الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف أصبت مصر الرابح الأكبر من اتفاقية تصدير الغاز إلى الاتحاد الأوروبي؟

مصر مركز دولي للطاقة
مصر مركز دولي للطاقة

اتفقت مصر والاتحاد الأوروبي على نقل الغاز إلى دولها، بعد أن حرصت أوروبا على التزود بالغاز عن طريق مصر، في وقت تواجه فيه القارة العجوز أوقاتًا صعبة، نتيجة الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي تمر بشهرها الرابع.

ووفق ما ذكر تحليل لشبكة “بي بي سي” البريطانية، فإنه تم توقيع مذكرة التفاهم الثلاثية بشأن التعاون في مجال "تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعي بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي" يوم الأربعاء الماضي تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط بمشاركة وزير البترول المصري، طارق الملا، وكادرى سيمسون، مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي.

وتأتي الاتفاقية في وقت بدأت فيه روسيا بالفعل ما يسمى بـ "حرب الغاز" ضد أوروبا، وأعلنت تقليص إمدادات الغاز لألمانيا بنسبة 40 بالمئة، لتضخ 100 مليون متر مكعب يوميا بدلا من 160 مليون متر مكعب عبر خط أنابيب نورد ستريم، وهو الأمر الذي أثار مخاوف دول القارة العجوز ودفعها للعمل على تنويع مصادر الطاقة والاعتماد على بدائل للغاز الروسي.
ورغم أن أوروبا لن تستطيع أن تستغني عن غاز روسيا على الأقل في الفترة الحالية، فإنها تبحث عن وسائل تمنحها القدرة على مواجهة مخططات الرئيس فلاديمير بوتين.

وقالت “بي بي سي”، إن الاتفاقية تحمل أنباء إيجابية لـ مصر، وهو ما عبر عنه وزير البترول طارق الملا، بالقول إنها "علامة فارقة"، ويمكن أن تؤدي إلى مزيد من التعاون بين دول البحر المتوسط الأخرى.

وذكر “الملا”، أن الاتفاقية هي "اعتراف رسمي بأن مصر باتت مركزا إقليميا لتداول وتجارة الغاز، وأنها مركز دولي على مستوى الطاقة العالمي، ومن ثم سيكون التعامل مع مصر على هذا الأساس، ومن ثم ستكون الاتفاقية مظلة لمجموعة جديدة من الاتفاقات".

وأوردت “بي بي سي”، إن مصر تمتلك بنية تحتية قوية لتسييل الغاز الطبيعي، ولديها محطتان للتسييل في إدكو بمحافظة البحيرة ومحافظة دمياط شمالي مصر، يمكنها استيراد الغاز من دول الجوار التي تنتج الغاز ولا تملك القدرة على تسييله بكميات كبيرة، وبالتالي يمكن تصديره بعد ذلك من خلال ناقلات الغاز المسال أو خطوط الأنابيب، وبذلك تحقق مصر استفادة أكبر من تصدير إنتاجها فقط، بحسب مراقبين.

وتستطيع كل محطة في مصر تصدير نحو 2 مليار قدم مكعب غاز يوميا، حوالي 12 مليون طن سنويا، فضلا عن عودة مصنع دمياط للتصدير بعد توقف دام لمدة 8 سنوات.

واعتبر  السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأوروبية، أن تصدير مصر الغاز المسال إلى عدة دول في العالم منها دول الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لها، والذي "يشجع مصر على أن تكون مصدرا إقليميا للطاقة وليس الغاز فقط وهذا من مصلحة أوروبا".

وقال “بيومي” لـ “بي بي سي”، إن تصدير مصر للغاز سواء المنتج محليا أو القادم من إسرائيل لأوروبا لا يعني أنه يأتي على حساب علاقته بروسيا أو حتى بالفلسطينيين، فمصر معروفة بأنها دولة ذات علاقات متوازنة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر ستصدر الغاز لأوروبا وكذلك الكهرباء من خلال مشروع الربط الكهربائي بين جنوب وشمال البحر المتوسط، وهذا يصب في مصلحة القارة المتعطشة للطاقة بكافة أنواعها.

وبلغ إنتاج مصر من الغاز الطبيعي حوالي 190 مليون متر مكعب يوميا (69 مليار متر مكعب سنويا)، لتحتل المركز 13 عالميا والخامس إقليميا والثاني إفريقيا بعد الجزائر في إنتاج الغاز، بحسب أرقام وزارة البترول المصرية.

وحققت مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز في 2018، وسجلت نموا في صادرات الغاز المسال بنسبة 795 بالمئة تقريبا في 2021، لتسجل نحو 6.5 مليون طن مقابل 1.5 مليون طن عام 2020، كان معظمها للأسواق الأوروبية، ومنذ بداية العام هناك زيادة تقترب من 95 بالمئة، وتوقعت وكالة "بلومبيرج إن إي إف" أن تصدر مصر 8.2 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في العام الجاري.