استقبل الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- الدكتور أبو بكر صار، سفير السنغال في القاهرة، لبحث أوجه تعزيز التعاون الديني بين دار الإفتاء المصرية، وجمهورية السنغال.
تعزيز التعاون الديني
وخلال اللقاء هنَّأ المفتي السفير الدكتور أبو بكر صار لتولِّيه منصب "سفير فوق العادة" لدولة السنغال بالقاهرة، خلفًا لمنصبه كسفير للسنغال بالمملكة العربية السعودية، كمَّا أكَّد على عمق العلاقات بين البلدين، مستعرضًا المراحل التاريخية التي مرَّت بدار الإفتاء المصرية منذ نشأتها قبل 125 سنة ومنظومة عمل إدارات الدار، وكذلك السجل الحافل للمفتين الذين تولَّوا منصب الإفتاء فيها.
واستعرض فضيلة المفتي خلال اللقاء تاريخ دار الإفتاء المصرية وإداراتها المختلفة، ومجهودات الدار في إصدار الفتاوي التي تعالج كافة مناحي الحياة وتجيب عن تساؤلات المسلمين في كلِّ مكان، كما تناول الحديث آليات عمل مراصد الدار البحثية التي تخدم المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى.
كذلك استعرض فضيلةُ المفتي أهمَّ المشروعات التي أطلقتها الدار مؤخرًا، وعلى رأسها مركز سلام لدراسات التطرف، وهو مركز بحثي وعلمي لإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، يرتكز على مناهج وسطية إسلامية، ويعالج مشكلات التشدد والتطرف الخاصة بالمسلمين حول العالم.
كما تحدَّث عن مدى إدراك دار الإفتاء لأهمية مخاطبة الناس بلغة عصرية تتناسب مع أساليب العصر ومستجداته، وكيف أولت تجديد الخطاب الديني أهمية خاصة، مشددًا على أن قضية تجديد الفكر والخطاب الدعوى قضية شديدة الأهمية وعظيمة الخطر، خاصة في ظل موجات التطرف والإرهاب التي تعاني منها مختلف الدول، كذلك لأهمية نشر ثقافة التعايش مع الآخر في المجال التعليمي والدعوي والإفتائي من خلال القواسم المشتركة الكثيرة التي تجمع بين كافة الدول بما يشكل نسيجًا مجتمعيًّا وبناءً حضاريًا جاءت الأديان كلها بالدعوة إليه والحث عليه.
وفي السياق ذاته أبدى فضيلة المفتي استعدادَ دار الإفتاء المصرية لتقديم كافة أشكال الدعم العلمي والشرعي لمسلمي جمهورية السنغال، خاصة في مجال تدريب الأئمة لمواجهة الفكر المتطرف.
من جانبه أثنى السيد الدكتور أبو بكر صار، سفير السنغال في القاهرة، على مجهودات دار الإفتاء المصرية، وما تقدمه لخدمة الإسلام والمسلمين، وتجربتها الرائدة في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، مبديًا تطلُّع بلاده إلى الاستفادة من خبرات دار الإفتاء وإمكانياتها، خاصة في تدريب الأئمة على الفتوى ورفع مهاراتهم الإفتائية، وكذلك في مجال مكافحة التطرف والفكر المتشدد.