الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سنن العمرة .. 4 أمور شرعية يكشفها علي جمعة

سنن العمرة
سنن العمرة

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، في بيانه سنن العمرة، إن للعمرة سُنَنٌا تَتَعَلَّقُ بالأركانِ ومنها ما لا يَتَعَلَّقُ بالأركانِ. 

سنن العمرة

وأوضح علي جمعة في بيانه "سنن العمرة" أن سنن العمرة التي تَتَعَلَّقُ بالأركان هي:

1- سنن الإحرام:

وهي: الاغتسال، وتَطيِيبُ البَدَنِ لا الثَّوبِ، وصلاة ركعتين، يفعلُ هذه الثَّلاثة قبلَ الإحرامِ. ثُمَّ التَّلبِية عَقِبَ النِّيّة، والتَّلبِية فرضٌ في الإحرام عند الحنفية خِلافًا للجُمهورِ، ويُسَنُّ للمُعتَمِرِ أن يُكثر من التلبية مُنذُ نِيّة الإحرامِ بالعُمرة إلى بَدءِ الطَّوافِ باستِلامِ الحَجَرِ الأسوَدِ، عند الجمهور، وقال المالكية: المعتمرُ الآفاقيُّ يُلَبِّي حتى يَبلُغَ الحَرَمَ، لا إلى رُؤية بيوتِ مَكّة، والمعتمرُ من الجِعِرّانة أو من التَّنعِيمِ يُلَبِّي إلى دُخُولِ بيوتِ مَكّة.

2- سنن تتعلق بالطواف:

ويُسَنُّ له أن يَضطَبِعَ في أشواطِ طَوافِه هذا كُلِّها، والاضطباع: أن يجعل وسط الرداء تحت إبطِه الأيمن، ويَرُدَّ طَرَفَيه على كَتِفِه الأيسرِ ويُبقِي كَتِفَه الأيمن مكشوفًا، كما يُسَنُّ للرَّجُلِ الرَّمَلُ في الأشواط الثلاثة الأولى، ويمشي في الباقي، وليُكثِر المعتمرُ من الدُّعاءِ والذِّكرِ في طوافِه كُلِّه، ويقول بين الركنين: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

3- وركعتا الطواف:

يُسَنُّ له صلاةُ ركعتينِ بعدَ الطَّوافِ عندَ مقامِ إبراهيم عليه السلام إن تيَسَّر، وأن يقول وهو في طريقه إلى هناك: { واتَّخِذُوا مِن مَقامِ إبراهيمَ مُصَلًّى }.

4- سنن تتعلق بالسعي:

تُسَنُّ الموالاةُ بين السَّعيِ والطَّوافِ، وتُسَنُّ نِيّةُ السعيِ، ويُسَنُّ السعيُ الشديدُ بين المِيلَينِ الأَخضَرَين، كما تُسَنُّ الموالاة بين أشواط السعي عند الجمهور، وهي شرطٌ لصحةِ السَّعيِ عند المالكية.

● ومنها ما لا يتعلق بالأركان، وهي:

1- الشربُ من ماءِ زمزم: لِما ثَبَتَ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "أنَّ ماءَ زمزمٍَ لِما شُرِبَ له".

2- زيارةُ القَبرِ الشَّريف: ولو لغَيرِ الحاجِّ والمُعتَمِرِ.

سنن العمرة

صور حسن الجوار

بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والمفتي السابق، بعضاً من صور حسن الجوار، ومنها التعامل التجاري مع الآخر.

وقال علي جمعة من خلال منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”:" حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على ازدهار الحالة الاقتصادية في دولة المدينة، فلم يمنع التعامل مع غير المسلمين في البيع والشراء وغيرهما من المعاملات التجارية، ومن تلك المعاملات التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه مع غير المسلمين أنه رهن درعه عند أبي الشحم اليهودي، مقابل أنه أخذ لأهله منه شعيرا، ومات ودرعه مرهونة عنده".

وأضاف: لم يمنع الرسول المسلمين من الذهاب إلي أسواق أهل الكتاب والمتاجرة معهم، فبدأ التبادل التجاري بينهم، حيث امتلأت أسواق اليهود في المدينة بالمسلمين، ولا يخفى على عاقل أن المعاملات التجارية اليومية لا تتم إلا في ظل التعايش السلمي الذي حض عليه الإسلام، وآية ذلك أن المرأة المسلمة كانت تذهب بنفسها لتشتري من اليهود في سوقهم دون حرج، مما يدل على حالة الأمن والأمان السائدة في ربوع المدينة.

ولفت علي جمعة أنه مما يؤكد ذلك المنحى: أن المسلمين كانوا يشترون الماء من بئر رجل يهودي من بني غفار يقال له رومة حتى اشتراها سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ووهبها للمسلمين، وذلك طاعة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري بئر رومة فيكون دلوه فيها كدلاء المسلمين (البخاري).

وأكمل: من حسن الجوار مع الآخر أيضا: العمل على الإصلاح بين المتخاصمين والمتشاجرين دون تفريق على أساس الدين أو العرق، لتصفو النفوس وتستقر الأمور بين أبناء المجتمع الواحد، روى البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، فقال عبد الله بن أبي بن سلول: أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول، إن كان حقا، فلا تؤذنا به في مجلسنا، ارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله، فأغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكنوا (البخاري).

وشدد علي جمعة على أن الإسلام وهو يشيع هذه الأخلاق الفاضلة ليحافظ على الوحدة بين طوائف المجتمع بمختلف مذاهبهم ومشاربهم، وقد تبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم ممن خرج يريد زرع بذور الفتنة والفرقة بين أفراد المجتمع، فقال: ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا ينحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه (مسلم).

واختتم قائلاً:" الدولة الإسلامية قامت على أساس قوي من حرية العقيدة والمساواة بين المواطنين، دون النظر إلي اختلاف الديانات والعرقيات، كما أكدت على ترسيخ مفاهيم التسامح والوحدة، والدعوة إلى نشر المقاصد والقيم المشتركة بين بني الإنسان، ومن ذلك حب الجار والبر به".