الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة ثلاثية مصرية أردنية بحرينية في شرم الشيخ.. على ماذا اتفق الزعماء؟

صدى البلد

يجري بعض القادة العرب تحركات موسعة، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، والعاهل البحريني الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة؛ لتنسيق المواقف العربية قبل القمة المرتقبة التي تستضيفها العاصمة السعودية  الرياض، منتصف الشهر المقبل، وتجمع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وعدد من الزعماء العرب.

شرم الشيخ تستضيف ثلاث قمم

وتستضيف مدينة شرم الشيخ، منذ أمس قمة مصرية - بحرينية ، بعد 3 أيام من مباحثات هاتفية بين الزعيمين تناولت تعزيز التعاون الثنائي، وتبادل وجهات النظر بشأن تطورات عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما تستضيف شرم الشيخ قمة مصرية -  أردنية - بحرينية تجمع الرئيس السيسي بشقيقيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والعاهل البحريني الشيخ حمد بن عيسى الخليفة، وذلك لبحث وتنسيق المواقف العربية فيما يخص عدد من الملفات المطروحة داخليا وإقليميا ودوليا والترتيب للقمة المرتقبة في الرياض منتصف الشهر المقبل.

وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس رحب بشقيقيه البحريني والأردني ضيفين عزيزين على مصر، معرباً عن التقدير للعلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمع البلدان الثلاثة على المستويين الرسمي والشعبي.

وأضاف أن الرئيس السيسي أكد تطلع مصر إلى تعزيز التعاون البناء بين مصر والبحرين والأردن، بما يحقق المصالح المشتركة لشعوبهم الأشقاء، ويعزز من جهود العمل العربي المشترك، خاصةً في ظل التحديات الكبيرة الناتجة عن التطورات الإقليمية والدولية المتعددة.

من جانبهما، أشادا ضيفا مصر بالروابط الوثيقة التي تجمع بين البلدان الثلاثة، مؤكدان الحرص على الارتقاء بالتعاون مع مصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يعظم من استفادة الدول الثلاث من الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون بينهم، فضلاً عن كون هذه العلاقات تمثل حجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي وإعادة التوازن للمنطقة، وذلك في ضوء الأهمية المحورية لمصر والبحرين والأردن إقليمياً ودولياً.

وتناولت المباحثات، العلاقات الأخوية الوثيقة ومسارات التعاون الثنائي البناء بين الدول الثلاث والتنسيق المتبادل تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، إضافة إلى آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجه المنطقة.

وأكد القادة عمق العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدان الشقيقة الثلاث، وأهمية تعزيزها وتطويرها والارتقاء بها إلى أعلى المستويات، بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة.

كما رحب القادة، بالقمة المرتقبة التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية الشقيقة بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الامريكية.

قراءة في قمة شرم الشيخ الثلاثية

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي الأردني، الدكتور خالد شنيكات، إن اللقاءات العربية في مدينة شرم الشيخ تسبق لقاء بايدن مع عدد من الزعماء العرب في السعودية، وربما كلمة السر في كل هذه اللقاءات هي تنسيق المواقف والاتفاق على المطالب وعرض المصالح العربية لبايدن.

وأضاف أن هناك موقف ما بالنسبة للدول العربية فيما يحدث في النزاع الأوكراني الروسي، حيث أن روسيا مشتركة في علاقاتها مع العديد من الدول العربية منذ تدخلها في سوريا منذ 2015، والموقف الثاني بالنسبة لدول الخليج قد تطالب بالتزام أمريكي أكثر بأمن دول المنطقة خاصة في ظل التحديات الإقليمية.

وأضاف شنيكات في تصريحات لـ“صدى البلد”، أن النقطة الثالثة، أنه ربما يأخذوا بعض الإجراءات فيما يتعلق بأزمة الغذاء العالمية، فكل الدول وتحديداً مصر وسوريا تعاني من ظروف اقتصادية صعبة تتعلق بالغذاء وسلسلة التجارة بين هذه الدول، فكان هناك من قبل سياح روس يأتون لمصر وللعقبة، وأيضا المواد الغذائية والمواد الأساسية التي تستوردها مصر والأردن والخليج من روسيا كالأخشاب والقمح وغير ذلك.

وقال شنيكات، إن هناك موقف أمريكي فيما يتعلق بالبحث عن بديل للنفط الروسي خاصة أن الدول الغربية اتخذت قرارًا بتقليل الاعتماد الاستراتيجي على النفط الروسي وربما جزء من زيارة بايدن سببها البحث عن بديل حقيقي للنفط مع زيادة أهمية النفط الاستراتيجية في ضوء هذه الحرب وما أفرزته من تغيرات في أهمية المواضيع، حيث كان سابقا الاهتمام الأمريكي للصين، ولكن الآن هناك التحديات التي تفرضها الصين بحكم النمو الصيني المتسارع اقتصاديًا وعسكريا، لذلك يبدو أن الأزمة الروسية الأوكرانية أعادت تغيير بعض الأوراق الأمريكية خاصة فيما يتعلق بمدى أهمية المنطقة كونها تمتلك الجزء الأهم من النفط العالمي وهذا يفسر الكثير من المواقف الأمريكية المتغيرة تجاه دول المنطقة وخاصة على مستوى العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة الامريكية تحديدا.

وأوضح شنيكات، أنه بالنسبة للوضع بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ فيتبني الأردن حل الدولتين، لكن فعليًا هذا الحل عملت إسرائيل فعليًا على تعطيله وتوسع الاستيطان في أماكن مقدسة وقد تناقش الدول العربية هذه البنود مع بايدن.

وأضاف: ببساطة أنا أتحدث عن زيارة بايدن رغم القمم العربية المتسارعة للاتفاق على المطالب أو توحيد الموقف وتنسيقه، لكن أستطيع أن أقول إن بايدن يهمه زيادة ورفع الإنتاج النفطي، والنقطة الثانية هي أمن إسرائيل، والنقطة الثالثة هي بحث العلاقات البينية العربية الأمريكية، وربما إعطاء بعض الإعفاءات لبعض الدول فيما يتعلق بالاستيراد والتصدير وخاصة ما يتعلق بكل من روسيا وأوكرانيا، وربما هذه الأشياء هي الأهم بالنسبة للولايات المتحدة.

أما النزاع العربي الإسرائيلي فلا يحتل أولوية على أجندة الإدارة الأمريكية؛ بسبب كون الصراع واستقرار الأمور، وربما مع اتفاقات "أبراهام"، قد تم من خلالها تجاوز الصراع العربي الإسرائيلي من وجهة نظر إسرائيلية.

وتأتي هذه القمة بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارته منطقة الشرق الأوسط منتصف يوليو المقبل، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليه رأس الإدارة الأمريكية في يناير 2021.

زيارة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة 

وأعلن الديوان الملكي السعودي أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيزور المملكة في 15 و16 يوليو القادم، مؤكدا أن بايدن سيزور المملكة ويلتقي بالملك السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، لبحث أوجه التعاون بين السعودية والولايات المتحدة، وسبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم.

كما يتضمن جدول الزيارة في يومها الثاني حضور قمة مشتركة دعا إليها خادم الحرمين الشريفين قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وملك المملكة الأردنية الهاشمية، الملك عبد الله الثاني، ورئيس جمهورية مصر العربية، عبد الفتاح السيسي، ودولة رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق، مصطفى الكاظمي، في يوم 16 يوليو 2022.

وتأتي الزيارة في توقيت هام يعيش فيه العالم مجموعة من المتغيرات السياسية والاقتصادية التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية والأزمة التي خلفتها على كافة المستويات والأصعدة.

كما تأتي الزيارة في وقت كانت تشهد فيه العلاقات السعودية الأمريكية انخفاضا ملحوظا في مستويات التعامل بعدد من الأمور منذ تولي الرئيس جو بايدن الرئاسة الأمريكية.

ويستهل الرئيس الأمريكي الجولة بزيارة يبحث خلالها مع المسئولين الإسرائيليين: "أمن إسرائيل وازدهارها واندماجها المتزايد في المنطقة"، كما سيزور الضفة الغربية "للتشاور مع السلطة الفلسطينية وتأكيد دعمه القوي لحل الدولتين، مع تدابير متساوية للأمن والحرية وإتاحة الفرص للشعب الفلسطيني".