وتأتي الخطوة عقب فشل الحكومة في تجنيد عدد كافي لتمرير القوانين، وذكرت التقارير أن الاتفاق بين بينيت ولابيد جاء بعد استنفاد محاولات جعل التحالف مستقرا خلال شهرين من الاضطرابات.

وحسب التقارير، لا يريد نتنياهو انتخابات الآن، لأنه يدرك أنه إذا لم يتمكن من تشكيل حكومة بعد الجولة المقبلة من الانتخابات فسوف يفقد دعم حزبه.

فيما قال مصدر مقرب من زعيم الليكود "نتنياهو يعرف أن الانتخابات المقبلة هي فرصته الأخيرة.. إذا لم ينجح في تشكيل حكومة في المرة المقبلة، فلن يوافق أحد في الليكود على الذهاب معه إلى جولة أخرى بعد كل ما مررنا به".

وتابع "نتنياهو كان يأمل في تشكيل حكومة داخل الكنيست الحالي.. تعد هذه الخطة مثالية بالنسبة له.. لكنه سرعان ما أدرك أن ذلك غير ممكن مع وزير العدل جدعون ساعر".

وأشارت التقارير إلى أن محاكمة زعيم المعارضة الجارية بشأن الفساد ستلعب دورا رئيسيا في اعتباراته، خاصة أن نتنياهو يفكر باستمرار في إرثه ومكانته في التاريخ والمحاكمة.

ويرى نتنياهو أنه يجب أن يصل إلى رئاسة وزراء إسرائيل أثناء محاكمته، من أجل السيطرة بشكل أفضل على الأحداث وتحسين وضعه.

وصرحت الوزيرة السابقة وعضو قيادة الليكود، غيلا جملئيل بأن حزبها يجري مشاورات ويبذل مساعي ويبدي تفاؤلاً من إمكانية تشكيل حكومة جديدة برئاسة نتنياهو.

انهيار الائتلاف الحاكم وتحذيرات من الفوضى

اعتبر بينيت أنه "لم يكن من السهل حل الحكومة"، لكنه وصف الأمر بأنه "القرار الصحيح لإسرائيل".

وفقدت الحكومة الائتلافية الهشة، التي تضم أحزابا من مختلف الأطياف السياسية، أغلبيتها في وقت سابق من هذا العام، وواجهت تمردات من نواب مختلفين في الأسابيع الأخيرة.

وتابع بينيت "قمنا بكل ما في وسعنا للمحافظة على الائتلاف"، مضيفا "أقف إلى جانب صديقي يائير لابيد الذي سيصبح قريبا رئيسا للوزراء بموجب اتفاقنا".

وأكد أنه اضطر لاتخاذ قرار حل الكنيست، تحسبا لدخول البلاد في فوضى قانونية بسبب استحالة تمديد القوانين المتعلقة بالضفة الغربية.

وأوضح أنه أجرى سلسلة من المحادثات مع مسؤولي الأمن والقانون، وأدرك أنه بعد 10 أيام من انتهاء صلاحية القوانين المتعلقة بالضفة الغربية ستدخل الدولة في فوضى قانونية، ولم أستطع السماح بذلك.

من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مقربين من بينت أن رئيس الوزراء يعتزم خوض الانتخابات المقبلة.

ويصبح قرار حل الكنيست نافذا بعد التصديق عليه بالأغلبية البرلمانية في 3 مناقشات يتم بعدها تحديد موعد للانتخابات المبكرة بعد 90 يوما من التصديق على القانون بالمناقشة الثالثة، حيث يرجح أن تقام في الـ 25 أكتوبر المقبل.

لابيد رئيسا للحكومة

توجه رئيس وزراء إسرائيل البديل يائير لابيد بالشكر إلى بينيت على المسؤولية التي يبديها، قائلا "أريد أن أشكرك على الصداقة، فأنا أحبك جدا".

وأضاف "تعرضت صداقتنا لبعض العراقيل لكننا نجحنا في اجتيازها، صحيح أنه ما زال لدينا بعض التحديات".

وشكر لابيد رئيس الوزراء "الذي وضع المصالح الوطنية فوق مصلحته الخاصة"، موضحا أنه "قائد شجاع ولا شك لدي من أنه سيحتفظ بموقع في إدارة البلاد خلال السنوات المقبلة".

وقال إنه لن ينتظر حتى إجراء انتخابات جديدة كي يبدأ في معالجة التحديات التي تواجهها البلاد بمجرد توليه منصب رئيس الوزراء المؤقت.

وتابع "علينا معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة، وأن نخوض الحملة ضد إيران وحماس وحزب الله، ومجابهة القوى التي تهدد بتحويل إسرائيل إلى دولة غير ديمقراطية".

يشار إلى أنه في يونيو 2021، أغلقت إسرائيل صفحة حكم استمر 12 عاما دون توقف للزعيم اليميني بنيامين نتانياهو، بعد أزمة سياسية قادت الى 4 انتخابات في أقل من سنتين.

وبعدها، أبرم بينيت ولابيد اتفاقا لتشكيل حكومة جمعتهما مع أحزاب أخرى يسارية ويمينية ووسطية الى جانب حزب عربي ذي توجه إسلامي، وذلك للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل.

وينص الاتفاق على تناوب الرجلين على رئاسة الحكومة في منتصف ولايتهما، ومدتها 4 سنوات واستبدال بينيت بلابيد إذا تم حل البرلمان.

وبدأ الائتلاف المكون من 8 فصائل في التفكك عندما انسحب منه بعض الأعضاء، وكانت أغلبيته في الكنيست ضئيلة، كما شهد انقساما بشأن قضايا مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والدين والدولة.

وسادت حالة من الغضب بين أحزاب الائتلاف الحاكم بإسرائيل، كونهم فوجئوا بقرار الذهاب إلى انتخابات مبكرة رغم اعتراضات الكثيرين بسبب التكلفة الباهظة التي تتكبدها الأحزاب والدولة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

في حين ينظر حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، إلى الانتخابات المقبلة باعتبارها فرصة لعودته إلى حكم إسرائيل.