عقدت بالعاصمة الإدارية ضمن فعاليات الدورة الـ٢٩ للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، والذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، جلسة موسعة بمشاركة وحضور أفريقي قوي بين جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة EABA، وبين جانب من المتحدثين الأفارقة المعنيين بالتجارة البينية الحرة الأفريقية، وأيضا أعضاء ممثلين من الأفريكساميبنك.
وألقى الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، كلمة الافتتاح في الجلسة الخاصة جلسة مصر - أفريقيا حول مائدة الأعمال، والتي نظمت تحت عنوان "ترويج التجارة بين مصر وأفريقيا وفقاً لاتفاقية التجارة البينية الحرة الأفريقية - رؤية القطاع الخاص".
وفي بداية كلمته، أثنى الشرقاوي على التنظيم الجيد، مقدماً شكره لجمهورية مصر العربية والرئيس عبد الفتاح السيسي ولمجلس إدارة البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد ومنتسبيه والبنك المركزي المصري وعلى رأسه طارق عامر، محافظ البنك، والسفراء الأفارقة الحضور وكل مجتمع المال والأعمال الأفريقي، حيث تخطى الحضور لهذه الجلسة أكثر من ٥٠٠ مشارك من كل أنحاء القارة.
وأكد اعتزازه بمشاركة جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، كإحدى منظمات الأعمال التي تعمل بقوة لربط مجتمع القطاع الخاص الأفريقي بهدف وفكر جديد وحيوي وديناميكي ويعمل على الانطلاقة لهذا المؤتمر من أرض العاصمة الإدارية النموذج التنموي المتكامل الذي أصبح مع العديد من المشروعات والإنجازات في البنية التحتية والطرق وغيرها من العديد هو أهم حديث وأسهل الطرق في الجذب والانبهار للاستثمار والتعاون من كل الحضور ومن الزوار ومن الأشقاء الأفارقة.
وأوضح رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة أن ما حدث في مصر خلال الثماني سنوات السابقة هو نموذج هام جدًا في التطوير والتنمية وعماد للاقتصاد لما تضمه مصر الآن من مشروعات عملاقة.
وقال إن مصر تعد الآن من أهم الدول الجاذبة للاستثمار الأجنبي في المرحلة الأخيرة وفقًا للتقارير العالمية، سواء تقارير إقليمية أو قارية أو دولية، وهذا أصبح نموذج عمل تنمويا يمكن أن يفتح الباب أمام أعمال كثيرة للتعاون الأفريقي والاستثمار البيني مع دول القارة.
وارتكزت الكلمة حول عدة محاور أهمها؛ أهمية وآليات تفعيل منظومة التجارة الحرة أكثر من الترويج فقط، وذلك من أجل تحقيق معدلات التجارة البينية داخل أفريقيا، والتي باتت تتصاعد في النمو ونحتاج إلى المزيد.
وأضاف الشرقاوي: “مجتمع الأعمال يعلم ويقدر الدور المبذول من القيادات الأفريقية، ونعلم أن هناك العديد من التحديات، وفي المقابل العديد من الفرص البكر والطموحات التي يجب العمل عليها للتغلب علي التحديات، لا سيما ما تشهده الساحة المصرية الأفريقية من حالة اتفاق تام حول المصير المشترك والاحتياج الشديد لتعزيز وتوظيف القدرات المشتركة مع دول القارة، وعلى الجميع وفي مقدمتهم القطاع الخاص ألا يكفوا عن البحث الدؤوب عن فرص داخل القارة الأفريقية تحقق لهم الاستثمار البيني الناجح والتجارة مع دول القارة المحققة للنفع”.
وشدد الشرقاوي على أن ما قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس في كلمته في الموتمر، يعد مجموعة متنوعة من الرسائل الهامة المركزة، والتي تعكس وترسم الطريق أمام كيفية تحويل المنظور الاقتصادي من الجانب النظري إلى الجانب التطبيقي، الأمر الذي نحن في أمس الحاجة إليه ونحتاج أن نتدارس ونتدارك آليات الوصول إلى أفضل نتائج، وكيف يمكن لنا جميعا معرفة المطلوب لإعادة بناء البنية التحتية للقارة لكي تتمكن من إعادة استغلال مقدراتها.
وتابع: “إننا كجمعية قدمنا في ٣ سنوات نموذجاً مشرفاً للتعاون مع الأشقاء الأفارقة في القطاع الخاص، وقدمنا من خلال ٢٢ لجنة نوعية العديد والعشرات من الفعاليات الترويجية لكي ننشر قصص نجاح لاستثمارات ومنتجات متنوعة مع أكثر من ١٩ دولة أفريقية، وأصبح للجمعية مكاتب تمثيل بمعظمها تعمل على التسهيل وتوفير المطلوب من مناخ تجاري واستثماري إيجابي وواعد، وهذه إحدى أهم القنوات لتحقيق التعاون الاقتصادي المشترك”.
واستطرد: “عازمون وسنظل على المضي قدماً خلف القيادة السياسية وأهدافها ورؤيتها، ومقدرين دور مصر الأفريقي وكيفية المساهمة في ذلك مساهمة إيجابية فعالة، حاملين بداخلنا وعلى عاتقنا أسسا ومحاور وحلولا للقضاء على التحديات غير التقليدية من وجهة نظر وبقدر التحمل من القطاع الخاص، والتي من أهمها إعادة صياغة فلسفة مجتمع الأعمال المصري لتشجيعه على الدخول في عمق القارة، لا سيما الدخول الأفقي بالعديد من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، وسوف نعمل على ذلك بكل الأدوات والوسائل بتعاوننا الدائم مع أجهزة الدولة المصرية التي لا تدخر جهدا وتقدم نموذجا متميزاً في التعاون الأفريقي”.
وأكد الشرقاوي للجميع أن مصر تمتلك كل مقومات التعاون التجاري مع كل دول القارة، فهي دولة مستقرة آمنة لديها الخبرات المتراكمة والطبقات المختلفة ولديها باع طويل في الزراعة والصناعة والتجارة، وتملك منتجات متميزة في مجالات الأدوية ومواد البناء والأغذية والصناعات الهندسية والملابس والجلود، ويمكن أيضا نقل الخبرات المتعددة من الخبراء المصريين والكفاءات في جميع القطاعات والتخصصات، الأمر الذي يمكن أن يساهم في دعم التجارة البينية مع تفعيل الحلول غير التقليدية مثل شهادات الجمارك ومستندات التصدير والمعايير الجمركية وكفاءة ورفع كفاءة أداء المنفذين في الحدود وفي البنوك وفي شركات الشحن والنقل.
وفي ختام كلمته، نوه الشرقاوي إلى العديد من التوصيات الهامة باسم مجتمع القطاع الخاص ممثلا في جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة جاءت على النحو التالي:
أولاً: ضرورة تكاتف القطاع الخاص الأفريقي والتعاون للدخول في الاستثمار في البحث العلمي التطبيقي، مما يؤهلنا لامتلاك المعرفة والتصنيع، والاستفادة من الموارد.
ثانياً: دعوة الزملاء من القطاع الخاص لإقامة مناطق لوجستية متوسطة الحجم، والقادرة على تذليل المصاعب اللوجستية البسيطة وتسهيل عرض وتسويق المنتجات الأفريقية كمرحلة أولى قابلة للتطوير المستقبلي للتجارة الإلكترونية الأفريقية التي ستحتاج وقتا طويلا.
ثالثا: المطالبة بالدعم الكامل من الحكومات الأفريقية ومؤسسات التمويل من خلال دورها في المسئولية المجتمعية للتعاون معنا لإنهاء بنك معلومات الاستثمار والاقتصاد والموارد والقوى البشرية الأفريقي.
رابعاً: زيادة معدلات التعاون والربط التعليمي الأفريقي والتبادل الطلابي والبحثي على مستوى القطاع الخاص والجامعات الأهلية بشكل يضمن إدخال علوم حديثة علمية وطبية وهندسية وقانونية قادرة على خدمة الاستثمار ونقل التكنولوجيا وإبرام ومراجعة الاتفاقيات الدولية.
خامساً: ضرورة دعم تفكير القطاع الخاص للتوسع في مشاريع الزراعة والإنتاج الحيواني لكي يتم تحقيق معدلات متميزة من الأمن الغذائي في دول القارة وسد الفجوة الغذائية ودعم امتلاك القرار من أجل استدامة الاستقرار.
سادساً: ضرورة تبني البرامج الإعلامية الأفريقية المختلفة زيادة الوعي التام ببعض الموضوعات مثل “توطين الصناعة الأفريقية - التبادل التجاري السلعي بين دول القارة في حال التعثر التحويل النقدي لأي سبب”.
جدير بالذكر أنه كان من بين الـ٦ متحدثين؛ ٣ من جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة وهم؛ المهندسة عبير لهيطة، رئيس لجنة المرأة الأفريقية بالجمعية، والمهندس حسين الغزاوي، رئيس لجنة الطاقة، وكريم البرقوقي، نائب رئيس لجنة التصدير والاستيراد والجمارك.